تعتبر عملية التعلم البشري من أعقد المواضيع العلمية والثقافية. فعلى الرغم من كثرة الأبحاث التي تتناول ظاهرة التعلم إلا أن قلة خبرتنا بالتفكير البشري واضحة جداً، ومع ذلك ليست معدومة كلياً.

عود أصول نموذج الكل-الجزء-الكل في التعلم إلى سنة 1972. نخلص إلى وجود عنصرين رئيسين لنموذج الكل-الجزء-الكل في التعلم (نموذج التعلم دبليو بي دبليو [1]WPW). يختص العنصر الأول بتقسيم مجال سيكولوجيا التعلم إلى فئتين:
1- الفئة الترابطية/ السلوكية.
2- الفئة الجشطلتية/ الإدراكية.
أما العنصر الثاني فيتعلق بذكر أهمية كل فئة ودمجها مع مفهوم "السلوكية الهادفة" لتولمان (1959).

نظرة عامة على النموذج

يتجاوز نموذج التعلم دبليو بي دبليو كلاً من نماذج التعلم التالية:
1- النموذج الشامل.
2- النموذج السلوكي.
3- نموذج الكل-الجزء.
4- نموذج الجزء-الكل.

يشير نموذج التعلم دبليو بي دبليو إلى وجود تناغم طبيعي بين الكل والجزء والكل أثناء التعلم.
يوضح الشكل 1-12 نموذج التعلم الأساسي دبليو بي دبليو. يعرض هذا الجزء الأول من النموذج أي "الكل الأول" معلومات جديدة للمتعلمين من خلال تكوين إطار منظم في عقولهم لمساعدتهم على دمج المفاهيم الجديدة مع قدراتهم الإدراكية بطريقة فعالة. فمن خلال أسلوب التعليم الكلاسيكي الذي تقدمه مرحلة "الجزء" أو مجموعة الأجزاء في نموذج التعلم دبليو بي دبليو تتطور القدرات الإدراكية الداعمة وأشكال السلوك الناتجة عنها. ذلك بعد نجاح المتعلم في إحراز معايير أداء "الأجزاء" أو المكونات كل على حدة ضمن نظام الكل. ثم يقوم المعلم بعد ذلك بضم تلك الأجزاء مع بعضها البعض بهدف تشكيل "الكل الثاني" من النموذج. إن تعلم نموذج الكل-الجزء-الكل يقود المتعلم إلى فهم كامل لمحتوى التعلم ضمن مستويات الأداء المختلفة وإلى تطوير مستويات عالية من الإدراك تساهم في التقدم والإبداع (سوانسن,1991).

فنموذج التعلم دبليو بي دبليو عبارة عن مجموعة متماسكة من الأفكار والمبادئ وفق طرق عديدة. مثلاً: نستطيع استخدام النموذج بشكل كامل ابتداء بتصميم البرنامج وانتهاء بإجراء تعديلات التعليم الفورية أثناء العرض المباشر. إن ما سيأتي لاحقاً سيشكل دعماً لكل من الأسس النفسية والطبية الشاملة للتعليم المعتمد على نموذج الكل- الجزء –الكل.

إذ لا يقتصر هذا التعليم على تحقيق الأهداف والغايات فقط إنما يسعى لتحقيق النجاح فيما يتعلق بالأجزاء التي تتكون منها تفاصيل المعرفة والخبرة والنشاط (سكيز, 1954 ,1968) على الرغم من تعرض وجهة نظر التعلم السلوكية لانتقادات عقلانية, إلا أن متطلبات التعليم والتدريب العملية في ثقافتنا تهتم "بالأجزاء" وضرورة إتقانها تماما كما في السابق. عندما نقلل تأثير الاتجاه السلوكي في التدريب والتعليم, سينتج لدينا مفهوم علم النفس الجشطلتي الذي يؤكد بأن الكل هو أكثر أهمية من مجموع أجزائه. وسنبحث في هذا الموضوع بشكل كامل لاحقاً ونحن لا نقصد بذلك مهاجمة المدرسة السلوكية. إذ أن النظرية السلوكية تعتير"نظرية الأجزاء" جزءاً مهماً من نموذج التعلم دبليو بي دبليو. وإن هدفنا الأساسي هو التركيزعلى "الكل الأول" و "الكل الثاني" المحيطين "بالجزء".



بواسطة:غالية نوام
موسوعة التعليم والتدريب
http://www.edutrapedia.illaf.net/arabic/show_article.thtml?id=276