د. محمد يوسف ابو ملوح: تعتبر إدارة الجودة الشاملة من الأساليب التي دخلت حديثاً إلى مجال التربية بعد أن أثبتت نجاحها في مجالات أخرى. وتسعى الجودة الشاملة لإعداد الطالب بمواصفات معينة حتى يعيش في مرحلة تتسم بغزارة المعلومات وتسارع التغيير والتقدم التكنولوجي الهائل، والعالم الذي أصبح قرية واحدة من خلال شبكة اتصالات عالمية واحدة. إن المرحلة القادمة بمتغيراتها المتسارعة والجديدة تتطلب إنساناً ذا مواصفات معينة لاستيعابها والتعامل معها بفاعلية وتقع هذه المسئولية على التعليم في إعداد أفراد يستطيعون القيام بذلك بكفاءة من أجل الانخراط في المنظومة العالمية الجديدة، وإدارة الجودة الشاملة هي أحد الأطر الفعالة الأساسية للقيام بهذه المهمة.

ويعرف قاموس Webster الجودة بأنها سمة متميزة وضرورية ودرجة من الامتياز.
إن إدارة الجودة الشاملة في غرفة الفصل تتوقع الأفضل من أي تلميذ وخاصة ضعيفي التحصيل والعمل على تحقيق تحسن مستمر وذلك من خلال ربط التعليم بالمجتمع وربط العلم بالحياة، وتنمية كل جوانب شخصية الطالب والاستفادة من كل طاقاته وإشباع رغباته وحاجاته.
إن إدارة الجودة تسعى للتحسن المستمر التدريجي بعد تحديد وفهم إمكانيات كل تلميذ والعمل الدؤوب على تحسينها وتطويرها .
وتسعى الجودة الشاملة إلى ترسيخ التعاون والعمل الجماعي حيث يشارك كل تلميذ بأفكاره بحرية من خلال عمليات العصف الفكري وطرح البدائل المتعددة لحل مشكلة معينة، إنها تهيئ الطالب لأسلوب حل المشكلات حتى يتمكن من نقل أثر التعلم من داخل المدرسة إلى حياته العملية في المجتمع الذى يعيش فيه،حيث يركز المعلم فى الأنشطة الصفية على مشكلات واقعية يعيشها الطالب بالفعل.
ويؤكد أسلوب إدارة الجودة الشاملة على تعليم الطالب كيف يتعلم، وممارسة التعلم الذاتي في اكتساب المهارات المختلفة حتى يكتسب ويدرك أن التعلم عملية مستمرة مدى الحياة تمشياً مع طبيعة العصر الذي نعيشه.

حجرة دراسة إدارة الجودة الشاملة *
المهارات المطلوبة حسب برنامج الجودة الشاملة في حجرة الدرس هي :-
حل المشكلات، والتعاون، وصنع القرار، والمشاركة، والتفكير النقدي، والتعلم المستقل، والتفكير الابتكارى، والاتصال، والقيادة، والتنظيم و التوثيق .

إدارة الجودة الشاملة فى غرفة الصف :
خطط ، افعل ، افحص ، استمر

الأدوار المختلفة للمشاركين في إدارة الجودة في غرفة الفصل


أولاً : دور إدارة المدرسة :-


- عرض عبارة ( رسالة المدرسة) في مكان بارز للجميع.

- التخطيط للعمل يبني التصور على خمسة عوامل: التطوير المستمر، الالتزام ،أدوات القياس والتقويم، الاندماج الكلي،التركيز على المستفيد( الطالب).

- تحديد الأهداف المرجوة بدقة بشكل جماعي.

- تحديد المهارات وأنماط السلوك التى يجب ملاحظتها مقدماً .

- وجود سجل لكل تلميذ يُسجل فيه قدراته ، وإمكانياته ، ومستواه ، وتطوره ، ومدى تقدمه والطريقة الأنسب للتعامل معه ونمط تعلمه المميز والمهارات التى يتميز بها .

- التعاون مع أولياء الأمور فى حل مشكلات التلاميذ المختلفة واعتبارهم شركاء متساويين في العملية التربوية .

- تكوين فرق عمل لتنفيذ مشروعات الجودة يشارك فيها كل من التلاميذ والمعلمين واولياء الامور والمجتمع

- ايجاد ادوات تقويم بعيدة عن التقليد وتركز على التقويم الاصيل لاداء الطلاب لتحديد مدى التقدم نحو التطور المنشود.

- عرض مؤشرات الأداء بلغة واضحة ودية بعيدة عن الترهيب .

ثانياً : دور المعلم :

- تشكيل غرفة الفصل بالشكل المناسب لعملية التعلم .

- تبني اتجاهات جديدة وتطوير طرق تدريسه والعمل على تطبيقها في حجرة الصف .

- تعريف طلابه على مصادر المعرفة المختلفة .

- تقديم تغذية راجعة لكل تلميذ .

- التعاون مع الزملاء المعلمين وتبادل الخبرات والمعلومات والتغذية الراجعة.

- بناء الأنشطة العملية الصفية الجماعية وتشكيل المجموعات مع مراعاة الفروق الفردية .

- التخطيط للدرس على شكل خطوات إرشادية قابلة للتعديل والتطوير حسب المواقف التي يواجهها في الصف.

- عرض عبارة رسالة الفصل أمام التلاميذ .

- وضوح خطة اليوم الإجرائية للتلاميذ وأن يكون لهم دور فى إعدادها.

- توظيف اسلوب حل المشكلات حتى يصبح التلاميذ اكثر فاعلية في مواجهة المشكلات التي تواجههم.

- أصبح دور المعلم قائداً ومدرباً وقدوة ومقوماً قريباً من كل طالب .

- أصبح لدى المعلم الرغبة الكبيرة في جمع وتحليل المعلومات من أجل تحسين التعليم .

- الالتزام بالتحسين المستمر.

ثالثاً: دور التلميذ.

- المشاركة الفاعلة فى كل ما يجرى داخل الفصل – تعاون الطلاب معاً أصبح ملموساً .

- كل تلميذ يتدرب على تحمل مسئولية تعلمه ومسئوليه تحيق أهداف رسالة الصف.

- يشارك الطلاب معاً للوصول إلى ما هو مهماً بالنسبة لهم وإستراتيجيات الوصول إليه.

- يتحدث الطلاب إلى معلمهم عن أهدافهم الشخصية وخطط عملهم الإجرائية .

- يتحدث الطلاب إلى الزائرين عن نظامهم التعلمي الصفي ورسالة شعبهم وأهدافها وإجراءات الوصول إليها.

- إدارة الطلاب اللقاءات مع أولياء الأمور وعرض تقدمهم في تحقيق الأهداف المنشودة.

- المتعة والإثارة في التعلم.

- الشعور بأن مجموعة الصف وحدة واحدة.

- العمل بكفاءة في مجموعات والتفاعل الايجابي بين اعضاء المجموعة.

- اكتساب القدرة على حل المشكلات.

- ممارسة التقويم الذاتي من خلال جمع وتوثيق وتسجيل المعلومات التي يتم حمعها بعد تنفيذ اي انشاط حتى يدرك مدى التقدم.

- احترام وتقدير مواهب وقدرات وآراء الزملاء الآخرين.

الخلاصة:

إن عصر العولمة الذي فرض نفسه على حياتنا وأساليبنا في التفكير لابد أن نواجهه بنوعية جديدة من التعليم وبأساليب تعليمية تتسم بالمرونة والجودة والإبداع . إذ أن المطلوب أصبح أن يتعلم الطالب كيف ينمي نفسه ويؤهلها للتكيف مع متطلبات حياته المتغيرة . ويرى جاينس أركارو في كتابه إصلاح التعليم والجوده الشاملة في حجرة الدراسة أن : الجودة هى الحل.

وطبقاً لاستراتيجية الجودة الشاملة فى غرفة الصف فإن هناك تحولاً كبيراً فى دور المعلم، حيث أصبح دوره من ناقل للمعرفة إلى موجه للتلاميذ ومدرب حقيقي لهم، ومن صاحب سلطة إلى خلق مناخ من حرية التعبير، ومن أسلوب التعليم الجمعى إلى التعلم التعاونى ومن اتخاذ القرارت الفردية إلى المشاركة الفاعلة للطلاب فى صنع القرارات، ومن منفذ حرفى للمنهج وتحفيظه عن طريق حشو عقول التلاميذ بالمعلومات إلى مناقشة القضايا المرتبطة بالمنهج مع الطالب .

بحث وترجمة بتصرف
د. محمد يوسف ابو ملوح
مركز القطان للبحث والتطوير التربوي-غزة




بواسطة: ناديا آمال شرقي
موسوعة التعليم والتدريب
http://www.edutrapedia.illaf.net/ara...e.thtml?id=704