عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 33
الكمبيوترات في التعليم عن بعد-باري ويلز
لماذا الكمبيوترات في التعليم عن بعد ؟ شهد المدرسون في السنوات الأخيرة التطور السريع في شبكات الكمبيوترات، والتحسّن الكبير في مجال قوّة عمل الكومبيوترات الشخصية، وكذلك التقدم الباهر في تكنولوجيا التخزين المغناطيسية إن هذه التطورات قد جعلت من الكمبيوتر قوة ديناميكية في مجال التعليم عن بعد، حيث أصبحت تتوفر الوسائل الجديدة ذات خاصية التفاعل المتبادل القادرة على التغلّب على عنصري الزمن والمسافة للوصول إلى الدارسين.
تنقسم تطبيقات الكمبيوتر في مجال التعليم عن بعد إلى أربعة تصنيفات واسعة هي :- التعليم بمساعدة الكمبيوتر
أي يتم استعمال الكمبيوتر كآلة يحتوي على ماكنة للتعليم الذاتي حيث يقدم دروساً بشكل ضمني وذلك لتحقيق أهداف تعليمية معينة ولكنها محدودة في ذات الوقت . هناك عدّة وجوه للتعليم بمساعدة الكمبيوتر تتضمن التدريب والممارسة ، أو الصف الدراسي الذي ينعقد بواسطة مدرّس ، الألعاب والظروف المشابهة المفتعلة ، وكذلك حل ومعالجة المشاكل .
التعليم الذي يديره الكمبيوتر
أي استعمال مقدرات الكمبيوتر من حيث التوزيع والتخزين والبحث لتنظيم التعليم ومتابعة تقدّم الطلاب والمعلومات الخاصة بهم. في هذه الحالة فإنه ليس من الضروري توصل التعليم عن طريق الكمبيوتر هذا رغم أنه في الكثير من الأحيان يتوفر التعليم بمساعدة الكمبيوتر جنباً إلى جنب مع التعليم الذي يديره الكمبيوتر .
الاتصال بواسطة الكمبيوتر
وهذا يصف تطبيقات الكمبيوتر التي تسهّل الاتصال. والأمثلة على ذلك تشمل البريد الإلكتروني، والاجتماعات بواسطة الكمبيوتر، وكذلك لوح النشرة الإلكترونية .
وسائط الاتصال المتعددة القائمة على الكمبيوتر
مثل النصوص الإلكترونية التفاعلية، بالإضافة إلى جيل من معدات الكمبيوتر الفعالة والمعقدة والمرنة التي ما تزال في طور التطوير والتي اكتسبت اهتمام المدرسين عن بعد في السنوات الأخيرة. إن هدف وسائل الاتصال المتعددة القائمة على أساس الكمبيوتر هو إحداث تكامل ما بين الصوت، الصوت والصورة،وتكنولوجيات الكمبيوتر لتحقيق نظام توصيل منفرد يسهل الوصول إليه.
تقوم الكمبيوترات بتسهيل عملية التعليم الذاتي، فعلى سبيل المثال نجد أنه حسب نظام (التعليم بمساعدة الكمبيوتر)، تقوم الكمبيوترات بإعطاء صبغة فردية للتعلّم، كما أنها تقدم الدعم والتغذية الراجعة الفورية.
إن الكمبيوترات عبارة عن أداة من أدوات وسائط الاتصال المتعددة مع قدرات لإحداث التكامل ما بين كل من الرسم البياني والصوت، والصوت والصورة، والمطبوعات، حيث تستطيع الكمبيوترات إحداث رابطة ما بين مختلف أنواع التكنولوجيات بفعالية، إن تكنولوجيات التفاعل المتبادل لكل من الفيديو ومشغل الأقراص المدمجة يمكن أن تتداخل لتشكل وحدات تعليمية قائمة على الكمبيوتر ودروس وبيئات للتعليم.
تتمتع أجهزة الكمبيوتر بخاصية التفاعل المتبادل ، كما أن أنظمة الكمبيوتر الصغيرة جداً تشترك مع برامج متعددة وهي مرنة للغاية وترفع قدرة المتعلم على التحكم إلى أقصاها.
إن تكنولوجيا الكمبيوتر تتقدم بشكل سريع جداً، كما أن الاختراعات دائمة الظهور، وفي نفس الوقت تنخفض الأسعار ذات العلاقة. إن المدرس الذي يأخذ مسألة السعر في عين الاعتبار، إذا قام بفهم الحاجات الحالية والمتطلبات التقنية المستقبلية، بإمكانه الخوض بفعالية في السوق المتغير لأجهزة وبرامج الكمبيوتر.
إن أجهزة الكمبيوتر تزيد من القدرة على الوصول إلى الأشياء حيث تقوم الشبكات الإلكترونية المحلية والإقليمية والوطنية بربط المصادر والأفراد أينما كانوا. في الواقع إن العديد من المؤسسات تقوم الآن بوضع برامج كاملة لكل من خريجي الجامعات والذين ما زالوا في المرحلة الجامعية، هذه البرامج تعتمد بشكل حصري تقريباً على المعلومات التي يمكن الحصول عليها عن طريق الكمبيوترات.
محددات الكمبيوترات
إن تطوير الشبكات الإلكترونية الخاصة بالكمبيوتر أمر مكلف. رغم أن الكمبيوترات الشخصية نسبياً رخيصة الأثمان (نسبياً) كما أن سوق أجهزة وأنظمة الكمبيوتر سوقاً تنافسياً للغاية، إلا أن تطوير شبكات إلكترونية للتعليم ما يزال أمراً مكلفاً وكذلك الحال بالنسبة لشراء نظام البرنامج المناسب لتشغيل هذه الشبكات.
إن التكنولوجيا تتغير بسرعة فائقة. كما أن تكنولوجيا الكمبيوترات تتطور بسرعة كبيرة حيث إن القائم على التدريس عن بعد الذي يركز على التحديث فحسب ولا يعمل على توفير الحاجات الملموسة، سوف يقوم باستمرار بتغيير المعدات وذلك رغبة في الحفاظ على مستوى يتناسب مع التقدم التقني الحديث.
إن الأميّة المنتشرة في مجال الكمبيوتر ما تزال موجودة. إذ إنه رغم انتشار استعمال الكمبيوترات منذ الستينيات، ما يزال هناك العديد من الناس الذين ليس لديهم وسيلة للوصول إلى استعمال الكمبيوتر أو للشبكات الإلكترونية.
يجب أن يتمتع الطلاب بقدر عالي من الدافعية والاحتراف في العمل على استخدام الكمبيوتر قبل أن يتمكنوا من العمل بنجاح في ظل بيئة تعليم عن بعد تقوم على أساس الكمبيوتر.
الإنترنت والتعليم عن بعد
إن الإنترنت هي أكبر وأقوى شبكة كمبيوتر في العالم. إنها تتضمن (1.3) مليون كمبيوتر ذا عنوان على الإنترنت وهذه العناوين يستعملها حوالي (30) مليون شخص في أكثر من (50) دولة، مع تزايد عدد الذين يقومون بربط أنفسهم مع الإنترنت، سواءً أكانوا كليات، جامعات، مدارس، شركات، وأشخاص عاديون، إما من خلال الانتماء إلى شبكات إقليمية غير ربحية، أو من خلال الاشتراك في خدمات معلوماتية توفرها شركات ربحية، وهكذا فإن المزيد من الاحتمالات قد أصبح مفتوحاً أمام المدرسين عن بعد بحيث يصبح بمقدورهم التغلب على المسافة والزمن من أجل الوصول إلى الطلاب.
مع وجود وسيلة لاستعمال الإنترنت، فإن كل من المدرّسين عن بعد وطلاّبهم يمكن أن يقوموا باستعمال ما يلي:-
البريد الإلكتروني
إنه كالبريد العادي من حيث كونه يستعمل لتبادل الرسائل أو أي معلومات أخرى ما بين الناس . فبدلاً من إرسال البريد من قبل خدمة البريد إلى عنوان بريدي، فإن البريد الإلكتروني يتم إرساله بواسطة برنامج خاص خلال الشبكة الإلكترونية إلى عنوان كمبيوتر أو عنوان إلكتروني .
المواقع الإلكترونية العامة وحلقات النقاش المفتوحة
هناك الكثير من المواقع العامة وحلقات النقاش التي يمكن الوصول إليها من خلال الإنترنت . وتضم المواقع العامة الأكثر شيوعاً على الإنترنت مجموعة من آلاف الأقسام الإخبارية المنظمة حسب الموضوع وهي تغطي كل شيء تقريباً ، كما يمتد مدى توزيعها على العالم بأسره . أما حلقات النقاش المفتوحة فإنها توفر مجموعة متباينة من حلقات النقاش المقسمة حسب الموضوع أو حسب الاهتمامات الخاصة .
(الشبكة الإلكترونية العالمية)
إن هذه الشبكة عبارة عن واجهة أمامية مثيرة وإبداعية للإنترنت، وهي توصف على أنها "مبادرة عالمية واسعة الانتشار تهدف إلى تسهيل وصول المستخدمين إلى مجموعة هائلة من الوثائق واسترجاعها". إن هذه الشبكة تزود مستخدمي الإنترنت بوسائل موحدة ومريحة للوصول إلى مجموعة واسعة من المصادر المتوفرة على الإنترنت (صور، نص، معلومات، صوت، صوت وصورة)، إن الميزة الأساسية المنظمة لهذه الشبكة هي مواقع الصفحات الإلكترونية الشخصية التي تحتوي على المعلومات التي يرغب الشخص في نشرها. إن مقدرات النص الإلكتروني التفاعلي تسهل ربط المعلومات من الصفحات الخاصة بك مع جميع المواقع الإلكترونية الأخرى ضمن الشبكة الإلكترونية العالمية.
- الاحتمالات التعليمية للإنترنت
يستطيع المدرسون عن بعد استعمال الإنترنت والشبكة الإلكترونية العالمية لمساعدة الطلاب لاكتساب فهم أساسي بكيفية الخوض والاستفادة الكاملة من العالم المرتبط بشبكات الكترونية. إذ إنه هو المكان الذي سوف يجدون أنفسهم فيه عند تخرجهم. إن بعض الاحتمالات التعليمية للإنترنت تتضمن ما يلي:-
استعمال البريد الإلكتروني للمراسلات العادية من شخص إلى آخر. حيث إن التغذية الراجعة من المدرّس يمكن أن تصل بسرعة أكبر من وصولها بالبريد العادي. كما أن التلاميذ بإمكانهم قراءة الرسائل بالشكل الذي يناسبهم كما أنه بإمكانهم تخزينها والعودة إليها فيما بعد.
تنظيم النشرات الإلكترونية الخاصة بغرفة الصف. حيث إن الطلاب الدارسين عن بعد كثيراً ما يعملون في نوع من العزلة دون مساعدة وتعاون رفاقهم من الطلاب. في حالة تأسيس لوح لنشرة الصف فإن التفاعل المتبادل ما بين الطلاب سوف يتم تعزيزه، بواسطة اجتماعات الكمبيوتر الخاصة بالصف، ويكون كل فرد آخر لديه الحرية للاستجابة. كما أن الاجتماع يمكن أن يستعمل لتمرير جميع التعديلات على برنامج أو منهاج الصف، أو الوظائف والامتحانات، والإجابات الخاصة بالوظائف / والامتحانات.
قيام الطلاب بحوارات مع طلاب آخرين أو مع المدرسين أو مع الباحثين. وذلك بواسطة تشجيعهم بالإنضمام إلى لوح النشرة بخصوص موضوعات ذات علاقة بالصف.
تطوير الصفحات الموقعية الخاصة بالصف. حيث إن هذه الصفحات يمكن أن تغطي المعلومات حول الصف ويشمل ذلك المنهاج والتمارين ومراجع الأدب والسيرة الذاتية الخاصة بالمدرسين. كما أن المدرس بإمكانه توفير الروابط للمعلومات على الشبكة الإلكترونية العالمية بحيث تكون مفيدة للطلاب في الصف مثل (معلومات أبحاث حقيقية في مجال الأسواق الزراعية، التغير في المناخ العالمي، المهمات الفضائية). كما أن الروابط الأخرى قد تفتح الطريق أما كاتالوجات المكتبات أو الصفحات الشخصية الخاصة بكل طالب على حدة.
عند استعمال الإنترنت لتوصيل الحلقة الدراسية عن بعد، تذكر ما يلي:
- يجب أن تتوفر آلية الوصول إلى الإنترنت وإلى الشبكة العالمية الإلكترونية عند كل الطلاب وذلك لضمان الفرص المتساوية في مجال التفاعل والمتبادل بواسطة الكمبيوتر وكذلك لضمان تساوي الفرص في مجال التغذية الراجعة. وكذلك فإن الوصول المريح لجهاز كمبيوتر موجود في البيت أو في مكان العمل يعتبر عاملاً مؤثراً في نجاح الطالب.
- قد يواجه الطلاب التحديات الدارجة اليوم الخاصة بتعلم المهارات الأساسية في مجال الكمبيوتر، والبرامج الجديدة، ومهارات الاتصال الصحيحة على الإنترنت. كما أن معالجة مشكلات الطلاب الخاصة بالكمبيوتر سوف تصبح على الأغلب جزءً من المسؤوليات التدريسية المستقبلية. كما أن إنشاء اجتماعات صفّية خاصة تتعلق بالمناقشات الجارية بخصوص مشاكل الأجهزة والبرمجة قد تساعد للطلاب في حل هذه المشاكل لوحدهم .
- إن بعض الطلاب قد يتردد في المشاركة في اجتماعات الكمبيوتر أو في إرسال البريد الإلكتروني وذلك بسبب قلة التعود على الإجراءات المتبعة. شجّع الطلاب على استعمال البريد الإلكتروني،والاجتماعات الصفية ، وألواح النشرات الإلكترونية، والشبكة الإلكترونية العالمية، وذلك منذ بداية الحلقة الدراسية بحيث يتغلبوا على مخاوفهم. حدد حد أدنى أسبوعي من الاتصالات بالبريد الإلكتروني مما يساعد على زيادة المشاركة الفاعلة.
- إن استعمال البريد الإلكتروني يساعد المدرّس على توفير التغذية الراجعة بشكل أسرع من البريد العادي أو الهاتف. إن الاستجابة السريعة بشكل عام تزيد من حماس وأداء الطالب.
- إن الاستجابات السريعة قد لا تكون دائماً مناسبة. كما أن حلقات الدردشة الإلكترونية يمكن أن ترعى التفاعل المتبادل ما بين الطلاب . لضمان استمرارية ذلك التفاعل، اعمل نحو إيجاد دور تسهيلي وقد يكون مناسباً أن تقوم بتأخير الرد على استفسار في اجتماع غرف صف وذلك لتشجيع الطلاب لأن يتجاوبوا مع الموضوع ومع بعضهم البعض.
- إن التعود على المصادر المتوفرة على الإنترنت وعلى أكثر الطرق فعالية لاستخدامها، سوف يصبح جزءً من التحدّي التعليمي.
بواسطة: نادية أمال شرقي
موسوعة التعليم والتدريب
http://www.edutrapedia.illaf.net/arabic/show_article.thtml?id=744
المفضلات