لماذا حقوق الطبع ؟ يقوم المدرسون دائماً بمحاولة الاستفادة من المصادر الخارجية وذلك لإغناء خبرة التعلّم لدى طلابهم. إن هذه المراجع تتفاوت ما بين مقتطفات من جريدة أو كتاب أو فيلم إن جميع هذه الأشياء والكثير غيرها من المصادر عبارة عن مواد ذات حقوق طبع. إن قانون حقوق الطبع لعام 1976 م نظّم الحقوق الخاصة بصاحب حقوق الطبع وكذلك بيّن كيفية استعمال المواد التي تتمتع بحقوق الطبع، وخاصة في حالات التعليم. من أجل عدم مخالفة القانون في مجال حقوق الطبع والاستعمال الصحيح للمواد التي تتمتع بحقوق الطبع يجب أن يكون المعلمون على علم بالقانون وبالمقاييس التي تحكم الاستعمال الصحيح أو العادل للمنشورات التي تتمتع بحقوق الطبع.
توجد عقوبات مدنية وجنائية للاعتداء على قانون حقوق الطبع. إن التعويضات التي تعود في حالة القضايا المدنية تحتوى عادة على تعويض مالي يصل إلى حد المليون دولاراً إضافة إلى أجور المحاماة والتعهدات التي تؤخذ على المعتدي وكذلك مصادرة المادة التي استعملت النصوص ذات حقوق الطبع.

يواجه المدرسون عن بعد معضلة فريدة عند التعامل مع قانون حقوق الطبع. بسبب قصر الفترة الزمنية التي مضت على اعتماد قانون حقوق الطبع والتطور السريع في التكنولوجيا الخاصة بالتعليم عن بعد، فإن فقرات القانون المختصة بالتعليم تكون في كثير من الأحيان غير واضحة فيما يخص غرفة الصف الخاصة بالتعليم عن بعد.



  • ما هي حقوق الطبع ؟

إن حقوق الطبع تمنح لصاحب العمل وحده الحق لإعادة إنتاج العمل أو منح الإذن للآخرين بإعادة إنتاج العمل الذي يتمتع بحقوق الطبع. إن صاحب حقوق الطبع يعرّف على أنه الشخص الذي يملك الحق الحصري في عمل ما. إن الحماية تقتصر على العمل الأصلي سواء تم نشره أم لا. على أي حال، فإن طريقة التعبير عن فكرة ما هي التي تحظى بحقوق الطبع وليس الفكرة بحد ذاتها.

إن حقوق الطبع قد تشمل العديد من الأعمال الأصلية والتي تتضمن: الأعمال الأدبية، الأعمال الموسيقية، الأعمال الدرامية، أعمال الرسم البياني، الأفلام، التسجيلات الصوتية، والأعمال المعمارية.

بالنسبة للأعمال التي وجدت قبل عام 1978 فإن حماية حقوق الطبع تسري لمدّة 75 سنة من تاريخ نشرها لأول مرة أو 100 سنة من تاريخ إيجاد العمل، وذلك اعتماداً على أي التاريخين يؤدي إلى انتهاء حقوق الطبع أولاً، أما بالنسبة للأعمال التي وجدت بعد تاريخ 1978 فإن الحماية تبدأ مع إيجاد العمل وتنتهي بعد 50 عام لاحقاً لوفاة المؤلف.



  • ما هو القانون ؟

إن قانون حقوق الطبع لعام 1987 يعرّف حق صاحب حقوق الطبع، والأشياء التي يمكن أن تكون ذات حقوق طبع، والخطوط التوجيهية للاستعمال العادل، إلخ... إن الحق في عمل ما بالإمكان استعماله أو بيعه أو منحه كما يرى صاحب الحق. إن الحقوق الحصرية التي ذكرت في القانون تتضمن:
- إعادة انتاج العمل المحمي بأية صيغة.
-تحضير أعمال مشتقة.
-القيام بتوزيع نسخ من العمل المحمي للجمهور عن طريع البيع، الإيجار، التعاقد أو الإهداء.
-القيام باستعمال المادة المحمية بشكل علني ( في حالات المسرحيات والتسجيلات الموسيقية، الأفلام، ... ).
-القيام بعرض المادة المحمية على الملأ ( في حالات الآدب، الموسيقى، الصور، أعمال الرسومات البيانية،...).



  • ما هو الاستعمال العادل ؟

تم تأسيس مفهوم الاستعمال العادل في قانون حقوق الطبع لعام 1978. وهو يحدد حالات معينة يكون فيها بالإمكان استعمال المواد المحمية دون إذن صريح من صاحب الحق. على أي حال فإنه بوجود التكنولوجيا المتوفرة اليوم، من السهل جداً إساءة استعمال فقرة الاستعمال العادل. لقد اقترح مجلس النواب الأميركي أن الاعتبارات الثلاث الأساسية لتحديد الاستعمال العادل يجب أن تكون : قصر حجم المجموعة المختارة، عفوية وتلقائية القرار ، والأثر التراكمي لاستعمال المجموعة المختارة .

إن إعادة فقرة 107 من قانون حقوق الطبع يدرج أربعة عوامل محددة للاستعمال العادل :
أن تكون طبيعية الاستعمال والهدف منه تعليمياً أو ذا طبيعة غير تجارية ولا تسعى إلى الربح.
طبيعة العمل المحمي بحقوق الطبع.
إن المادة المنسوخة يجب أن تكون نوعاً من المقتطفات أو قسماً مستقطعاً من العمل الأصلي لكن دون أن تكون قسماً كبير الحجم لدرجة حادة.
يجب على المدّرس أن لا يسيء لإمكانية تسويق العمل.
إن هذا الشرط من أصعب الشروط تحديداً، كما أنه اكثرها إثارة للجدل.

لقد اتفق كل من الناشرين والمدرسين على مجموعة من الخطوط التوجيهية الأكثر تحديداً، هذه الخطوط سوف تقدم قائمة من المقاييس الآمنة التي قد تأخذ بها الكليّات. على أية حال فإن قيام إحدى الكليّات بتجاوز تلك الخطوط التوجيهية، تكون قد عرّضت نفسها لقضية قانونية لإثبات أن الاستعمال كان عادلاً. لم يوفق الكونجرس أبداً على هذه الخطوط التوجيهية، ولكن بما أنه قد تمّ وضعها من قبل مجموعة متنوعة من المعلمين وأصحاب حقوق الطبع، تميل المحاكم إلى الاعتراف بسريانها.

لقد بيّنت هذه الخطوط التوجيهية أن النسخ يكون مسموحاً عندما يقرر المدرّس تلقائياً أن يستعمل العمل لأهداف تعليمية، وكذلك مع قيام المدرّس بتحديد طول العمل الذي بالإمكان نسخه:
مقالة أو قصة كاملة أقل من 2500 كلمة.
1000 كلمة أو 10% ( يؤخذ بالأقصر ) للعمل النثري الذي أخذت منه مقتطفات.
رسماً واحداً ، خريطة، رسماً بيانياً أو صورة للكتاب الواحد أو عدد دورية.
قصيدة شعرية صغيرة أقل من 250 كلمة أو مقتطفاً من قصيدة طويلة على أن لا يزيد عن 250 كلمة.

تتطلب الخطوط التوجيهية أن يكون النسخ لحلقة دراسية واحدة، وأن لا يزيد عن قصيدة شعرية صغيرة واحدة أو مقالة أو قصة أو مقتطفين اثنين يمكن نسخهما من أعمال أي مؤلف واحد. وأخيراً فإن جميع المواد المنسوخة يجب أن تدل على حقوق الطبع الخاصة بالمادة الأصلية.

هناك عدد من المحظورات المتعلقة بالاستعمال العادل. هذه مجموعة من الخطوط العريضة، وهي ليست القانون نفسه:
إن النَسخ غير المصرّح به يجب أن لا يتم استعماله ليحل محل مقتطفات أدبية مختارة.
إن النسخ غير المصرح بها يجب أن لا يتم عملها من الأعمال ذات الطبيعة الاستهلاكية مثل كتب التمارين أو الامتحانات ذات المواصفات العامة.
إن النسخ غير المصرح به يجب أن لا يحل محل شراء الكتب، إعادة الطباعة المصرّح بها، أو الدوريّات.
النسخ غير المصرح به يجب أن لا يكون موجهاً من قبل سلطة عليا مثل رئيس قسم أو عميد.
يجب أن لا يقوم نفس المدرّس بنسخ نفس المادة دون إذن من فصل إلى آخر.
يجب عدم جعل الطلاب يقومون بدفع أكثر من الكلفة الحقيقية للنسخ بواسطة آلة التصوير.



  • كيف يمكن الحصول على إذن لحقوق الطبع ؟

إن الحصول على إذن حقوق الطبع يجب أن يكون من صاحب هذا الحق في العمل الذي أنت بصدد الاهتمام به.على أية حال فإن وضع ملاحظة حقوق الطبع على عمل ما، قد أصبحت مسألة اختيارية اعتباراً من 1/آذار/1989، لذلك فقد أصبح من الصعب متابعة ومعرفة صاحب حقوق الطبع.

عندما تقوم بالتقدم لطلب إذن لحقوق الطبع أضف جميع المعلومات التالية:


  • الاسم أو الأسماء الكاملة لكل من المؤلف، المدقق و/أو المترجم.
  • عنوان ، طبعة ، ورقم المجلّد الخاص بالعمل.
  • تاريخ حق الطبع الخاص بالعمل.
  • ISBN للكتب أو ISSN للمجلات.
  • ما ترغب باستعماله بالذات من صفحات أو أشكال أو توضيحات.
  • عدد النسخ التي سوف يتم عملها.
  • ما إذا كنت ستقوم باستعمال المادة لوحدها أو بالاشتراك مع أعمال أخرى.
  • اسم الكلية أو الجامعة.
  • التاريخ الذي سوف يتم فيه استعمال المادة.
  • الاسم الكامل للمدرّس وعنوانه ورقم هاتفه.



  • حقوق الطبع لما تنتجه مختلف وسائل الاتصال

بالنسبة للمدرّسين عن بعد فإن تحضير المحاضرات عبر وسائل الاتصال يعتبر خطة حيوية للتعليم . عندما يقوم المدرس بذلك فعلية أن يتذكر بعض المبادئ الأساسية:


  • إن تجميع المحتويات من عدّة مصادر يمكن أن يكون محمياً بحقوق الطبع.
  • إن الأعمال الأصلية في وسائل الاتصال المتعددة تتمتع بحقوق الطبع.

في عام 1995 قام مركز الاتصالات لمجمع الكليات والجامعات بتأسيس مجموعة عاملة من المدرّسين وأصحاب حقوق الطبع، وذلك لتشكيل مجموعة متفقة اتفاقاً متبادلاً حول الخطوط العريضة للاستعمال العادل لوسائل الاتصال المتعددة. رغم عدم الإعلان عن التوصل لأية نتائج ، فإن المشاركين يميلون إلى الموافقة على العبارات التالية:

  • يحق للمدرسين القيام باستعمال ما تمّ تقديمه في مختلف وسائل الاتصال من أعمال خاصة بهم ولكن لاستعمالات تعليمية.
  • يحق للمدرسين استعمال مواد غير منشورة ضمن إطار مغلق بحيث يكون الوصول إلى المادة محدداً لأعضاء الصف.

إن إعادة الإنتاج أو التوزيع التجاري يجب أن يكون حاصلاً على إذن حقوق الطبع، كما أنه من المفضل جداً أن يقوم المنتجون في مجال وسائل الاتصال المتعددة بالحصول على إذن حقوق الطبع خلال الإنتاج وليس بعد تطويره.



  • اقتراحات للتعليم عن بعد

هناك عدّة خطوات احترازية يمكن اتخاذها للعمل على تجنب اعتداءات حقوق الطبع. هذه ليست قائمة كاملة لكنها بمثابة تسليط للضوء من أجل تجنب الاعتداء على حقوق الطبع:


  • استعمل سياسة حقوق الطبع المتبعة من قبل الجهة صاحبة القرار.
  • أوجد نوع من التدريب للمدرّس وللعاملين، على أن يكون ذلك التدريب في مجال قانون حقوق الطبع الحالي وحسب سياسة المؤسسة.
  • لا تتردد في طلب الإذن. قم بالاستفسار إذا كان لديك شك.
  • كن على علم بالقانون ولكن اعلم أن جزءًا كبيراً من النسخ الخاص بالتعليم يعتبر شرعياً.
  • إذا كنت تقوم بالنسخ لتجنب شراء النص، من المحتمل اعتبارك معتدٍ على القانون.
  • قم بتقديم التقدير المناسب في حالة وجود حقوق الطبع.
  • قم بوضع تأشيرات تحد من استعمال المواد التي يمكن أن تستعمل للنسخ غير المصرّح به.

خاتمة :إن المعرفة المبدئية حول قانون حقوق الطبع تعتبر أمراً مهماً بالنسبة لأي مدرّس. إن المدرسين في صفوف التدريس عن بعد يواجهون مشكلات إضافية وذلك يرجع إلى طبيعة البيئة التعليمية. إن هذه المسألة تهم كل من المدرّس، الطلاب، الإداريين، وكذلك المؤسسة التي يشتركون فيها جميعاً.


المدرسة العربية
ماهية التعليم عن بعد-الدليل الثاني عشر بترخيص من د. باري وليز Barry Willis







بواسطة: نادية أمال شرقي
موسوعة التعليم والتدريب
http://www.edutrapedia.illaf.net/arabic/show_article.thtml?id=750