نماذج التعلُّم المُستقِلّ والمؤسَّساتي

[وائل محمد]

تتضمَّن الصفحات التالية مُراجَعة منتقاة لكتابات خُبَراء التعليم الذين شكّلت أعمالهم الهيكليَّة التي قامت عليها ميادين الثقافة والتدريب والتعليم والأداء البشري. تُعتَبَرُ هذه الأفكار ركيزة أساسيَّة لعمليّة التحوُّل والانتقال من الوضع التعليمي إلى العمل. إنَّها مُفيدة بشكل خاصّ لمُدراء التدريب في تصميم وتنفيذ التدريب لبلوغ الأداء العالي.


المراجع الأساسيَّة المشمولة هي في المجالات التالية: التفكير المنظومي، سجلّ النقاط المُتوازِن، سيكس سيغما، تكنولوجيا الأداء، التعليم القائم على وضع معيَّن، مُجتمعَات الخبرات، حلّ المشكلات، المهارات المعرفية، المهارات النفسية الحركية، التسلسل الهرمي للاحتياجات البشريَّة، مراحل الابتكار، عادات الناجحين، التعدُّديَّة (التنوُّع والاختلاف)، تطوير المرأة، الدماغ الأيمن / الدماغ الأيسر، الأنماط النفسية، الذاكرة، شروط التعليم، الدراسة الذاتية، الأُطُر العقلية، والذكاء العاطفي. المعرفة العمليّة بهذه المجالات الحاسمة يمكن أن تؤمِّن إرشاداً عملياً لهؤلاء المسؤولين عن صناعة التدريب الذي سيُؤمِّن التحوُّل في العمل، والذي سيُحسّن الأداء، والذي سيُسهّل التعليم المُستمِرّ. فيما يلي تلخيص لنماذج التعلُّم المُستقِلّ والمؤسَّساتي.
الكتابات التي تمَّ الاستشهاد بها في هذا المُلحَق تمثّل معلومات غنيَّة مُنتقاة وموجَّهة بصورة خاصَّة لمدير التدريب الذي يتوجَّب عليه أن يعرض نتائج التدريب خلف استمارات التقييم التي تُملأ من قِبَلِ الموظَّفين في نهاية كل دورة. النصوص الواردة في هذا المُلحَق تتضمَّن الإطار العام المُقتبَس من المؤلِّف إضافة إلى التعليقات والتعقيبات التي وضعها هذا المؤلِّف فيما يتعلَّق بفائدة هذا الموضوع في بلوغ التحوُّل من التعليم إلى الأداء الأفضل في العمل.
التفكير المنظومي
المراجع الرئيسية
Argyris, Chris. Knowledge for Action: A Guide to Overcoming Barriers to Organizational Change. San Francisco: Jossey-Bass، 1993.
Senge، Peter. The Fifth Discipline: The Art and Practice of the Learning Organization. New York: Doubleday Currency، 1990.
Senge, Peter et al. The Fifth Discipline Fieldbook: Strategies and Tools for Building A Learning Organization. New York: Doubleday Currency، 1994.
كان لأعمال البروفيسور كريس أرغريس (Chris Argyris) في جامعة هارفرد (كليّة الأعمال وكليّة التربية) في ثمانينات القرن الماضي تأثيرٌ واضح في عمل المُرشِد الروحي “للمُنظَّمات المُتعلِّمة” بيتر سينغ. تميَّزت طريقة تفكير أرغريس بمقارَبة مجموعية للتغييرات التنظيميَّة من خلال تأثيرات “الحلقة المزدوجة”. إنّ نموذج التعليم مزدوج الحلقة مُفيد بصورة خاصَّة في فهم الطريقة التي تعمل المجموعات من خلالها وتتعلَّم أيضاً كمجموعة. فيما يلي بعض الأسُس التي ترتكز عليها طريقة أرغريس في التفكير:
1. يحصل التعلُّم كلما تمّ اكتشاف الأخطاء وتصحيحها: ممَّا يعني أنَّك إذا كنت راغباً في بناء منظَّمة من المُتعلِّمين، فلا تقم بمعاقبة الأشخاص عندما يرتكبون الأخطاء، بل عاقِبْهم إذا لم يقوموا بتصحيح هذه الأخطاء. اعثر على الأخطاء أسرع ما يمكن وصحّحها أسرع ما يمكن.
2. التحفُّظ يقود إلى الوقاية المبالَغ فيها وهو عائق أمام التعليم: إن الخَيار الأفضل هو ممارسة التفكير والاستنتاج الخصب المنتج الذي يواجه المشاكل بشكل مباشر ويقوم بحلِّها. يحدث التعلُّم عندما يتمُّ اختراق ذلك الجدار الوقائي الهادف إلى المصلحة الشخصيَّة من خلال التفكير المنطقي المنتِج.
3. التعلُّم ذو الحلقة المزدوجة[1]: هو ذلك التعلُّم الذي يُستعمَل للإفلات من النظام الشامل (القِيَم ـ الأفعال ـ النتائج) للتطوير التنظيمي وذلك بهدف حلّ مشاكل أصغر ضمن النظام. إن التعلُّم ذو الحلقة المزدوجة هو ذلك الفعل الهادف إلى اختراق جدار المصلحة الشخصيَّة.
تمّ اعتماد أعمال بيتر سينغ وبتأثير كبير في مركز التعليم المؤسَّساتي في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا ([2]MIT) في كلية سلون للإدارة، وقد قام باستكمال عمله الأسبق (عام 1990) بكتاب أحدث (عام 1994) مليء بالتمارين العمليّة ودراسة الحالات حول تطبيقات نظريَّاته السابقة. يرتكز كلّ من هذين الكتابين على “الأنظمة السلوكيَّة الخمسة لسينغ” أو برامج الدراسة والتدريب المُستمرّة مدى الحياة والتي من خلالها يمكن للأشخاص أن يقوموا ببناء منهجي منظَّم للمنظَّمات المُتعلِّمة. هذه الأنظمة الخمسة هي:
1. السيطرة الذاتية: هي تعلُّم كيفيَّة معرفة وإيضاح ما هو الأفضل لأنفسنا، وتعلُّم كيف نقوم بتشجيع الآخرين جميعاً على القيام بالمثل.
2. النماذج العقلية: أن نضع في أذهاننا ونفكِّر مُعمَّقاً، ونقوم بإيضاح وتفسير وتحسين نماذج وأساليب تفكيرنا الباطن وكيف ننظر إلى العالم؛ أي معرفتنا الجيِّدة بأنفسنا بما يمكّننا من الإدراك الدقيق لمسائل “من أين نحن قادمون”؟
3. الرؤية المُشتركة: أي استخدام وجهات نظرنا للإسهام في بناء رؤية المجموعة؛ أي مشاركة الصور والمبادئ والخُطَط لبلوغ مُستقبل أفضل.
4. التعلُّم بطريقة الفريق: أي تعلّم مهارات جديدة في عادات التعبير والعمل التعاوني وبذلك يكون ذكاء المجموعة هو أكبر فعلاً من ذكاء الأفراد المُكوِّنين لهذه المجموعة.
5. التفكير المنظومي:أي التفكير بطريقة مُختَلِفة بما يُمكِّن من صقل التماسك بين أفراد المجموعة ويتمُّ إعداد الخُطَط مع وضع التأثيرات المجموعية في الحسبان؛ أي رؤية الكل بدلاً من أجزائه؛ أو التخلُّص وللأبد من اللعبة القديمة في العمل وهي تحصيل منفعتك الشخصيَّة ولو كان على حساب كلّ الأشخاص الآخرين.

بواسطة: عمران المرابط
موسوعة التعليم والتدريب
http://www.edutrapedia.illaf.net/ara...e.thtml?id=557