من مسؤوليات المحاضر أو المدرب أن يتكلم عن المواضيع التييراها مهمة، وأن يختار المواضيع التي تعزز القيم الأخلاقية الإيجابية، وأن يكون هدفه تحقيق الفائدة للمستمعين، وأن يستخدم المواد الداعمة المناسبة والأسباب الصحيحة، وأن يشير إلى دوافعه الحقيقية الكامنة وراء كلماته، وأن يفكر بنتائج كلماته وأفعاله، وأن يعمل دائماً على تحسين طريقة إلقاءه. إذا شعرت بأن بعضاً منها مربك فتذكر أن هذه المسؤوليات ليست على عاتق شخص واحد فقط (أنت)، وإنما تقع أيضاً على أفراد جمهورك أيضا واجبات أخلاقية أربعة وهي: (1) البحث عن المتكلمين ذوي المعلومات الجيدة، (2) الاستماع دون إصدار الأحكام على المتكلمين أو على أفكارهم، (3) تقييم منطق ومصداقية المتكلم، (4) الحذر من نتائج عدم الإنصات بعناية.
بداية يبحث المستمعون الأخلاقيون عن المتكلمين القادرين على توسيع معارفهم و فهمهم وتقديم الأفكار الجديدة لهم، فعندما تلتقي بمتكلم مجادل، فإنه يوسع معارفك ويقوي مشاعرك حول موضوع ما، سواء كنت موافقا على وجهة نظره أو لا، حتى في الحالات التي يكون فيها المتدربون معجبين بخطابات المتدربين الآخرين، فإن الاستماع الأخلاقي يجب أن يكون هو المعيار.
ثانياً على المستمعين الأخلاقيين الاستماع للمتكلم قبل إصدار الحكم عليه أو على أفكاره، وقد يكون من الصعب أن تسمع دون أن تعارض المتكلم، لأن ذلك يتطلب أن تؤجل انطباعك الذي شكلته من تصرفاته، ولكن المكافأة ستكون كبيرة من قيامك بذلك. عندما تقوم بحضور أية محاضرة لابد أن تفترض أنك ستتعلم شيئاً مهماً من المحاضر، لذا عليك أن تستمع وتركز، لأن التشارك بالمعلومات والأفكار يتم بشكل أفضل ضمن هذا الجو من الإحترام المتبادل.
أما المعيار الثالث فهو أن المستمعين الأخلاقيين يقيّمون الرسائل التي تصلهم، فالمستمع الذي يقبل بفكرة دون تقييم أساسها هو كالشخص الذي يشتري سيارة مستعملة دون تفحصها، والتحذير هنا هو"على المشتري أن يكون واعياً" وهي نصيحة جيدة ليس فقط لمستهلك المنتجات العادية وإنما لمستهلك الرسائل أيضاً، وعليك كمستمع تقييم أفكار المتكلم بشكل نقدي، فهل تم بناء كل فكرة بشكل منطقي؟ هل تم دعم كل فكرة بدليل مناسب وكافي وموثوق؟ إذاً على كل متكلم و مستمع القراءة والاستماع بشكل نقدي، إذاً فعندما يتلقى المستمع الأخلاقي فكرة أو خطة مقترحة لعمل ما فإن عليه تقييمها بشكل نقدي.
أخيراً لابد أن تكون حذراً من نتائج عدم إنصاتك بعناية: فعادة ما يهتم المستمعون الأخلاقيون بنتائج إنصاتهم، حيث أن المستمعين الذين يفهمون جزءاً فقط من رسالة المتكلم بسبب فشلهم في الاستماع الحيوي هم مسؤولون عن الرسالة المشوَّهة الناتجة عن عدم إنصاتهم الجيد، وهذا منه الكثير في عالمنا العربي.
يبدأ الكثير منا بتعلم المبادئ الأخلاقية كالأطفال: "من الخطأ أن نكذب" "من الخطأ غش الآخرين" "من الخطأ أن نلقي اللوم على الآخرين بسبب ما نقوله أو نفعله" وغياب المبادئ الأخلاقية بين المتكلمين والمستمعين يُقلل من قيمة الاتصال، ولابد أن تعلم أنه كي تحصل كمحاضر على مستمعين أخلاقيين عليك أولاً أن تكون مستمعاً أخلاقياً.... يبقى هناك اثنين من المظاهر اللاأخلاقية والتي تعد من مسؤولية المتكلم وهي: إرشادات للاستخدام القانوني النظيف، وتجنب الانتحال، وتستحق هذه المواضيع انتباهاً خاصاً.
1. Donald K. Smith, Man Speaking: A Rhetoric Of Public Speech(New Yorkodd,1969)228. 2. Kenneth Blanchard And Norman Vincent Peale, The Power Of Ethical Management (New York:Fawcett-Ballantine,1988)9.
3. Allan R. Cohen And David L. Bradford, Influence Without Authority(New York:Wiley,1990)Ix.
4. Mary Cunningham, ''What Price' Good Copy'?'' Newsweek 29 Nov. 1982:15.
5. James C. Mccroskey, An Introduction To Rhetorical Communication (Englewood Cliffs, NJ: Prentice, 1968)237.
بواسطة: أحمد الخطيب
موسوعة التعليم والتدريب
http://www.edutrapedia.illaf.net/arabic/show_article.thtml?id=18
المفضلات