يعرف التخاطر على أنه انتقال افكار و صور ذهنية بين الكائنات الحية دون الاستعانة بالحواس الخمسة او باختصار نقل الافكار من عقل الى آخربدون ايّة وسيط مادي او الحاجه إليه، يتمتع القليل من الناس بقدرة التخاطر عن بعد حيث توصف كموهبة فطرية أو غريزية لديهم ، أثبتت التجارب أن ظاهرة التخاطر واضحة جداُ عند الأخوة التوأم وكأن هناك اتصال نفسي أو كهربائي من نوع ما بين أدمغتهم تماماُ مثل عمل أجهزة الاستقبال والارسال، كما يعتقد أن لأدمغة الحيوانات قدرات قوية تعرف بالحاسة السادسة كالاحساس بافتراب حدوث الخطر أو الوفاة غير مستخدمة لدى معظم البشر.
تفسير ظاهرة التخاطر
بالنسبةِ لرأي العِلْم؛ يقولُ العالم البريطاني جُوزيف سِينل مُفسّراً هذه الظاهرة : ” إنها تُشبه عمليات الاتصال اللاسلكيّة المَعْرُوفة، فالعقل البشري مليئ بالإشارات الكهربيّة، التي تَنْتقِل بين المُخ والأعصاب، ويُمكن لهذه الإشارات أن تنتقل دون الحاجة إلى الأسلاك (الأعصاب)، من عقلٍ لآخر ! “. ـوهُناك تفسير آخر، لكنّه يدخُل في الـ مَا وراء طبيعيّات .. يقول : ” الأمر عبارة عن نوع من الشفافيّة الروحانيّة، التي تُتِيح للرّوحِ الالْتقَاء بالأرواح الأُخرى، واستنْطاقِها عمّا يدُور في أجْسَادِ وعقول أصحابِها !” ـ
وهذا الرأي الأخير رفضه كثير من العُلماء؛ بيْدَ أنّ المؤيّدين يُجادلون بأنّ الصعوبة في تَبْريرِ أو إثباتِ مفهوم التخاطر، مُكافِئ لصعوبةِ جَلْب الأحلام إلى الوَاقِع والحقيقة ! ـ
على كُلٍّ؛ تَكثُر حالات التخاطُر في أوقات الأزمات، فمثلاً إذا تعرّض صديق إلى حادث فإنّ ذلك قد يصِل إلى المَعْنِي لَه على شكْلِ رؤية أو صورة ذِهْنيّة أو تعكّرٍ في المزاج. ـ
لذا فإنّ حالات التخاطر العقلي تتضمّن أفكار، ومشاعر، وأحاسيس
أسس التخاطر العلمية
أثبت العلم الحديث نشاطات عديدة لجسم الإنسان لم تكن معلومة لدينا في الماضي ومن هذه النشاطات الأثر الكهرومغناطيسي للنشاط الكهربي لعقل الإنسان. ونظراً لأن خلايا المخ ترسل إشارات كهربائية فيما بينها مولدة بدورها مجالا مغناطيسياً دقيقا للغاية، فان العقل عندما يكون في حاله اليقظة يصدر أشعة (بيتا)، وأشعة (ألفا) عند التأمل، و (ثيتا) عند الاسترخاء الشديد،و (دلتا) في النوم العميق . ولكن مع التطورات العلمية وكثرة الأشعة التي تصطدم بأجسامنا ضعفت قدرات الإنسان بصورة أفقدته قدرته على التخاطر وأصبح حدوثه نادراً جداً !
تجارب على التخاطر
تجربة جانزفلد GANZFELD
هي تجربة لقياس قوة قدرات التخاطر بين شخصين، يلعب الأول دور المرسل والثانتي دور المستقبل عبر استخدام بطاقات زينر Zener تحتوي كل بطاقة على رمز معين، يقوم الشخص المرسل باختيار بطاقة عشوائياً دون علم المرسل ويقوم بالنظر إلى الرمز المرسوم ليحاول نقله ذهنياُ إلى الشخص المستقبل، برهنت بعض النتائج وجود حوالي 20% من نسبة النجاح وهي نسبة عالية مقارنة بما يعتبر أنه ضربة حظ أو عشوائي حسب علم الاحتمالات.
تجربة التخاطر عبر الهاتف
أعلن عالم النفس البريطاني روبرت شولدراك عن نتائج تجربة غريبة
تتعلق باستعمال الهاتف في التخاطر فقد سمع كثيراً عن ظاهرة التفكير
بشخص معين قبل أن يرن جرس الهاتف فنجده على الطرف الآخر فعلاً ، وكي يتأكد من هذه الظاهرة قام شولدراك (من جامعة كامبردج) بإجراء دراسة مزدوجة بهذا الخصوص ، فمن جهة توجه بالسؤال لعينة عشوائية من الناس فأجاب 76% أنهم مروا بهذه التجربة مرة على الأقل في حياتهم..!ومن جهة أخرى أجرى اختبارا على عينة من المتطوعين فنجح 45% منهم في تخمين هوية المتصل بعد أن طلب منهم التفكير مسبقا في شخص واحد فقط بين عدد من المتصلين!
تجربة نيكولايف في عام 1966تم اجراء تجربة خاصة جدا في الاتحاد السوفييتي , ففي شتاء هذا العام تم وضع نيكولايف و هم من أصحاب الظاهر الخارقة في حجرة خاصة من الرصاص و رسم أمامه مجموعة عشوائية من الرسومات و الكلمات التي لا تحمل اي معنى واضح و طُلب منه أن ينقل هذه الأفكار الى شخص آخر يدعى كاتشيسكي اللي وضع في حجرة رصاصية مماثلة في لنجراد و العجيب في الامر انه نيكولايف قد نجح تمام في نقل كل شيء الى كاتشيسكي أمام مراى العديد من العلماء و المختصين حيث استطاع الاخير ان يرسم ما تم رسمه امام زميله في موسكو !!!! و كانت هذه التجربة هي البداية الحقيقية لظاهرة التخاطر التي اعلن عنها العالم الروسي فلاديمير فيدلمان في عام 1968
تجربة بيتر هيركوس
في عام 1941 و في حادثة أشبه بقصص الافلام استطاع بيتر هيركوس الهولندي الجنسية أن يمتلك قدرة عجيبة على معرفة كل ما يمر من أحداث على اي جسم يقوم بلمسه !!! فبسبب حادث بسيط حيث وقع من على سطح منزله ليكتشف بعدها انه امتلك هذي القدرة العجيبة بالفعل , و قد استعانت أدارة البوليس البريطاني ب هيركوس ليساعدهم في اماطة اللثام عن سرقة الماسة الشهيرة (سكون) و قد نجح في مهمته بحد كبير .. و ظلت هذه الظاهرة غامضة دون أن يجد لها العلم الحديث تفسيرا منطقيا رغم مرور اكثر من 60 عاما
دراسات في اعماق المحيط و أعالي الجو
في ذروة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي و الولايات المتحدة الامريكية اهتم كلاهما بمسألة التخاطر , ففي عام 1959 أمضت الغواصة الامريكية نوتيلوس 16 يوما في اعماق المحيط الاطلنطي حاملة أحد العلماء و الذي ركز على ارسال صورة ذهنية لزميل اخر له على بعد 1000 ميل و قد كانت تجربة ناجحة تماما … كما قامت روسيا بكم هائل من التجارب حول هذا الموضوع بمساعدة غواصتهم النووية فيتياز و كانت تجارب الروس ناجحة بنسبة 75% .. و العجيب بالامر أن هناك تجربة رائعة لم تنل شهرة واسعة بسبب حجم السرية المحاطة بها و هذه التجربة كانت بين أحد رواد الفضاء و بين احدى المحطات الارضية فقد استطاع رائد الفضاء ارسال بيانات عقلية عبر آلاف الأميال …. و إبان الحرب الباردة استطاع الاتحاد السوفييتي متمثلا بجهاز المخابرات الرهيب كي جي بي من أن يكون فريقا كاملا للتخاطر و التجسس لصالح الروس و قد نال هذا الفريق شهرة واسعة بعد أن انتهت الحرب الباردة و كشفت الاوراق
تجربة التخاطر فى الحيوانات
في تجربةٍ قام بها عدد من العُلماء على أرْنَبَةٍ وأطفالها، حيثُ أنّهم أبْعَدوا الأمّ مسافة كبيرة عن أطفالها، ثمّ بدأوا في ذَبْح الأرانب الصغيرة واحداً تِلْوَ الآخر؛ في حين سجّلوا الانفعالات على الأم ليكتشفوا أنّها تُشابِه كثيراً ما يظهر على الأرانبِ عادة حينما يحصل أمر كهذا والتخاطُر حقيقة يتعلّق كثيراً بحالةِ الفَرْد العاطفيّة مع الطّرَفِ الآخر، ومَدَى صِدْق كلّ طرف
سارية الجبل حادثة تاريخية عن التخاطر
في حوالي عام 645 ميلادية (23 هجرية) وفي عهد حكم عمر بن الخطاب الخليفة الراشدي الثاني (رضي الله عنه) وقعت حادثة مشهورة تعتبر في يومنا هذا مثالاً تاريخياً عن قدرة التخاطر وهذه الحادثة مشهورة باسم “سارية الجبل”،
تفاصيل الحادثة
كان سارية بن زُنَيم بن عبدالله الدؤلي أحد قادة جيوش المسلمين في فتوحات فارس سنة 23هـ وملخص الحادثة: كما رواها أسلم ويعقوب ونافع مولى ابن عمر: أن سارية بن زنيم، كان يقاتل المشركين على أبواب نهاوند في بلاد الفرس، وقد كثرت عليه الأعداء وفي نفس اليوم كان عمر بن الخطاب يخطب يوم الجمعة على منبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المدينة، فإذا بعمر رضي الله عنه ينادي بأعلى صوته في أثناء خطبته: “ياسارية الجبل، الجبل، من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم”. فالتفت الناس وقالوا لعمر بن الخطاب: “ماهذا الكلام ؟!” فقال: “والله ماألقيت له بالاً، شيء أُتي به على لساني.” ثم قالوا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه _وكان حاضراً _: “ماهذا الذي يقوله أمير المؤمنين؟ وأين سارية منّا الآن ؟!” ، فقال: “ويحكم! دعوا عمر فإنه مادخل في أمر إلا خرج منه” ثم مالبث أن تبين الحال فيما بعد، فقد قدم سارية على عمر رضي الله عنه في المدينة فقال: “ياأمير المؤمنين كنا محاصري العدو، وكنا نقيم الأيام، لايخرج علينا منهم أحد، نحن في منخفض من الأرض وهم في حصن عال (جبل) فسمعت صائحاً ينادي: ياسارية بن زنيم الجبل، فعلوتُ بأصحابي الجبل، فما كانت إلا ساعة حتى فتح الله علينا”.
التخاطر: إحدى ألغاز العقل البشري
يعتبر العالم مايرز أول من درس قدرة التخاطر وذلك في عام 1882 وهو من صاغ مصطلح التلباثية Telepathy، حيث فتح آفاقا للبحث والجدل لا يزال قائماً حتى الآن، إلا أن التخاطر لا يشترط الزمان أو المكان القريب ولا حتى زمكان اينشتاين، فكل شخصين على تواصل روحي يغذيه العاطفة والحب قد ينشأ بينهما نوع من التخاطر وإن كان ضئيلاً جداً ، ولذا فانك تجد المتحابين هم أكثر قدرة على التخاطر خاصة وأن أرواحهم قد تآلفت،
كيف تتدرب على التخاطر ؟
لتدرب نفسك على الدخول في حالة تخاطر تحتاج إلى الإسترخاء وتركيز الإنتباه وأن تأخذ نفسا عميقاً ثم تقوم بتخيل رسالتك في عقلك وعندها ستخطر رسالتك على من تريد شرط أن يكون المتلقي في حالة هدوء واسترخاء أيضاً. ويزعم أنه عندما تفكر في شخص ما فإن هناك مسارا ( Path ) ينبعث بينكما ومن خلاله تنتقل الرسالة وبالتالي فانه إذا كان الشخص المتلقي لا يمتلك وسائل الدفاع عن نفسه (ذهنياً ونفسياً) فانه لن يستقبل الرسالة.
التخاطر بين التوأم
إحدى الأمور الغامضة والمذهلة حقاً في التوائم هي أنهم يتميزون عن أقرانهم العاديين بنوع خاص من التواصل حيث تعتبر العلاقة بين التوأمين علاقة فريدة من نوعها، وفي بعض الأحيان تترافق بأمور غير عادية أو خارقة ، يتوفر الكثير من المعطيات الطريفة التي تدعم تلك الفكرة ويكاد لا تخلو حياة أي توأمين من تلك القصص.
في بعض الحالات يراود أحد التوأمين إحسا مادي بأن شيئاً ما يحدث للآخر بما فيها آلام المخاض والولادة أو حتى بالذبحة القلبية، وفي أوقات أخرى يجدون أنفسهم يؤدون مهام مشابهة رغم أنهم منعزلين عن بعض. مثال على ذلك شراء نفس السلعة أو طلب نفس الوجبة في المطعم أو محاولة أحداهما لإتقاط سماعة الهاتف بهدف الإتصال بالتوأم الآخر وفي نفس اللحظة بالضبط. ويبدو أن أحدهما يعلم بأفكار الآخر من خلال كلامهما المستمر أو حتى عندما ينتهيان منه وكأن أحدهما يدرك ما سيأتي الآخر على قوله.
الصلة بين التوأمين: إدراك يفوق الحواس الخمس ؟!
تضرب ( باميلا فييرو ) وهي أساساً أم لابنتين توأمين حقيقيين ولها مقالات عديدة التربية الأسرية على الإنترنت مثلاً عن إحدى صديقاتها التي لها توأم حقيقي تشترك معه بعدد من القصص التي تدور حول الإتصال العفوي مع أختها. فتقول :”لقد عاشتا في قارتين مختلفتين لفترة طويلة من حياتهما بعد البلوغ ، ومؤخراً وخلال إقامة دردشة عبر الفيديو بينهما اكتشفتا بأنهما اشترتا نفس البنطال بالضبط ، بنفس اللون ومن نفس المتجر وفي نفس اليوم ، تعيش أختها في بلجيكا بينما تعيش هي (صديقتي) في الولايات المتحدة الامريكية ، وعندما كانت صغيرة تتذكر ذلك الإحساس بالألم الذي شعرت به عندما تلقت أختها صفعة لمحاولتها تزييف سجل درجاتها المدرسية، كذلك اختبرت شعوراً بالتشنج في نفس اللحظة تماماً التي كانت فيها أختها تشعر بآلام الولادة ، بينما حلمت أختها بأنها كانت تحمل مولوداً في نفس اللحظة التي أنجبت صديقتي ابنتها !”.
وتتحدث (باميلا) عن تجربة عاشتها مع ابنتيها الـتوأمين فتقول:” يبدو من المألوف أن يكون للتوأمين إدراك مشترك ومتوارث لحالتهما الشعورية ، العديد من التقارير حول تلك الأحاسيس تتحدث عن فكرة شعور الخطر الذي تراود أحد التوأمين في نفس اللحظة التي يكون فيها الآخر في ورطة أو كارثة وهذا ما اختبرتاه ابنتاي التوأمين الأولى L والثانية M خلال رحلة إلى عالم ديزني عندما كانتا بعمر 5 سنوات، فخلال أمسية تسوق في ديزني داونتاون تفرقت أسرتنا عن بعضها ، كنت أسير في اتجاه واحد مع ابنتي L (إحدى التوأمين) بينما بقي زوجي مشغول بشراء حاجيات من المتجر ، فظن أنني كنت برفقة البنتين فخرج من المتجر وترك ابنتي المسكينة M ذات 5 سنوات تبكي وهي حائرة، كانت ابنتي بمثابة طفل مفقود وإن دام ذلك للحظات ، ثم أدرك زوجي الوضع ورجع إليها ليكون برفقتها بعد مرور لحظات قليلة ، في الواقع لم يكن لدي أدنى فكرة عن ما كان يحدث مع ابنتي الأخرى حيث كنت أتجول في المحلات برفقة ابنتي L ، لكن الغضب كان واضحاً عليها ولم تكن في طبيعتها إذ كانت تدفعني وتقول :” أسرعي ..أسرعي” ، لكي نرجع ، ثم بعد لحظات هدأت وسمعت صوت تنهدها دلالة على شعورها بالإرتياح . وعندما تناقشنا في تلك الحادثة مع زوجي أدركنا أن توقيت التغير في شخصيتها تصادف تماماً مع اللحظة التي رجع فيها عائداً إلى المتجر وعثر على ابنتي M.”
إذن ما هي تلك الظاهرة ؟ وهل يمكن للتوائم فعلياً أن تقرأ عقول بعض ؟ ، يعرف التخاطر على أنه الوصول إلى الأفكار والمشاعر دون الإستعانة بالحواس المعروفة أو المستقبلات الضوئية أو السمعية أو اللمسية. كما يعرف الإدراك الحسي الفائق Extra Sensory Perception أو إختصاراً ESP في عالم ما وراء الطبيعة على أنه القدرة على إكتساب المعلومات من دون الإعتماد على الحواس المادية أو التجارب المسبقة ، وتتساءل (باميلا) في هذا الصدد: “هل كان نوع من التخاطر الفعلي بين التوائم مسؤولاً عن وقوع تلك الأحداث الغير عادية ؟ “
العلم والتخاطر بين التوائم
لا يوجد دليل علمي لحد الآن لإثبات مفهوم التخاطر ، تقول (د.نانسي سيغال ) الباحثة المخضرمة في شؤون التوائم في كتابها الذي حمل عنوان Entwined Lives أو الحياة التوأم : ” لا يوجد دليل على أن التشابه الذي نجده بين التوأمين سببه التواصل الذهني بينهما” ، وفي مقابلة أجريت مع د.إيلين بيرلمان وهو باحثة أخرى في التوائم تقول:” لا يوجد دليل علمي يدعم فكرة وجود قدرات حسية فائقة لدى التوائم” ، ونقول ببساطة لا يوجد دليل تجريبي على وجود قدرات ما فوق حسية لدى التوائم لأننا لا نستطيع إقامة البرهان في ظروف أو بيئة التجربة العلمية. وبالرغم من نقص الدليل العلمي ، فإن التجارب الشخصية لا يمكن إنكارها ، فهي تحدث ومن المقبول عموماً القول بأن تلك الأحداث عبارة عن إشارات عن إتصال شعوري عميق يكون من نتيجته حس مرهف من التعاطف وهو قوي كفاية ليولد إحساسات مادية مثل الشعور بالألم عندما يتعرض أحد التوأمين للأذى، كما أن التوأمين يعرف أحدهما الآخر بشكل وثيق وحميمي ، لذلك يتمكنون من معرفة الموضوع الذي سيتكلم فيه أحدهما أوحتى كيف سيتصرف.
و تلك الظاهرة أكثر شيوعاً بين التوائم الحقيقية (ناتجة عن حدوث إنقسام البيضة الملقحة إلى نصفين) لأن لها نفس المجموعة من المورثات (جينات ) إلا أن التوائم غير الحقيقية (ناتجة عن تلقيح أكثر من بيضة في الرحم) لا يمكن أيضاً إستبعادها من الحدوث فهي أيضاً تأتي باتصال معمق بينها.
إجراء إختبار
قررت (باميلا) القيام بتجربة صغيرة لتختبر قدرات الإتصال الذهني بين ابنتيها التوأمين وهو الذي يعرف بالإدراك الحسي الفائق ESP الآنف الذكر ، فاستخدمت إختبار زينر Zener ، فأجرت الإختبار مع كل من ابنتيها على إنفراد ثم أخضعت ابنتيها للإختبار في وجودهما معاً ، فكان أحد التوأمين “طرفاً مرسلاً” والآخر ” طرفاَ مستقبلاً” ثم اجرت الإختبار مع زوجها. وأظهرت النتائج “الغير علمية ” (حسب ما تصفها باميلا )أن أداء ابنتيها التوأمين كان أفضل بقليل من أدائها مع زوجها. كان الإختبار يقتضي بأن ينظر الشخص الاول إلى الشكل البسيط الظاهر في إحدى بطاقات زينر الخمس ويركز عليه ذهنياً وعلى الشخص الثاني المشترك في التجربة تخمين أو معرفة ما ركز عليه الشخص الأول. وتقول (باميلا) أن هناك شيئاً واحداً أذهلها عن قدرة ابنتيها في الإختبار وهي أنهما كانا يبتكران نظامهما الخاص في إرسال رسائل تخاطرية ، إذ كانتا تخصصان فكرة تحفيزية (لامعة) لكل رمز على بطاقات زينر ، على سبيل المثال إذا كان الرمز بشكل دائرة فالطرف المرسل سيفكر بقطعة بيتزا وهكذا ، وتقول: “لا أعرف حقيقة إن كان هذا هو من حقق لهم أداء تخاطري أفضل ، لكنه بالتأكيد أظهر لي تشابهاً في عملياتهما الذهنية “.
إكتشاف حديث ( الحمض النووى يملك القدرة على التخاطر )
اتضح أن الحمض النووي والذي يرمز له بـ DNA يملك قدرة غريبة على جمع أجزائه معاً حتى عن بعد !مع أن معارفنا العلمية السابقة لا تقول ذلك ، ولحد الآن لم يطرح أي تفسير واحد لذلك الإكتشاف المثير في الآونة الأخيرة. فقد أثبت العلماء بالدليل وعلى عكس ما كنا نعتقد به أن لسلسلة الحمض النووي DNA القدرة على معرفة ما يحدث في السلسلة الأخرى رغم وجود مسافة بين الإثنين فهي تميل لجمع وبناء أجزاء مادتها الوراثية الدقيقة على نحو مماثل للسلسلة الأخرى، وبنفس الترتيب للمكونات الكيميائية الفرعية (ثنائيات السيتوزين والغوانين والآنين والثمين A-T, G-C) ، تحدث تلك العملية بطريقة لم يحددها العلم بعد، كما أنه لا يوجد سبب معروف يشرح لماذا تسلك سلسلة الحمض النووي ذلك النحو لتشكيل نفسها.فهو أمر مستحيل من الناحية الكيميائية النظرية .
- وفي رسالة بحث نشرتها مجلة الكيمياء الفيزيولوجية ACS ظهر بوضوح حدوث تجانس بين سلاسل تتألف من مئات من النيوكلتيدات nucleotides دون التصاق فيزيائي (مادي) أو وجود للبروتينات، حيث يمكن للجديلة المزدوجة من الحمض النووي أن تميز التطابق في الجزيئات molecules عن بعد ثم تجمع بعضها بعضاً. يحدث كل هذا دون أي مساعدة من إشارات كيماوية أو جزيئية. وخلال دراسة قام العلماء فيها بفحص سلوك سلاسل الحمض النووي المغطاة بطبقة مشعة (فلورسنت)عبر وضعها في ماء لا يحتوي على أي بروتينات أو مواد أخرى قد تؤثر على التجربة ، فكانت السلاسل التي تحتوي على نيوكليوتيدات متطابقة حوالي ضعف عدد السلاسل التي تحتوي نيوكليوتيدات مختلفة ، ولا أحد يعلم كيفية لحد الآن كيف تتصل سلسلة مفردة من الحمض النووي مع أخرى بهذا النحو ! ، فمبعث ذهول العلماء وإعجابهم ناتج عن ما نسميه بالتخاطر (نقل الأفكار) بين سلاسل الحمض النووي.
- يتحدث المؤلف جيف بالدوين وزملائه عن ذلك بالقول :”مما يثير الدهشة أن تتمكن تلك القوى المسؤولة عن إدراك تراتيب السلسلة من الوصول إلى ما يزيد عن نانو متر (النانومتر: جزء من أصل بليون جزء من المتر الواحد)من الماء وهي المسافة من الماء التي تفصل بين سلسلتين المتجاورتين مباشرة عن بعضهما.” ، يمكن لهذا الإكتشاف الجديد أن يساعد في زيادة مدى دقة وكفاءة إعادة دمج المورثات (الجينات) وهي عملية مسؤولة عن إصلاح الحمض النووي DNA أو التطور أو التنوع الوراثي ، وأيضاً سيلقي الضوء على طرق تفادي أخطاء إعادة التركيب المسؤولة الرئيسة عن أمراض السرطان والكهولة والمشاكل الصحية الأخرى
المفضلات