موقوف
- معدل تقييم المستوى
- 0
التدريب وعلاقته بالكفاءة الإنتاجية
أولاً : الإنتاجية :
تمثل الإنتاجية إحدى أهم القضايا الحيوية التي تؤثر على معدلات النموالاقتصادي في أي مجتمع فضلا عن كونها مدخلا أساسيا للتغلب على مشاكل الأداء والإنتاج الفردي والجماعي وعلى مستوى المجتمع ككل , وانطلاقا من ذلك تعددت وتنوعت مفاهيم الإنتاجية تبعا لاختلاف النظرة إليها.
فالإنتاجية في معناها البسيط هي ذلك المقياس الذي يستخدم لتحديد مستوى الإنجاز من المخرجات سواء كانت منتجات سلعية أوخدمية والتي تتولد من إستخدام موارد (مدخلات) محددة في النظام الكلى للمنشأة.
رغم بساطة هذا المفهوم ألا أننا نجد أن الإنتاجية مفاهيم أخرى وفقا للناظر إليها.
فعند المحاسبين يقصد بها الإنتاجية المحققة في المؤسسة من خلال مجموعة من المؤشرات الخاصة بقياس ربحية الاستثمارات والمبيعات ومعدلات دوران رأس المال الكلى المستثمر ومتوسط إنتاجية العامل (من المبيعات / أومن الأرباح المحققة ).
أما عند المهندسين فيتم النظر إلى الانتاجية في الغالب على أنها مساوية في المعنى لمفهوم الكفاءة, وتوضح ذلك المعادلة ( كمية المدخلات /كمية المخرجات <=1) ولان عناصر المدخلات يتم تحويلها إلى مخرجات فإنه وطبقا للمفهوم الهندسي نجد أن كمية المخرجات المتولدة لا يمكن أن تزداد عن كمية المدخلات بالرغم من إمكانية حدوث تلك الزيادة إذا ما تّم التعبير عن كل من البسط والمقام بقيم مالية.
ويعبر عن المفهوم الاقتصادي للإنتاجية من خلال القيمة المضافة أوإنتاجية عنصر العمل وذلك من خلال المعادلات التالية (إنتاجية العامل =القيمة المضافة السنوية /إجمالي عدد العاملين )
أو (صافى المخرجات قيمة المبيعات-تكاليف الخامات والخدمات والمستلزمات*/تكلفة العمليات الإهلاك + التامين + الفائدة + الإيجار + أجور العاملين
أو(قيمة المخرجات /قيمة المدخلات >1
ومن المفاهيم السابقة مجتمعة يمكن أن تعرف الإنتاجية بأنها (العلاقة بين المواردinputsالمستخدمة في العملية الإنتاجية– لإنتاج سلعة أوخدمة- وبين الناتجoutputs من تلك العملية) أو(هي الإستخدام الكف للموارد بغرض إنتاج السلعة أوالخدمة ).
ووفقا للمفهوم الأخير نجد أن الإنتاجية = الناتج /الموارد وبالتالي ترتفع الإنتاجية كلما ارتفعت نسب الناتج إلي المواد المستخدمة وذلك في الحالات الآتية :
* زيادة الناتج النهائي مع بقاء الموارد المستخدمة ثابتة
* زيادة الناتج النهائي مع زيادة الموارد المستخدمة بنسبة أقل
* ثبات الناتج النهائي مع إنخفاض الموارد المستخدمة
* انخفاض الناتج النهائي بنسبة أقل من نسبة انخفاض الموارد المستخدمة
مفاهيم ضرورية مرتبطة بالإنتاجية :
* الإنتاجية ليست مجرد تعبير عن كفاءة عنصر العمل , ولكنها تعبير عن محصلة كفاءة عناصر الإنتاج
* ان تقييم كفاءة المنشاة وفعالية الإدارة فيها لا يتحقق بمجرد التعرف على الإنتاج ,بل لابد من التعرف أيضاً على الموارد المستخدمة في تحقيق هذا الإنتاج.
* ان مجرد تحقق الأرباح في المؤسسة أوالمشروع لا يعنى بالضرورة ان الإنتاجية مرتفعة.
* يجب الحذر في التعامل مع المفهوم الخاطئ (ان تخفيض التكاليف يساعد على رفع الإنتاجية) فقد تؤدي التكاليف المنخفضة إلى انخفاض اكبر في الناتج ومن ثم تهبط الإنتاجية.
أهمية الإنتاجية :
تكمن أهمية الإنتاجية في مساعدتها على تنمية الاقتصاد الداخلي للمنشاة بإستخدام ذات عناصر الإنتاج دون زيادة, كما تسهم الإنتاجية على المستوى القومي في زيادة الناتج الكلى بحسن إستخدام الموارد مما يحقق مستويات افضل للمعيشة.
كما تعتبر الإنتاجية من الأهمية بمكان في :
* نجاح المنشات وقدرتها على الاستمرار.
* تحقيق الأرباح التي تمثل مصدرا هاما للتكوين الرأسمالي والاستثمار الذاتي.
* توسيع نطاق السوق بتقديم المزيد من السلع والخدمات لإشباع احتياجات المجتمع.
* كفاءة إستخدام الطاقات الإنتاجية ومن ثم خلق فرص للتوظف والتشغيل.
محددات الإنتاجية :
ان تحسين الإنتاجية ليس مجرد تجويد العمل والأداء ولكنة فى الأساس أداء للأعمال الصحيحة بطريقة صحيحة وسليمة.
ومن العلوم إن أي نشاط إنتاجي (سلعي أوخدمي ) هوعبارة عن :
1/ هيكل معقد ومتداخل من العلاقات الاجتماعية والتنظيمية بين عناصر الإنتاج البشرية من مختلف التخصصات والمستويات.
2/ هيكل معقد ومتداخل من العلاقات المادية بين عناصر الإنتاج من (عمل,موارد,راس مال,.)
3/ هيكل معقد ومتداخل من العلاقات التنظيمية والاقتصادية والاجتماعية بين مجموع عناصر الإنتاج من ناحية, وبين البيئة المحيطة بالإنتاج من ناحية أخرى.
ومن ذلك نجد ان محددات الإنتاجية تتمثل في :
ا/ العوامل الفنية :
- المستوى التكنولوجي المستخدم في الإنتاج
- مستوى التجهيز الآلي المستخدم في الإنتاج
- المواد الخام المستخدمة (كما ونوعا)
- تصميم العمل
ب/ العوامل الإنسانية :
(1) القدرة على أداء العمل وتحددها:
- المعرفة العلمية
- اكتساب الخبرة بالممارسة
- اكتساب المهارة بالتدريب
- التكوين الجسماني للعامل
(2) الدوافع إلى العمل وتحددها:
- الرغبات الإنسانية
- العلاقات الاجتماعية
- الأوضاع التنظيمية
- طبيعة العمل
ثانيا : الكفاءة:
تعتبر الكفاءة والفعالية متلازمتين رغما عن وجود اختلاف واضح بينهما.
فالفعالية هي محصلة تفاعل مكونات الأداء الكلى للمنظمة بما يحتويه من أنشطة فنية ووظيفية وإدارية وما يؤثر فيه من متغيرات داخلية وخارجية فضلا عن ارتباطها بمدى تحقيق المنظمة لأهدافها. أما الكفاءة فيقصد بها إستخدام الموارد الإنتاجية المتاحة للمنظمة(مدى الرشد في إستخدام هذه الموارد) , بمعنى أنها ترتبط بعنصر التكلفة والعلاقة بين المدخلات والمخرجات.
وكما أشرنا سابقا نجد أن الكفاءة والفعالية متلازمتين, بمعنى أن المنظمة الكفء هي التي تحسن إستخدام مواردها الإنتاجية بشكل يساهم بدرجة كبيرة (مع بقاء العوامل الأخرى ثابتة) في تحقيق الأهداف.
كما أن تحقيق الأهداف قد يحمل في طياته أيضا حسن إستخدام الموارد ,فالرشد في إستخدام الموارد قد يتضمن بدرجة كبيرة تحقيق الأهداف، وتحقيق الأهداف قد يعكس في بعض أوكثير من الأحيان الرشد المشار إلية , مع الأخذ في الاعتبار أنة لكي تبقى المنظمة وتنمويجب أن تحقق درجة معينة من الكفاءة والفعالية في وقت واحد.
ثالثاً : الكفاءة الإنتاجية:
من التناول السابق للإنتاجية والكفاءة نصل إلى أن الكفاءة الإنتاجية يقصد بها الإستخدام الأمثل للموارد والطاقات المتاحة بمعنى (الاستفادة المثلى من عناصر الإنتاج المتاحة للوصول إلى أفضل إنتاج ممكن) وبالتالي فهي تعتبر وسيلة لتحقيق المزايا الآتية :
1/ تدعيم البنيان الاقتصادي للمجتمع بزيادة العائد ومن ثم إتاحة الفرص لزيادة المدخرات والاستثمارات مما يؤدى إلى الارتفاع بمستوى معيشة المجتمع.
2/ تمكن المستهلك من الحصول على سلع وخدمات ذات جودة عالية وأسعار منخفضة
3/ تمكن المستثمر من تحقيق أرباح ممتازة من خلال تلافى صور الضياع والإسراف في الموارد
4/ توفر للعاملين ظروف أفضل للعمل ووفرا في الجهد ودخلا أكبر .
رابعاً : مقاييس الكفاءة الإنتاجية :
من المعلوم أن زيادة الإنتاج لا تتحق فقط عن طريق إضافة طاقات إنتاجية جديدة, بل يمكن تحقيقها أيضا عن طريق تحسين الانتفاع بالموارد والطاقات الموجودة حاليا, عبر رفع كفاءتها الإنتاجية.
وكما أشرنا سابقا فان الكفاءة هي نسبة المخرجات (الإنتاج) إلى المدخلات (الموارد الإنتاجية), فمن ثم تعتبر العلاقة بين حجم الإنتاج وبين الموارد المتاحة مقياسا من مقاييس الكفاءة الإنتاجية, وتبعا لذلك ترتفع الكفاءة الإنتاجية في حالات أربع هي :
1/ إذا ذادت المخرجات مع ثبات المدخلات
2/ إذا ظلت المخرجات ثابتة مع إنخفاض المدخلات
3/ إذا ذادت المخرجات مع إنخفاض المدخلات
4/ إذا ذات المخرجات بنسبة أكبر من الزيادة في المدخلات
وتنخفض الكفاءة الإنتاجية في الحالات العكسية.
ويتحدد هذا المقياس عن طريق تحديد البسط والمقام ,وتمثل مشكلة هذا المقياس في تحديد عناصر المخرجات والمدخلات التى ستدخل في حسابه.
ووفقا لهذا المقياس نجد أن هنالك عدة معايير للكفاءة الإنتاجية منها:
أ/ الكفاءة الإنتاجية الإجمالية :
ويأخذ هذا المعيار في الحسبان جميع المدخلات وجميع المخرجات ولذلك يستخدم لقياس كفاءة الأداء للمشروع ككل أولخط إنتاجي فيه , ويقاس كالآتي :
معيار الكفاءة الإجمالية = الإنتاج / عوامل الإنتاج
ب/ الكفاءة الإنتاجية الاقتصادية (الإدارية ):
ويختلف عن سابقة بأخذة للقيمة المالية لكل مدخل أومخرج من الإنتاج ويقاس كالآتي :
معيار الكفاءة الإنتاجية الاقتصادية = قيمة الإنتاج (بالنقود)/قيمة الموارد الإنتاجية (بالنقود)
ج/ الكفاءة الإنتاجية النوعية :
عبرة يمكن قياس الكفاءة الإنتاجية لعنصر واحد من عناصر الإنتاج عن طريق قسمة الإنتاج على العنصر الإنتاجي المعين (بالكميات أوبالقيمة ), ويعاب علية أنة لا يعكس التغيرات التى تحدث في العناصر الأخرى والتى يحتمل أن تصاحب التغيرات في العنصر المقاس , ويقاس هذا المعيار كالآتي : معيار الكفاءة الإنتاجية النوعية = الإنتاج (كمية أوقيمة)/ عامل من عوامل الإنتاج (كمية أوقيمة)
خامسا : عنصر العمل والكفاءة الإنتاجية[3] :
يعتبر عنصر العمل أهم العناصر الإنتاجية بحكم أنة يشكل القوة البشرية التى تؤثر على النتائج النهائية للنشاط الانتاجى، ويتميز عنصر العمل بخصائص معينة منها :
1/ لا يمكن الاستغناء عنة في تنفيذ أهداف النشاط الإنتاجي
2/ تنعكس آثاره على النتائج النهائية للنشاط بدرجة تزيد عما تعكسه عناصر الإنتاج الأخرى, كما ان أداء الأفراد يتخذ في كثير من الأحيان مقياسا للفاعلية الإنتاجية
3/ يعتبر أكثر العناصر الإنتاجية مرونة لهذا يتوقف تحقيق الكثير من الآمال والتقدم في المجتمعات على ذات الكفاءة في إستخدام الموارد البشرية في المجتمع لتحسين مستوى المعيشة.
العوامل المؤثرة على كفاءة العمل:
يمكن النظر إلى العوامل التى تؤثر على كفاءة العمل من جانبين
الجانب الأول : العوامل البيئية المؤثرة عل كفاءة العمل :
لما كانت المهارات الإنسانية لها المكان الأول في أى مشروع ,فان وضع العمال في الظروف البيئية الملائمة يعد من أهم العوامل التى تساعد على رفع كفاءتهم الإنتاجية ,وتتمثل الظروف البيئية في :
× تركيب السكان من حيث (الجنس / السن)
× الثقافة والعادات والتقاليد
× النظم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية
× التطلع لاستهلاك الأنواع الجديدة من السلع
× نموالصناعة وارتفاع مستويات المعيشة
الجانب الثانى : العوامل الداخلية المؤثرة على كفاءة العمل :
هنالك العديد من العوامل أوالظروف الداخلية المؤثرة في كفاءة العمل ومقدرته على الإنجاز منها
· كفاية التنظيم :
ويقصد به التحديد الدقيق والتنسيق الواضح بين أنشطة المنشاة وإداراتها وأقسامها لتزاول هذه الأنشطة بطريقة تحقق بها الهدف العام للمشروع
· كفاية المعدات ومدى إستغلالها.
· دراسة طرق العمل وطرق الأداء،لان دراسة العمل (الوقت والحركة) هوالأسلوب العلمي المتبع لتخطيط سير الإنتاج وتحسين طرق أداءه بهدف القضاء على الضياع سواء في الجهد أو الوقت أوالمواد مما يحقق تحسين مستوى الإنتاج وطرق تشغيله والإفادة
· من عناصر الإنتاج.
· ظروف العمل :
حتى يتسنى للعامل العمل في ظروف تمكنه من أداء العمل المنوط به بالكفاءة اللازمة
· الرغبة :
ويقصد بها المقدرة على تأكيد إمكانيات العامل على الأداء، بمعنى أنها المحركة للبواعث والدوافع لدى القوة العاملة لبذل الطاقات والإمكانيات وتحرك هذه البواعث عبر الحوافز الاقتصادية المباشرة (الأجور، المنح ) أوغير المباشرة (الترقيات )، كما تحرك أيضاً عبر الحوافز غير الاقتصادية المتمثلة في السياسات واللوائح مثل (سياسات النقل والامتيازات الأدبية ) التى لها آثارها على حياة الأفراد الاجتماعية والوظيفية.
· التدريب :
فالتدريب هوالسبيل لرفع الكفاءة الفنية للأفراد فضلا عن أهميته في خلق الخبرات والمهارات التى تمكن الأفراد من مواجهة متطلبات الإنتاج.
الموظفون والتوجه بالأداء ( Performance Orientation) :
يشكل الاستثمار الأمثل للموارد والطاقات بالتوجه بالأداء مرتكزا أساسيا للإصلاح الإداري بحكم انه يمثل نظاما قادرا على تحويل أوقات العمل إلى حركة دائبة ودائمة ومنتجة ,والوقت الضائع يتحول عبرة إلى رؤوس أموال تقدر بمبالغ ضخمة وتزداد سنويا من خلال الاستعانة بالثروة البشرية والعنصر البشرى كأساس للانطلاق لأنه العامل الوحيد من عوامل الإنتاج يعتبر عاملا غير محدود, فالإنسان أوالعقل والخيال والإبداع البشرى لا يعرف الحدود .
المفضلات