موقوف
- معدل تقييم المستوى
- 0
التدريب عن بعد خيار وتحدي
1. مقدمة
نتيجة للانتشار الواسع والسريع للتعليم عن بعد وفي كافة أنحاء العالم فقد حدث أيضا تحول في التدريب عن بعد (تعب) الذي أصبح أكثر انتشارا لما يوفره للعمال والموظفين من بيئة جديدة للتدريب والتعليم قادرة على الوصول إليهم أينما كانوا حيث تمكنهم من ممارسة التدريب لرفع الكفاءة ومتابعة التطورات في مجال عملهم دون الحاجة إلى ترك الوظيفة أو الابتعاد عن العائلة وبتكاليف معقولة وبالوقت الذي يناسبهم. والتدريب عن بعد كما هو الحال في التعليم عن بعد له عدة أشكال كالتدريب الإلكتروني والتدريب المفتوح والتدريب عبر الانترنت باستخدام الفيديو المضغوط، وصفحات الانترنت، والتلفزيون والراديو وغيرها من وسائل تعب.
العصر الحالي يسمى عصر المعلوماتية حيث برز التعليم عن بعد كواحد من أهم نتائجه والذي يلغي المحددات الزمانية والمكانية في التعليم. فلم يعد هناك حدود جغرافية تفصل بين سكان العالم ولذلك لا بد من استثمار العبور الجغرافي في تطوير العملية التدريبية والتعليمية وخصوصا الاستفادة من الدول المتقدمة التي هي أكثر تطورا في المجالات المهنية حيث نحتاج إلى اكتساب مهاراتهم وخبراتهم في كافة المجالات ,والفرصة التي توفرها تعب لا تعوض للنهوض بالكفاءات المحلية.
إن التقدم المتسارع في مجال التقنيات الحديثة والمعلوماتية ووسائل الاتصالات الحديثة والاستخدام الواسع للتكنولوجيا وشبكة الانترنت والعولمة أدى إلى تطور مذهل وسريع في الأساليب التعليمية حيث ظهرت أشكال متعددة للتعليم والتدريب أكثر كفاءة وفاعلية وتوفر فرص تعليمية متساوية ومتكافئة للجميع ولا تقتصر على نوع أو مستوى تعليمي معين. ومع ضرورة استمرار العملية التدريبية للعمال والموظفين لكسب المهارات ومتابعة التطورات والاطلاع على آخر التقنيات التكنولوجية الحديثة في مجال عملهم, فقد أصبحت عملية اكتساب المعرفة والمهارة والكفاءات لا تقتصر على الطرق التقليدية وإنما تعدتها إلى الاستفادة من التقنيات الحديثة ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة وتصاعد استخدام الانترنت. وقد شهدت معظم دول العالم وخصوصا المتقدمة منها تطورا ملحوظا في استخدام التدريب عن بعد الذي سبق كثيرا استخدامه في الدول النامية بالرغم من أنها أكثر حاجة لهذا النوع من التدريب نظرا لعدة محددات منها التكاليف، صعوبة السفر إلى الدول المتقدمة، الحدود الجغرافية ,تحديدات العائلة ,الوقت والوظيفة. لم يقتصر الاهتمام في هذا المجال على المؤسسات التعليمية التدريبية وإنما تعداه إلى المؤسسات الصناعية والتجارية والدوائر الرسمية والحكومية من اجل رفع مستوى الموظفين والعمال وإكسابهم المهارة اللازمة للنهوض بالعمل والمنافسة في سوق يشهد انفتاحا غير مسبوق. وفي الجانب الآخر تتسابق الشركات على إنتاج البرمجيات والتجهيزات التعليمية والتدريبية المتخصصة بهذا النوع من التدريب.
ونظرا للتطور الاقتصادي وازدياد الإقبال على التعليم المهني كان لا بد من تصميم نظام تعليمي يوفر فرص التدريب للجميع وكل ضمن إمكانياته. مثل هذه الخطط بينت الحاجة إلى زيادة فرص التدريب غير الرسمي وركزت على أهمية توفير فرص تعب لكل الناس بحيث يشمل الطلاب الذين لم يحالفهم الحظ في الحصول على مقاعد دراسية انتظامية والطلاب الذين لا يستطيعون الانتظام بالدراسة لأسباب جغرافية أو اقتصادية. ميزات تعب لا تنحصر في إفادة الطالب نفسه وإنما تتعدى ذلك ، في المفهوم الشامل، إلى تقليل حالة عدم الارتياح لدى الطلاب (بتوفير فرص تعليمية ميسرة) وتزيد من المستوى الثقافي للشعب (بارتفاع عدد المتعلمين والمتدربين).
يجب على المعاهد التعليمية والتدريبية أن تبحث عن بدائل مناسبة تعمل على حل مشاكل التنمية وتعالج مشكلة البطالة وتساعد الطلاب والمتدربين في اكتساب المهارات اللازمة للمشاركة في الإنتاج والإبداع. وكذلك توفير بديل للطلاب الذين لا يستطيعون إكمال تعليمهم الجامعي وتشجيع التحول إلى التدريب المهني بما يتيح للجميع الحصول على العلوم الأساسية في ضوء التطورات العلمية والتقنية, وكذلك إدخال التكنولوجيا الحديثة وإنشاء كليات متخصصة والوصول إلى نوعية في التدريب وربطه بحاجات المجتمع.
إن مواكبة التكنولوجيا أمر لا بد منه خصوصا إذا أرادت المؤسسات على اختلاف أنواعها أن تبقى في دائرة المنافسة. كما أن تحقيق تدريب فعال ومتطور للقوى البشرية العاملة بالطرق التقليدية أصبح يفوق طاقة المؤسسات التعليمية والتدريبية مما حدا بها إلى الاتجاه إلى التدريب عن بعد كبديل لديه المرونة في الزمان والمكان والسرعة وبتكلفة اقل. ناهيك عن إمكانية استخدامه في مختلف مجالات الحياة. إن التقدم المفاجئ والسريع في مجال التدريب عن بعد قد أدى إلى وجود وجهات نظر متضادة وقوية سواء بين الأكاديميين أو المؤسسات الأخرى. فوجهة نظر المؤيدين تعتمد على وجوب مواكبة التطور والتقدم التقني والنجاحات التي حققتها بعض البرامج وازدياد احتمالية انتشار البرنامج وإطغاءه على البرامج الأخرى. وفي المقابل يقول المعارضين إن الابتعاد عن طريقة التعليم المباشر جعل التعليم عن بعد اضعف من نظام التعليم الحالي العادي. هذا البحث يستعرض تطور التدريب عن بعد خلال الفترة القصيرة الماضية ثم يتناول ظروفه وإمكانياته من خلال مناقشة واقع, حسنات ومساوئ برامج هذا التدريب ومقارنتها بالوضع الحالي وكذلك سنتطرق إلى تحديات وخيارات هذا النوع من التدريب.
المفضلات