قال تعالى رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما (165) النساء
في هذه السانحة نتطرق لنطفة من العلوم والمعارف التي علمها لنا الله ورسوله. ونركز فيها على العبادة-من قليل معرفتي- وكيف ارسلت رسالتها, واليتها من تعليم وتدريب ومعجزة ,ليس لاني ادعي العلم ,ولكن لقصوري تماما في الاستيعاب لمعظم النواحي التعلقة بالموضوع , وكذا لخوفي من عظمة واهمية الموضوع والمسئولية المترتبة.وارجوا تصحيح وتقويم القصور وزيادة الحقيقة.
الاهداف:
اولا: هي مسؤلية العبادة, وان من شغله الذكر عن المسالة, رزقه الله افضل ما عنده.
ثانيا :هي تطويرنا جميعا, كمدربين اومتدربين, بالمشاركة الفاعلة القوية, حيث تمتزج المعارف و الخبرات ملتقيات, بينها -برزخ يمنع بغيها.
ثالثا: هي الوصول الى قمة المعرفة, وتطبيقها بتقنيات, تشكل مدرسة فلسفية متفردة, ومنهاج طريقة قصوة, وسريعة جدا.
المعلومات السابقة:
كنا قد تطرقنا في المقالة السابقة بعنوان اعظم المدربين النبي محمد* في جزء منها عن مقياس مدى صحة دائرة كولب في السنة* وكان المثال التطبيقي هو الحديث الشريف:
*(عليكم بالصدق, فان الصدق يهدي الي البر, وان البر يهدي الي الجنة, ولا يزال الرجل يصدق ,ويتحرى الصدق, حتى يكتب عند الله صديقا.
واياكم والكذب, فان الكذب يهدي الي الفجور, وان الفجور يهدي النار, ولايزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب, حتى يكتب عند الله كذابا.)
يتجلى في هذا الحديث, عظمة المعلم والمدرب الاعظم ,محمد -ص –الراعي الاكبر, الذي يعلم الرعية المعرفة, ليطفوا بهم, من اعماق غياهب جب الضلال والجهل, الي شواطئ الامان و الهداية.
والعجب! ان مقدرات الرسول عليه السلام, تفوق الحصر بل حتى الخيال .
وكلما اخترع علم ,اوابتدعت طريقة وتقنية, تجدها مفصلة تفصيلا دقيقا على هذا الرجل المعجزة. و ابلغ من ذلك, تجدها منبعثة الكتاب والسنة.
فتجده المدرب الاعظم الذي يخاطب: التقاربي بجملة عليكم بالصدق, وترغيبه بحسن الماّل.
ثم يبدأ بشرح وتجميع المعاتي والافكار, من عدة جهات, مبتدا بالمدخلات,وهي الصدق, وما يهدي اليه, حتى المخرجات, وهي الجنة, والصفة عند الخالق ,ليسلسلها لغويا ومنطقيا ,فيسبي العقل, لينقاد متاملا, يسقي روح الاستيعابي شرابا سائغا.
ثم يتجه للابتعادي, فيختار له اياكم والكذب ليبعده عن صفات المنكر والرذيلة ويوصله قمة الاقتراب من الجنة بالابتعاد بالتخويف من النار.
وتراه متارجحا بينها جميعا, للتواؤمي,السباق للتطبيق بشرح الكيف, فيوصيه بالفعل, وتكراره اللامتناهي, بلفظي لا يزال و يتحرى, فيبدا بالصدق, ويقييم ويجرب, حتى يوصله الى غايته العليا, يكتب عند الله صديقا.*
لنحاول معا كما سبق اعلاه, قياس صحة دائرة كولب في الكتاب:
قال تعالى:" يايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم و الذين من قبلكم لعلكم تتقون(21) الذي جعل لكم الارض فراشا و السماء بناءَ وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون(22) وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بصورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان صادقين(23) فان لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودوها الناس والحجارة اعدت للكافرين(24) صدق الله العظيم (البقرة)
يالعظمة الخبير بخلقه, ولان الغاية الاساسية للخلق هي العبادة, تري الله العليم كيف خاطب جميع عقول البشر, بتسلسل سلس, وجذاب جدا ,وللجميع ,فهو الاكبر دراية بمن خلق.
ما شدني الي الايات الكريمة, كيف ان الله قد اوفى جميع العقول والنفوس والافئدة, وكيف لا, مادام الانسان منظور فمحاسب.الم يوفى كل من الاقترابي والاستعابي ولابتعادي والتواؤمي حقه في الانفراد بالمخاطبة في كل اية من الايات اعلاه- تعظيما له من خالقه_ وتحقيقا للعدالة الالهية العظمى.
يتبع .......