تعريف بسيط وسريع باسس التدريب في المعهد الوطني للادارة
عبد الرحمن تيشوري
شهادة عليا بالادارة

يعتبر المعهد الوطني للإدارة العامة مدرسة تطبيقية وليست أكاديمية بحتة ، من خلال برنامج التدريب للمعهد الذي يعتمد على دراسة حالات عملية وزيارات ميدانية للإدارات العامة والتدريب في المرافق العامة والذي يكسب المتدرب خبرة مهنية في مجال جديد ويبرهن على قدرته على التأقلم مع بيئة لا يعرفها خلال فترة قصيرة نسبياً. ويستطيع من خلالها إبراز مهاراته الشخصية .

و باعتبار أن الهدف من التدريب في السنة الأولى هو فهم الحياة المؤسساتية والاندماج فيها والفعالية في العمل والمبادرة الشخصية والقدرة على العمل ضمن فريق واحد ، وبيان الايجابيات لتعزيزها وبيان أسباب السلبيات واقتراح الحلول ممكنة التطبيق ، ويتم ذلك عبر المشاركة الفعالة والمباشرة في نشاطات الإدارة المختلفة.

لذلك خلال فترة التدريب ، تم الأخذ بعين الاعتبار المهارات التي يجب أن يتمتع بها القائد الإداري : من وجود رؤية لديه ، وعدم الغرق في المشاكل اليومية بل الاهتمام برسم السياسات والعمل على تنفيذ الأهداف بواسطة الآخرين ، وطريقة التعامل معهم عبر المستويات الأدنى والأعلى ، والاستفادة من العلوم المختلفة والتقنيات الحديثة ، وتسخيرها لتطوير العمل .
يخضع الدارس لفترتي تدريب كل فترة منها اربعة اشهرتحت اشراف وزير او محافظ او مدير عام

ماذا يفعل المدير وماذا يدير ؟؟؟


إن المدير يدير( الأشخاص – الأموال – المعلومات ) وذلك ضمن الزمن والقوانين

والأنظمة.
· إدارة الأشخاص هي إدارة الموارد البشرية من خلال استقطاب هذه الموارد والعمل على تطويرها باعتماد برامج تدريبية تحقق الغاية المنشودة فعلى المدير أن يوظّف كل شخص في المكان الملائم ، ويحفّز على توليد الأفكار ، و يعمل لجعل نفسه وكل شخص من مرؤوسيه معتمداً على أحدث العلوم في مجال اختصاصه ويحاول تأمين كل السبل لذلك .
كما يجب جعل " خدمة " المواطنين ثقافة في جميع الإدارات مع التأكيد على الحفاظ على هيبة الدولة وموظفيها.
إن دور المدير هو المحافظة على الأنظمة والقوانين الموضوعة، وعدم مخالفتها وعدم استثناء أحد منها، وفي حال وجود سلبيات أثناء التطبيق يجب الإفصاح عنها مع اقتراحات للتعديل, فلا تكون الإدارات لتسيير الأعمال.
فالمدير الذي يستطيع إدارة الوقت بالشكل الأمثل ، ليس وقته فقط بل وقت جميع مرؤوسيه ووقت منظمته بشكل عام ، وما ينتج عن ذلك من وقت للمراجعين والمتعاملين هو المدير الناجح .
ومن المفيد الأخذ بمقولة (الشخص الفاشل جزء من المشكلة والشخص الناجح جزء من الحل).

· أما إدارة الأموال فتتضمن التعامل مع الموازنات من استثمارية أي الإنفاق الموظف, يتم الإنفاق للحصول على مقابل, وجارية تتضمن مصاريف تدفع ولا تستعاد لأنها تشكل النفقات اللازمة لتوظيف أموال الموازنة الاستثمارية.
وإدارة الأموال تدخل ضمن الموازنة العامة للدولة.
المدير الناجح هو الذي يملك رؤية واضحة للمستقبل تمكّنه من وضع المؤشرات التي سيعمل على تحسينها، ويترجم ذلك إلى تخطيط جيّد موزّع على فترة زمنيّة محددة. يقوم بدراسة مشاريعه وتجهيزها ليتمكّن من التعاقد على تنفيذها في أول فرصة ملائمة. وينفّذ خطته الاستثمارية سنويّاً بالكامل ، ويساهم بالتالي في دفع العمليّة الاقتصاديّة للدولة.

· سابقاً كانت الإدارة تقتصر على الأشخاص و الأموال أما حالياً أضيفت إدارة المعلومات, أي تأسيس قاعدة بيانات واسعة وشاملة ومتطورة مع الزمن تشكل المعين الذي يستعان به لكل حاجة من الحاجات.
فلاتخاذ القرار لابد من الاستناد على معلومات, والمعلومات هي معطيات مرتبة ومنسقة جاهزة للاستفادة منها.إن القرار الصحيح هو الذي يعتمد على أكبر قدر ممكن من المعلومات، لذلك يجب أن تقنن كافة المعطيات في الإدارة وتحوّل بعد ترتيبها وتنسيقها وتحليلها إلى معلومات تدعم قرار المدير.


إن التحديات التي تواجه بلدنا الحبيب سوريا سياسياً واقتصادياً واجتماعياُ ، إقليميا ودولياً ، وتأثير العولمة والشركات العابرة للقارات ، والتكتلات التجارية العالمية والشراكة العربية والأوروبية . بالإضافة إلى التزايد السكاني الداخلي ودخول عدد كبير إلى سوق العمل سنويّاً ، تجعل إدارات ( تسيير الأعمال) السائدة وما تنتجه من ترهل إداري وبيروقراطية عثرة جديدة أمام تحقيق معدلات النمو المطلوبة وجذب الاستثمارات اللازمة على المستوى الكلي ، وتحسين مستوى معيشة المواطن وإحساسه بكرامته على المستوى الجزئي . وتجهض الإنجازات الكبيرة للدولة وتفتح المجال للتذمّر الداخلي ( المعارضة) والتي تستخدمها القوى الخارجية بطريقة رخيصة ضدنا .
وانا ادعو دائما الى استثمار مخرجات العملية التدريبية واعادة تقييم تجربة المعهد الوطني للادارة بالكامل
إن بلدنا لديه العديد من المفكرين والمهندسين والقادة العظام والكفاءات وخريجي المعهد الوطني للادارة و (القائدالراحل حافظ الأسد طيب الله ثراه في ذكرى رحيله) وخليفته المقتدر الرئيس بشار الأسد .
وفيه أناس يتحلون بروح عالية من المسؤولية والوطنية مستعدون دوماً لبذل كل ما يستطيعون للعمل معاً في سبيل رفع شأن سوريا والمواطن السوري .
وأختم بالقول ( لا يبنى الوطن بالآمال بل بالعمل الجاد المبدع ) .