التفكير الايجابي والابداعي والابتكاري لخدمة الذات والبلد والادارة والمؤسسة التي ننتمي اليها(مركز تدريب شركة بول – فرنسا)

عبد الرحمن تيشوري
alrahmanabd@gmail.com

شهادة عليا بالادارة
شهادة عليا بالاقتصاد
دبلوم علوم تربوية ونفسية
من خلال دراستي في المعهد الوطني للادارة العامة اطلعت على الكثير من المراجع والكتب المفيدة جدا والتي تتناول بشكل رئيسي التنمية الادارية الذاتية والتي يستطيع إن يقوم بها الفرد من تلقاء ذاته وما عليه فقط سوى الاقتناع بان علماء وفقهاء الادارة وضعوا تجاربهم وافكارهم في خلاصات وكتب ومراجع علينا نحن العودة اليها وقراءتها اولا وفهمها وتطبيقها في عملنا الاداري وغيره حسب النشاط الذي نعمل به لان هذه العلوم والمعارف والخبرات والمهارات تؤدي إلى الاعتماد على النفس وتجعل العامل أو الموظف أو المدير محور ومركز الاهتمام وهي سهلة ممكن فهمها وتطبيقها وتحدث تغيرات سريعة وذات قيمة في محيط العمل وفي محيط الذات وتطور المهارات الادارية وترفع كفاءة الاداء وتجعل كل شيء يعمل بفعالية لانها تعتمد في الاداء على الاداري نفسه من خلال تقديم له بعض الارشادات والنصائح والتوجيهات لممارستها في عمله وانا هنا ادعو جميع العاملين في مختلف المستويات الوظيفية للاستفادة من هذه الخبرات وها نحن نقوم بجهد متواضع لتبسيط وتسهيل الاطلاع على هذه الخبرات والمهارات وتقديمها لقرائنا وموظفينا وشبابنا من خلال توسيع دائرة العارفين بها عبر نشرها في الصحافة الورقية والالكترونية وانا اقول لزملائي لازالت عقولنا خام لم نشغلها بعد بالقياس إلى الاخرين وان العقل والمخ يتصف بالتالي :
صفات العقل ومميزاته

*التخزين :حيث يخزن الف معلومة جديدة كل ثانية منذ الميلاد حتى نهاية العمر
*التعرف : يستطيع المخ إن يتعرف على الوجه الذي قابله في اقل من ثانية وهو ما لا يمكن لحاسب الي إن يفعله
* صغر الحجم : لا يستطيع أي حاسب إن يقوم بما يقوم به المخ
* التعددية : يمكن للمخ البشري إن ينشغل باكثر من شيء في وقت واحد
وسؤالي هنا لماذا نعجز احيانا عن الاستفادة من هذه الطاقة البشرية العظيمة التي منحها الله لنا سبحانه وتعالى ؟؟؟؟
وانا اجيب على السؤال للاسباب التالية :
• بسبب القلق
• الافتراضات السلبية عن الذات
• الافتراضات السلبية عن الاخرين
• التفكير السلبي
• القيود الصحية
• قلة الخبرات الشخصية
• عدم المثابرة على الاطلاع والمعرفة والقراءة
• عدم معرفة مهارات التفكير الابتكاري الايجابي

ومن اجل تقديم مساهمة مفيدة في هذا الا طار جاء هذا المقال المقتضب

التفكير
التفكير هو تدفق نشاط ذهني من منطقة إلى منطقة على سطح ذاكرة المرء ولينا اربعة انواع من التفكير:
• التفكير الطبيعي الذي يتسم بالتكرار والتعميم والتحيز وعدم التفكير في الجزئيات والبديهيات واللانهائيات والخيال الفطري والاحلام
• التفكير المنطقي : وهو متطور عن التفكير الطبيعي
• التفكير الرياضي وهويستخدم المعادلات الجاهزة والقواعد والموزوالنظريات والبراهين
• التفكير الجانبي الابداعي الايجابي وهو ماقصدته بانه اساس التميز والتفوق والتفرد والابداع وهو مواجهة لاخطاء وقيود الذاكرة وله عدة سمات اهمها :
- توفير بدائل عديدة لحل المشكلة
- تجنب التتابعية المنطقية
- تجنب عملية المفاضلة والاختيار
- البعد عن النمط التقليدي الفكري
- تعديل الانتباه إلى مسار فكري جديد
- يحدث بعد جهد وعمل ومتابعة واهتمام والتزام لخلق رؤية فكرية جديدة عبر استثمار المعلومات الحالية برؤية جديدة

ما المقصود بالتفكير الابتكاري الايجابي
هو احدى المهارات الاساسية اللازمة للتفكير الاداري المتطور ليكون منطقا فكريا حديثا يجب على كل فرد إن يتسم به في مواجهته للمشكلات ويعني بشكل عام :
هو منهجية في التفكير الانساني يمكنك من خلالها إن تقدم افكارا أو حلولا جديدة لم تكن موجودة من قبل ومن المعرف إن ادارتنا العامة السورية مليئة بالمشاكل وتحتاج إلى حلول جديدة غير موجودة علينا التفكير بها وايجادها حيث نستطيع من خلال هذه الحلول إن نبتكر استخدامات جديدة للامكانيات المتاحة الحالية بما يضمن تخفيض التكاليف وترشيدها وتحقيق اهداف الناس والمواطنين وتقديم الخدمة لهم بسهولة ويسر واقل كلفة
ومن وجهة نظري إن هذا التفكير الابتكاري الايجابي لا يتطلب اناس أو افراذ اذكياء أو على درجة عالية من الذكاء فليس شرطا إن يكون المبتكر ذكيا ولكن الذكاء يساعد على ارتفاع القدرات الابتكارية في مواجهة المشكلات غير المتكررة وغير العادية والمعقدة والتي يصعب على التحليل المنطقي الوصول لحل مناسب لها

فوائد التفكير الابتكاري الايجابي
*زيادة احساسك بالمشكلة
* تحديد المشكلة بشكل اكثر دقة
* توليد بدائل كثيرة تزيد من القدرة على حل المشكلة
* التوصل إلى حلول غير تقليدية تحقق السبق والتقدم
* مواجهة حالات عدم التاكد بزيادة تصورك للعلاقة غير المرئية وغير المالوفة
* توفير وترشيد الموارد المستخدمة في حل المشكلة وتقليل تكاليف المراجعة
* الحلول الجذرية للمشكلة نتيجة اصالة الفكرة واستخدام افضل للمهار ات الفردية
* توفير بدائل للحلول الاصلية
* توقع المشكلات ومنع حدوثها

اسس التفكير الابتكاري الايجابي في حل المشكلات
• الاستقلال التام بين عملية توليد الافكار وتقييمها لان الشخص المبتكر يؤمن بان عملية التقييم تعطل قدراته على توليد اكبر عدد ممكن من الافكار
• النجاح في حل المشكلات ابتكاريا يتطلب منك ضرورة التركيز عل ى الصعوبات التي يمكن التغلب عليها والعمل على ازالتها دون تضييع الوقت والجهد في مواجهة صعوبات تخرج عن نطاق السيطرة
• التركيز على عملية تحديد وتشخيص المشكلة كخطوة اولى في ايجاد حل لهذه المشكلة
• تظهر القدرات الابداعية للفرد عندما يزداد عدد البدائل المتاحة لحل المشكلة
• الشخص المبتكر بحاجة إلى تشجيع واتاحة الفرص للتعبير عن رايه بكل صراحة دون أي مؤثرات محيطة ولو ادى هذا إلى الاختلاف في الراي مع الرؤوساء والزملاء فالحوار البناء لا يفسد فضية

سمات المدير المبتكر في مواجهة المشاكل
• إن يتمتع بالمرونة في حل المشكلات
• إن يكون دائم البحث والاطلاع وذو خيال واسع
• إن يهتم بالمعاني والمؤشرات دون الدخول في التفاصيل قليلة الاهمية
• إن يكون منفتح العقل على كل الخبرات التي تتاح له
• إن يكون على وعي باهدافه ومثابر على تحقيقها
• إن يكون واثقا من نفسه ومؤمنا بقدراته ولكن دون غرور
• إن يكون على درجة عالية من ادراك العيوب في المواقف والنظم والاشياء
• إن يتميز بارتفاع مستوى طموحاته
• إن يكون لديه قدرة مميزة على تنظيم افكاره والتعبير عنها
• إن يتميز بالاستقلال وعدم التبعية للاخرين
• إن يكون متحمسا لافكاره واعماله التي يقوم بها
• إن يبذل وقتا وجهدا كبيرا لتحقيق الاهداف التي يسعى اليها
• إن يتميز باصالة الفكر وعدم التقليد غير الواعي وان يبتعد عن السطحية
• إن يكون على درجة عالية من الاحساس بالمشكلات التي تدور حوله
• إن يكون قادر على التعامل الحر مع المفاهيم والعناصر
• إن يقبل التحدي ويقبل على الاعمال التي تفوق قدراته ويحاول تجاوز الصعوبات ويراهن على الزمن
فئات المديرين عندنا

اذا حاولنا تطبيق هذه السمات والمميزات على المديرين لدينا لدينا نلاحظ انه نادرا ما تنطبق هذه السمات على العاملين في الادارة العامة السورية علما اننا نقول إن المديرين لدينا اربع فئات :
- من تتوفر لديه درجة عالية من الابتكار
- اخرون لديهم قدرات متوسطة
- فئة لديها قدرات منخفضة
- فئة من المديرين لاتتوفر لديهم أي قدرة على الابتكار وللاسف هذه الفئة هي الغالبة وهي الكثيرة في اداراتنا ومؤسساتنا العامة لانها غير متخصصة وغير مؤهلة وتم انتقائها بطرق غير علمية وغير صحيحة ويتم ترفيعها وترقيتها بطرق عشوائية حيث نرفع الجميع 9% دون تمييز بين مجد وكسول

إن الادارة الفاعلة اليوم هي ادارة مؤسسة على اسس علمية سليمة تنافسية تؤمن إن الاجهزة الحكومية هي ملك المواطن وان الموظف والمدير موجود لخدمة المواطن وتسهيل حاجاته وليس لممارسة التسلط عليه وان يشخط بوجهه وان يطلب منه إن يعود كل يوم من اجل امر بسيط ومن هنا نرى إن يشغل موقع الادارة العليا والوسطى افراد مؤهلين مبتكرين ايجابيين مميزين يعملون لخدمة الناس لديهم افق واسع والمام بفنون وعلوم الادارة الحديثة ولديهم خبرة بالقانون وبصياغة النص التشريعي وباستثمار المعلوماتية ومعرفة اللغات الاجنبية لمخاطبة الغير والاستفادة منه والفهم عليه والتواصل معه وها هي نصائح ووصايا نقدمها لمن يعمل في الادارة وهو غير متخصص في علوم الادارة اهمها :
• تنبه للمشكلات التي تحدث من حولك ولا تدر لها ظهرك وحاول حلها اول باول
• كن واثقا في نفسك مؤمنا بقدراتك دون غرور
• اختر انسب الاوقات للتفكير
• دع الفكرة تنمو بتلقائية وبدون تصنع وبمرونة
• حاول استغلال الفرص المساعدة والملائمة للابتكار
• ابحث عن مصادر جديدة للافكار
• ركز على التفكير الابداعي ولا ترهق عقلك بامور الحفظ
• كن دائم البحث والاطلاع
• اكتشف ما يدور حولك من تغييرات
• كن ذو خيال واسع يكتشف الجديد
• تحمس لافكارك وتعلم كيف تطبقها عمليا
• سجل اكبر قدر ممكن من الافكار ولاتقلق من ضياع بعض الافكار
• لا تخضع دائما لما هو قائم
• كن طموحا وعلى وعي باهدافك وثابر على تحقيقها

هذه النصائح مفيدة جدا وقد لا يقبل عليها الجميع وقد يحتاج بعضها إلى تحفيز وانظمة واجواء وظروف خاصة من اجل تنفيذها والعمل بها وتبنيها وهي بكل الاحوال نصائح وخبرات مفيدة اثبتت جدواها في التميز وهي احدى ادوات التطوير الذاتي للفرد وللمدير وبالتالي للمكان والمحيط الذي يعمل به امل إن يستفيد منها كل العاملين في الادارة العامة والقراء الاعزاء ونحن عملنا على مبدا إن لا تبقى في الصدور بل تخرج إلى السطور
عبد الرحمن تيشوري