موقوف
- معدل تقييم المستوى
- 0
أنصت ليحبك الناس ح3
العوائق بين المنصت و المتحدث ...
1. العائق الأول: التحدث
التحدث هو أهم عوائق الإنصات و قد قيل: (من يتكلم أكثر يتعلم أقل و من ينصت أكثر يتعلم أكثر). و يظهر ذلك جلياً في حضور المحاضرات العامة أو الاجتماعات. فهناك ثلاثة أنواع من الحضور :
النوع الأول:ملتزم بالإنصات للمتحدث.
النوع الثاني:يتحدث إلى من بجانبه بين الفينة و الأخرى.
النوع الثالث:حاضر الجسم و شارد الذهن.
النوع الأول: وهو الذي يفضل الإنصات على التحدث لا شك في أنه يزداد معلومات مع مرور كل دقيقة حتى وإن كان الدرس مملاً أو لا يضيف جديداً إليه فإنه يعرف مع مرور الوقت شخصية المتحدث و ضحالة معلوماته على الأقل.
النوع الثاني: وهو الذي يتحدث إلى من جانبه فيصعب عليه أن يصل إلى مرحلة الأول و تركيزه لأنه منشغل، ومهما حاول لا ترقى كمية معلوماته إلى معلومات الأول.
أما النوع الثالث: وهو الشخص حاضر الجسم شارد الذهن, فستكون معلوماته أقل من نصيب الثاني و الأول بطبيعة الحال. فهو لاهٍ عما يقال لاستغراق ذهنه في موضوع آخر .
2. العائق الثاني:الانتقائية في الإنصات
ألا تشعر أحياناً كثيرة أنك تنتقي ما تريد الإنصات إليه ؟إذا كانت الإجابة بنعم فأنت أحد الغالبية التي تتبع طريق الانتقائية في الإنصات الانتقائي.
الانتقائية في الإنصات إحدى السلبيات التي لا يعلنها كثير من الناس و يمارسونها معتقدين بإيجابيتها.
فإذا كنت تعتقد أن شرودك أثناء الحديث قد لا يشعر به محدثوك فأنت على خطأ ظاهر، فكثير من الناس يتمتعون بقوة ملاحظة غير عادية قد لا تبدو على وجودهم!
من الصعب على المرء أن يكسب شخصاً ما كأن يشتكي إليه حاجته وهو يستمع فقط إلى ما يريد من دون إعطاء الفرصة الكاملة له للتحدث عما يجول في خاطره .
إن الاعتراف بالعادة السيئة(و هي عدم الإنصات الإيجابي)هو بمثابة الخطوة الأولى في طريق التخلص منها. لذا يجب علينا أن نعترف و ألا نكابر بعاداتنا الانتقائية في الإنصات و التي تحول دون الاستفادة إلى الإنصات الإيجابي.
العائق الثالث: الحكم المسبق
لا تحكم على المتكلم قبل أن يكمل حديثه. بمعنى آخر لا تفترض مسبقاً أن فلاناً لن يأتي بجديد فهو كعادته يعشق التحدث و هو لا يقول شيئاً مهماً فتصد عنه. وعلاوة على أن الحكم المسبق عادة مذمومة فقد تفوتك فرصة الاستفادة من المعلومة التي قد تكون أنت في أمس الحاجة إليها، ولربما تكون سبباً في تغير حياتك.
العائق الرابع : سرعة العقل و اللسان
تشير الإحصائيات و تجارب الدورات التدريبية إلى أن معدل سرعة الكلمات التي ينطق بها الشخص هي 200كلمة في الدقيقة بينما تتجاوز سرعة تفكير الدماغ معدل 850 كلمة في الدقيقة. وهو ما يؤكد أن التفاوت الكبير بين الاثنين يترك فرصة أكبر للمنصت أياً كان الموضوع أن يشرد ذهنه.
العائق الخامس :اختيار المكان و الزمان
إن الاختيار الخاطئ للزمان والمكان سوف يؤدي حتماً إلى ضياع الإنصات المطلوب . فمثلاً لماذا نتوقع إنصات شخص قد أخبرنا بأن صديقه ينتظره و هو في عجلة من أمره ؟!. بصراحة أغرب أسئلة أسمعها هي التي أسمعها في المصاعد. فتجد شخصاً قد ضغط على الدور الأول و هو في الأرضي و يسأل صديقاً قد لاقاه في المصعد عن رأيه في قانون سير جديد أو تحليله لسبب خسارة فريق رياضي أو ما شابه ذلك! مثال آخر، هو من يأتي إلى شخصين منهمكين إلى حديث جانبي بصوت منخفض ليهجم عليهم بالأسئلة طالباً رأيهم في موضوع معين، فكيف يريد هذا أن يستمعوا إليه.
العائق السادس: الغموض
ليس كل ما تقوله يفهمه المنصت فاختيار الكلمات أو العبارات يجب أن يتم بعناية فائقة، لأنه ليس كل منصت يتلقى ما تقول بنفس الفهم و الوضوح اللذين لديك بحكم بيئته و ثقافته .. و غيرها من عوامل.
العائق السابع : التحدث عن الذات:
هل حدث أن رأيت نفسك محاطاً بإصرار المتحدث على التحدث عن ذاته و قصصه البطولية؟ إن التحدث عن ذاتنا هو أكثر ما نجيده، وهو يفسر إصرار بعضنا بقصد بغير قصد إلى حصر الحديث في ذلك الموضوع .
العائق الثامن : النظر إلى الساعة
رغم أنها حركة روتينية، إلا أن نظر المنصت إلى الساعة يشتت ذهن المتحدث. تلك الحركة تطلق الكثير من التساؤلات في ذهن من يتحدث حول مدى رغبة منصته في متابعة الإنصات . فالنظر إلى الساعة أثناء حديث شخص ما إليك سيفسر حتماً بأنك مللت أو أنك غير مستمتع بما يقال.لذا أفضل طريقة أن لا تنظر إلى ساعة معصمك بل انظر بشكل عابر إلى ساعة محدثك فذلك قد يوحي إليه بأنك معجب بساعته!
و تجنب مطالعة الساعات المعلقة في الغرفة فهي لا تختلف عن النظر إلى ساعة معصمك, فكلاهما يؤدي إلى سوء الإنصات وتشتيت الذهن .
العائق التاسع : الأسئلة الخاطئة
المنصت قد يجعل الحديث مملا ً، و ليس المتحدث فقط! ذلك أن الأسئلة التي يوجهها المنصت للتوضيح أو الاستفسار قد تبعد المتحدث عن الموضوع الرئيسي إلى آخر قد يكون مملاً. فعندما يسترعي انتباه المنصت شيء لدى المتحدث كملابسه أو ساعته فيقول مقاطعاً ( ما شاء الله ..ترتدي ساعة جميلة من أين اشتريتها )
مما قد يدفع بعض المتحدثين إلى الاسترسال في الإجابة و التطويل أحياناً كأن يشرح موقع المحل بكل تفاصيله
والخيارات التي كانت متاحة لديه ..وما شابه ذلك من موضوعات قد تصرف المنصت عن متابعة الإنصات.
العائق العاشر: الصوت المرتفع
مهما كان الموضوع مهماً تبقى حقيقة: وهي أن تناول الموضوع بصوت مرتفع جداً يسبب إزعاجاً، و أحياناً رغبة من المنصتين لإنهاء الحديث بأسرع وقت ممكن.
العائق الحادي عشر :التوهم بأن الإنصات ضعف
هناك اعتقاد شائع بأن (التزام الإنصات ضعف) مما يتسبب بدفع الناس إلى التقاتل على الدخول في أي نقاش وبأي ثمن و تلك الفئة تعتقد بأن المنصتين لا يعلمون شيئاً بينما يمسك بناصية الحديث أصحاب العلم .
في الحقيقة العكس هو الصحيح لأن من ينصت جيداً أثناء الحديث فإن فرصته لمعرفة ثغرات المتحدث أكبر من المتحدث، وبالتالي فإنه يضيف إضافة جديدة لم ينته إليها أحد من الجالسين فينصتوا له. و إن لم يجد ما يضيف فإن إنصاته كاف لزيادة معلوماته. إذن فالحل هو التخلص من هذا الاعتقاد الخاطئ و ممارسة متعة الإنصات في خضم النقاشات لمزيد من الاستزادة العلمية النافعة .
وهكذا نكون قد أتممنا الحديث عن العوائق بين المنصت والمتحدث, فهلا تجبناها كلها في سبيل الوصول إلى إنصات جيد وايجابي في نقاشاتنا مع الآخرين.
المفضلات