ما زلت أتذكر سنوات طفولتي الرائعة التي قضيت معظمها وأنا ألعب بعرائسي التي كنت أصنعها بيدي وما زلت أتذكر كم كنت أستمتع في تلك اللحظات....
يقول عليه الصلاة والسلام: (رب جد جره اللعب)
ويقول جون جاك روسو l'Enfant c’est le jeux.)الطفل هو اللعب!
اللعب مهم في حياة الطفل وقد نبهنا إليه الرسول صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث (لاعب ابنك سبعا وأدبه سبعا وصاحبه سبعا ثم اترك حبله على غاربه)
(كل شيء ليس فيه شيء من ذكر الله فهو لغو إلا أربع خصال:
1. مشي الرجل
2. تأديبه فرسه
3. وملاعبته أهله
4. تعلمه السباحة)
(علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل)
وفي وقتنا الراهن فقد لاحظ الباحثون في ميدان التربية عامة وفي ميدان التربية البدنية خاصة أن للعب تأثيرا عميقا على الطفل جسميا وعقليا واجتماعيا.
اللعب وسيلة تربوية شاملة:
إن اختلاف الحركات التي يقوم بها الكائن الإنساني مند المهد و التغييرات المستمرة للحالات والوضعيات السيكوجسدية، تجعل عضلات الساقين والساعدين وغيرهما في عمل مستمر وغير متوازن عند اليقظة بل حتى أثناء النوم وفي كثير من الأحيان، هكذا وبالتدريج يتحسن الاتجاه العضلي ووظائف التوازن والعلاقات الحسية الحركية بفضل نمو اللعب وتطوره، حيث نلاحظ يوما بعد يوم تناسقا متينا بين حركات جميع أطراف وأجزاء البدن للوصول إلى الغاية الأسمى وهو تحقيق الذات، فضلا عن تنشيط البدن والترفيه وهذا يؤكد ما جاء على لسان عروة بن الزبير حيث يقول لولده (يا بني العبوا فإن المروءة لا تكون إلا بعد اللعب)
والألعاب لا تهتم فقط بالنمو الجسدي بل تعد أيضا من أبرز الوسائل لخلق وإنماء الكثير من القيم الخلقية والذهنية والفكرية والعقلية والنفسية والوجدانية كالانتباه والإدارة – الرغبة – الذكاء – الذاكرة...إلخ
فالأطفال التائهون الذين لا يعيرون أي اهتمام أو انتباه أولئك اللذين يصعب عليهم مزاولة الأنشطة التربوية.
يستطيعون بفضل اللعب أن يتغيروا جذريا، أثناء اللعب يستطيع الطفل أن يرى بسرعة الكرة الآتية أمامه أو الخطر الذي سيلحق به.
أن يتبع جميع الخطوات المجتازة، أن ينتظر دوره في اللعب.
أن يترقب سماع اسمه أو رقمه.
أن يحس بأي لمس أو مداعبة أو مراوغة، وبعبارة أوضح يصبح مؤهلا ثم مستعدا ليتحرك في الوقت والمكان المناسبين لكل حالة من الأحوال بفضل تحسن مهم في مجال الملاحظة والاستنباط وإشراك جميع الحواس.
فكل من هو أخرق Maladroit يصبح رشيقا ماهرا والطفل الذي يسقط اليوم لن يقع على وجهه بعد أسبوع سوف يجري بكل خفة ويتسلل بكل لباقة وسيلعب بكل دقة مبينا أنه اكتسب نموا عصبيا عضليا مهما متطورا فالكسول والخجول يتعلمان انتظار دوريهما مع الآخرين.
والأناني والوقح يعرفان أنه لم يبق لديهما الامتياز في جميع الفرص.
والمهمشين اللذين لم يكونوا مقدرين من طرف زملائهم يربحون إعجاب وصداقة هؤلاء عندما ينجحون أو يبرعون في لعبهم.
أما النمو الاجتماعي بواسطة اللعب فهو مهم جدا، فكثير من الأطفال لأسباب عديدة ومختلفة لا يملكون الحماس الذي يدفع إلى الاحتكاك بالغير والاندماج مع الجماعة يصبحون بفضل اللعب أعضاء لهم، مكانهم ضمن زمرة أصدقاء الحي أو الفرقة أو القسم، فبفضل الألعاب الحرة عامة والألعاب الجماعية المنظمة خاصة يشعر الطفل ويعي أنه لا يستطيع بلوغ الهدف وحده بدون تعاون مع الغير، بدون عمل جماعي يتجلى في التضحية ونسيان الذات وذلك بالخضوع إلى قوانين اللعب واحترام الحكم والحكم والخصم
المفضلات