تنمية مهارات الأبناء الفكرية يعد أساساً وهدفاً لكل مربٍ، وتنمية مهارات الذكاء والتفكير لم يعد هدفاً شخصياً أو هدفاً أسرياً فقط، بل امتد للحكومات والدول التي أصبحت تهتم الآن بعملية تنمية التفكير وبناء الذكاء عند الأطفال.
كيف يستطيع المربي تنمية قدرات أبنائه في التفكير, وفي علاج المشاكل؟
و سيجيب الأستاذ عبد الناصر فخرو
■ تدريب بنكي
س: ماذا يقدم الوالدان لأبنائهما في هذا الزمان المتسارع جداً خاصة مع قلة الثقافة التربوية وعدم استطاعتهما مواكبة العصر مع رغبتهما في تجهيز أبنائهما لمواكبة هذا العالم الجديد يومياً؟
ج: يجيب الأستاذ عبد الناصر فخرو: ليس المطلوب مني كأب أن أحشو رأس ابني بالمعلومات فكل معلومة سأعطيها لأبني ربما تصبح قديمة فيما بعد، ولكن المهم أن أعلم ابني كيف يتعامل مع المعلومة ومع المتغيرات الكثيرة التي يقابلها في كل ساعة، وأن أضعه أمام مشاكل إما واقعية أو افتراضية وأجعله يتصرف في مواجهتها.
ومثال ذلك: الطفل الذي عمره 10 سنوات يمكن أن يذهب برفقة أمه إلى البنك وتعطيه أمه بطاقة السحب الآلي وتخبره برقمها السري وتطلب منه سحب مبلغ معين بنفسه، بينما تنتظره هي بالسيارة، وهذه العملية تبني عند الطفل ثقة بالنفس وتعلمه كيف يتدرب على مهارات الحياة منذ الصغر ولا ننتظر حتى يكبر الصبي ليمارس هذه الأمور بنفسه فقط حين الحاجة لها.
■ ألعاب الذكاء
س: ما هي طرق التفكير السليم في علاج المشاكل والتي من المفترض تنميتها في أبنائنا من صغرهم؟
ج: لنحاول ألا يلجأ الطفل دائماً للحلول السهلة البسيطة والمباشرة، بل نوجهه للتحليل والتفكير في المشكلة والحل، ويمكن أن يساعدنا في ذلك استخدام الألعاب المعتمدة على الصور وعلى استخدام الذكاء.. والسوق مليء بالألعاب الرخيصة والتي تحقق هذا الهدف، ولو استثمرنا الطاقة البشرية والعقلية التي لدى أبنائنا فمن الممكن أن ننمي تفكيرهم بشكل جيد .. والخطأ الذي يقع فيه الكبار أو الآباء كثيراً هو قفزهم للحلول دون التفكير في خطوات حلها التي تعتمد من الأصل على البحث في مسبباتها، وعلى الآباء النظر إلي المشكلة التي تواجههم من جميع الجهات وليس من وجهة نظرهم فقط فربما يكون الحل أبسط مما نتوقع، وأحياناً يكون التفكير في البدائل أفضل من الحل الذي نصل إليه بسرعة ودون ترو.
■ فروق فردية
س : ما هو رأيك في دور الفروق الفردية بين الأبناء ؟
ج : لا شك أن كل إنسان له شخصيته المستقلة التي تميزه عن الآخرين، فمهما توافق الناس في أشياء حتى لو كانوا أخوة توائم فكل فرد عبارة عن مزيج من البيئة والوراثة يختلف عن الآخرين، والميزة الأساسية في الفروق الفردية أنها تجعل لكل فرد سمة ليست موجودة لدى الآخرين، وهذا ما يحتاجه المجتمع من فروقات فردية بين أفراده الأمر الذي يحدث تكاملاً اجتماعياً لتدور وتدور عجلة الحياة.
المفضلات