عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 33
( اعرف ابنك .. اكتشف كنوزه .. استثمرها )
الموهبة والإبداع عطيَّة الله تعالى لجُلِّ الناس ، وبِزرةٌ كامنةٌ مودعة في
الأعماق ؛ تنمو وتثمرُ أو تذبل وتموت ، كلٌّ حسب بيئته الثقافية ووسطه
الاجتماعي .
ووفقاً لأحدث الدراسات تبيَّن أن نسبة المبدعين الموهوبين من الأطفال من
سن الولادة إلى السنة الخامسة من أعمارهم نحو 90% ، وعندما يصل
الأطفال إلى سن السابعة تنخفض نسبة المبدعين منهم إلى 10% ، وما إن
يصلوا السنة الثامنة حتى تصير النسبة 2% فقط . مما يشير إلى أن
أنظمةَ التعليم والأعرافَ الاجتماعيةَ تعمل عملها في إجهاض المواهب وطمس
معالمها، مع أنها كانت قادرةً على الحفاظ عليها، بل تطويرها
وتنميتها .
فنحن نؤمن أن لكلِّ طفلٍ ميزةً تُميِّزه من الآخرين ، كما نؤمن أن هذا
التميُّزَ نتيجةُ تفاعُلٍ ( لا واعٍ ) بين البيئة وعوامل الوراثة .
ومما لاشكَّ فيه أن كل أسرة تحبُّ لأبنائها الإبداع والتفوُّق والتميُّز لتفخر
بهم وبإبداعاتهم ، ولكنَّ المحبةَ شيءٌ والإرادة شيءٌ آخر . فالإرادةُ
تحتاج إلى معرفة كاشفةٍ، وبصيرة نافذةٍ ، وقدرة واعية ، لتربيةِ
الإبداع والتميُّز ، وتعزيز المواهب وترشيدها في حدود الإمكانات
المتاحة ، وعدم التقاعس بحجَّة الظروف الاجتماعية والحالة الاقتصادية
المالية .. ونحو هذا ، فـرُبَّ كلمـة طيبـةٍ صادقــة ، وابتسامة عذبةٍ
رقيقة ، تصنع ( الأعاجيب ) في أحاسيس الطفل ومشاعره ،وتكون سبباً في
تفوُّقه وإبداعه .
وهذه الحقيقة يدعمها الواقع ودراساتُ المتخصِّصين ، التي تُجمع على أن
معظم العباقرة والمخترعين والقادة الموهوبين نشؤوا وترعرعوا في
بيئاتٍ فقيرة وإمكانات متواضعة .
ونلفت نظر السادة المربين إلى مجموعة ( نِقاط ) يحسن التنبُّه لها
كمقترحات عملية :
1- ضبط اللسان : ولا سيَّما في ساعات الغضب
والانزعاج ، فالأب والمربي قدوة للطفل ، فيحسنُ أن يقوده إلى التأسِّي
بأحسن خُلُقٍ وأكرم هَدْيٍ . فإن أحسنَ المربي وتفهَّم وعزَّز سما ، وتبعه
الطفل بالسُّمُو ، وإن أساء وأهمل وشتم دنيَ ، وخسر طفلَه وضيَّعه .
2- الضَّبط السلوكي : وقوع الخطأ لا يعني أنَّ
الخاطئ أحمقٌ أو مغفَّل ، فـ " كلُّ ابنِ آدمَ خطَّاء "، ولابد أن يقع الطفل
في أخطاءٍ عديدة ، لذلك علينا أن نتوجَّه إلى نقد الفعل الخاطئ
والسلوك الشاذ ، لا نقدِ الطفل وتحطيم شخصيته . فلو تصرَّف الطفلُ تصرُّفاً
سيِّئاً نقول له : هذا الفعل سيِّئ ، وأنت طفل مهذَّب جيِّد لا يحسُنُ بكَ هذا
السُّلوك . ولا يجوز أبداً أن نقول له :أنت طفل سيِّئٌ ، غبيٌّ ، أحمق …
إلخ .
3- تنظيم المواهب : قد يبدو في الطفل علاماتُ
تميُّز مختلِفة ، وكثيرٌ من المواهب والسِّمات ، فيجدُر بالمربِّي التركيز
على الأهم والأَوْلى وما يميل إليه الطفل أكثر، لتفعيله وتنشيطه ، من
غير تقييده برغبة المربي الخاصة .
4- اللقب الإيجابي : حاول أن تدعم طفلك بلقب
يُناسب هوايته وتميُّزه ، ليبقى هذا اللقب علامةً للطفل ، ووسيلةَ تذكيرٍ
له ولمربِّيه على خصوصيته التي يجب أن يتعهَّدها دائماً بالتزكية
والتطوير ، مثل :
( عبقريته) – ( نبيه ) – ( دكتور ) – ( النجار الماهر ) – (
مُصلح ) – ( فهيم ) .
5- التأهيل العلمي : لابد من دعم الموهبة
بالمعرفة ، وذلك بالإفادة من أصحاب الخبرات والمهن، وبالمطالعة
الجادة الواعية ، والتحصيل العلمي المدرسي والجامعي ، وعن طريق
الدورات التخصصية .
6- امتهان الهواية : أمر حسن أن يمتهن الطفل
مهنة توافق هوايته وميوله في فترات العطل والإجازات ، فإن ذلك أدعى
للتفوق فيها والإبداع ، مع صقل الموهبة والارتقاء بها من خلال
الممارسة العملية .
7- قصص الموهوبين : من وسائل التعزيز
والتحفيز: ذكر قصص السابقين من الموهوبين والمتفوقين، والأسباب التي
أوصلتهم إلى العَلياء والقِمَم ، وتحبيب شخصياتهم إلى الطفل ليتَّخذهم
مثلاً وقدوة ، وذلك باقتناء الكتب ، أو أشرطة التسجيل السمعية
والمرئية و Cd ونحوها .
مع الانتباه إلى مسألة مهمة ، وهي : جعلُ هؤلاء القدوة بوابةً نحو مزيد
من التقدم والإبداع وإضافة الجديد ، وعدم الاكتفاء بالوقوف عند ما
حقَّقوه ووصلوا إليه .
8- المعارض : ومن وسائل التعزيز والتشجيع :
الاحتفاءُ بالطفل المبدع وبنتاجه ، وذلك بعرض ما يبدعه في مكانٍ واضحٍ
أو بتخصيص مكتبة خاصة لأعماله وإنتاجه ، وكذا بإقامة معرض لإبداعاته
يُدعى إليه الأقرباء والأصدقاء في منزل الطفل ، أو في منزل الأسرة
الكبيرة ، أو في قاعة المدرسة .
9- التواصل مع المدرسة : يحسُنُ بالمربي
التواصل مع مدرسة طفله المبدع المتميِّز ، إدارةً ومدرسين، وتنبيههم
على خصائص طفله المبدع ، ليجري التعاون بين المنزل والمدرسة في
رعاية مواهبه والسمو بها.
10- المكتبة وخزانة الألعاب : الحرص على
اقتناء الكتب المفيدة والقصص النافعة ذات الطابع الابتكاري
والتحريضي ، المرفق بدفاتر للتلوين وجداول للعمل ، وكذلك مجموعات
اللواصق ونحوها ، مع الحرص على الألعاب ذات الطابع الذهني أو الفكري
، فضلاً عن المكتبة الإلكترونية التي تحوي هذا وذاك ، من غير أن ننسى
أهمية المكتبة السمعية والمرئية ، التي باتت أكثر تشويقاً وأرسخ
فائدة من غيرها .
المفضلات