الضرب
من السمات القيادية صلابة العود، وهي قدرة الابن على التحمل والصبر والإصرار على الحق عندما تكون عقيدة أو فكرة ناجحة أو وسيلة مبدعة، فنحن نريد من أبنائنا أن تكون لهم آراء خاصة قوية نتبناها نحن كأولياء أمور قبل الآخرين حتى نقوي هذا الجانب من القيادة عند أبنائنا.


وهذا الجانب قد يظهر لنا شيئاً من العناد أو المخالفة أو الحركة الزائدة في حالة عدم استعدادنا لتقبلهم فنستخدم الضرب أو العقوبة لإسكاتهم، فإن كان هذا هو المقصود فهذا مرفوض تماما، لا يقبل شرعا لأنه ظلم، ولا عرفاً لأنه هدم، وإنما الضرب كوسيلة تربوية فهو مقبول عند الحاجة لها، مثال النظام الإسلامي، والقوانين الوضعية جعلت هناك عقوبات تبدأ بالتعذير كالحبس في البيت إلى عقوبة الإعدام لمن يتسبب في الضرر المباشر بذاته أو غيره.

ممارسة الأنشطة
لاشك أن ممارسة الأنشطة والبرامج القتالية هي منهج أصيل تبنته جميع الحضارات السابقة مع فارق التشبيه بينها وبين ما أمر به الله- عز وجل- فقد قال عز وجل: ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة)، وقال- صلى الله عليه وسلم-: " لا سبق إلا في خف أو حافر أو نصل"، وهذه هي مكملات الشخصية القيادية، حيث يتعلم الشخص الرجولة والقوة والقيادة من خلال ركوب الخيل والجمال، وضرب السيف، ورمي النبال والسهام، لأنها تنمي في النفس الشجاعة والإقدام بجرأة واعية على الحياة.

كما أننا نشجع على ممارسة ألعاب الفروسية بدلاً من كلمة القتالية وإن كانت تشملها، ولكن أشترط أن تخلو من الشبه والاقتداء بغير المسلمين، وممارسة طقوس وحركات ليس لها علاقة بدين الإسلام، وأن تكون مشاركا له، أو في حضرة قدوة طيبة، حتى تلازم هذه التدريبات والتمرينات الكلمات الطيبات.

نماذج مشرفة
ولا يمكننا أن ننسى نماذج الصحابة الصغار في السن، والذين كانت لهم أدوار قيادية في الدعوة للإسلام وخدمته، وحتى في قياده الجيوش، وكيف كانوا يقودون ممن في الجيش من هو أكبر منهم سناً، كما لا ننسى في زمننا هذا الشجعان والأبطال والشهداء والأطفال في فلسطين، فمنهم من يقود المسيرات، ويساعد المجموعات الجهادية ضد العدو الصهيوني، ولا يأبهون بما يمكن أن يحدث لهم من أسر وتعذيب وقتل، فهؤلاء هم النموذج الذي يجب أن نريه لأبنائنا ونخبرهم عنه.

عزيزي المربي:
إن تربية طفل قيادي يحتاج إلى جهد، فاجعل طفلك ينمو في بيئة صالحة، وعوده على الصفات الحسنة والإيجابية، وأول طريق لذلك هو الالتزام بتعاليم الإسلام، وجعله ناجحا في أمر أو أكثر، وإيجاد جو من الصداقات الصحية له، واستثمار سنوات الطفولة في تعليمه كل العلوم المناسبة لسنه والمفيدة له، وتدريبه على رياضات ومواهب مختلفة، وجعل حياته ثرية وغنية بكل ما هو مفيد، ليكون ذا شخصية قيادية متوازنة، ويؤثر في الآخرين بإيجابية.

المصدر : مجلة ولدي ـ العدد (84) نوفمبر 2005 ـ ص: 14