هل تؤدي ازدواجية اللغة بالنسبة للأطفال الذين يسمعون أو يتحدثون لغتين مختلفتين منذ الصغر إلى آثار سلبية أو إيجابية في حياتهم؟

الجواب عن مثل هذا السؤال ليس وحيد الجانب، فالمشكلة مازالت تخضع لاهتمام الباحثين ورقابة المعلمين وعناية الآباء. طبعا قدرة الطفل على الحديث بلغتين حصيلة كبيرة بكل المقاييس. واثبتت الدراسات الأخيرة ان الأطفال الذين يتحدثون في البيت بلغة أخرى غير اللغة التي يتحدثون بها في المدرسة أكثر فعالية من الأطفال الذين يتحدثون بلغة واحدة.
فقبل فترة وجيزة، نشرت دراسة علمية تناولت هذا الموضوع وركزت على الجانب الذي يتعلق بفعالية الدماغ، وتساءلت عما يحدث في دماغ الطفل بسبب استخدامه للغتين مختلفتين في آن واحد، وكيف تؤثر اللغة الأخرى على طريقة التعبير، وأين يكمن نجاح الطفل الذي يمارس هاتين اللغتين، وهل ان ذلك، ربما يهدد قدراته العقلية؟
العلماء الطليان اخضعوا مدينة «تيريستا» للبحث باعتبارها تضم اعدادا كبيرة من الأطفال الذين يتحدثون اللغة السلوفينية، لانهم في الأساس من مواطني «سلوفينيا» المجاورة لإيطاليا.
واختار العلماء ما مجموعه 20 طفلا يستمعون إلى ذويهم المتحدثين بلغتين و20 آخرين يستمعون إلى ذويهم الذين يتحدثون بلغة واحدة، وهؤلاء الأطفال كانوا بعمر سبعة أشهر، ولم يصلوا بعد إلى العمر الذي يجعلهم ينطقون بأي كلمة أو عبارة من هذه اللغات المحلية.
واثبت الاختبار، ان الأطفال الذين يعيشون في الوسط الذي يتحدث بلغتين، أكثر كفاءة في سرعة استجابتهم للتعليمات أو التغييرات أو الكلمات التي تصلهم من الطرف الآخر، على العكس من الأطفال الذين يعيشون في وسط يتحدث لغة واحدة.
واستخدمت في هذا البحث دمى متحركة، وضعت في أماكن مختلفة، وفي ظروف مختلفة أيضا.
وتوصل الباحثون إلى ان تنوع اللغات يعزز حالة المرونة والسرعة لدى الأطفال، بحيث يتخذون القرار في الوقت المتاح.
واثبت البحث أيضا، ان فعالية أدمغة الأطفال الذين يتحدثون لغة واحدة في المدرسة، أقل من فعالية الذين يتحدثون بلغتين، فهم يواجهون بعض الصعوبات، اضافة إلى انخفاض مستوى تعبيرهم أو سرعة اتخاذهم للقرار.