نقـص الحديــــــد : عـــــدو الأطفــــــال الأول ...


على الرغم من الغذاء الوافر إلا أن الأطفال يعانون وبشكل كبير من نقص الحديد في سني عمرهم الأولى وفي فترة المراهقة فالتقارير تشير إلى أن 7% من الأطفال يعانون من مشكلة حقيقة من نقص الحديد، بينما تصاب الفتيات بتلك المشكلة في سن المراهقون بنسب تتراوح بين 9% _ 22% ويعاني المراهقون الرياضيون من الجنسين بنقص الحديد بنسب بنسب تتراوح بين 15%_ 35% .
وتتزايد مشكلة نقص الحديد لدى المراهقين بتزايد أوزان أجسامهم إذ أن احتمال إصابتهم بنقص الحديد تزداد بمقدار الضعف عن أقرانهم من ذوي الأجساد المعتدلة.

أصل المشكلة:

يعمل الحديد في الجسم كالمغناطيس، إذ يجذب الهيموغلوبين إلى كريات الدم الحمراء .
(وهو البروتين المسؤول عن حمل الأكسجين) وبينما يواصل جسم الطفل نموة بإيقاع سريع جداً، تبرز حاجة جسده لكمية إضافية من الحديد ضرورية له في مثل هذا الوقت لإنتاج المزيد من الكريات الحمراء لتواكب نموه.
ولعل مشكلة نقص الحديد أكبر أثر لدى الفتيان في سن المراهقة فعلى الرغم من أن أجسادهن تتحفظ بكميات إضافية من الحديد إلا أنهن سيفقدن معظمة مع بداية الطمث، لذلك ليس من من المستغرب إصابة معظمهن بفقر الدم ... ومسألة نقص الحديد لاتتعلق أبداً بالنمو، لإن هذا قد يكون بطيئاً أحياناً ... إلا أن زيادة نشاط الطفل في هذا العمر بالإضافة لعدم تقبله للكثير من الأطعمة الغنية بالحديد كالحبوب واللحم والنباتات الخضراء قد تزرع لديهم بذور المشكلة.

تشخيص نقص الحديد لدى الطفل:

إن التحقق من مستوى الحديد في الجسم ليس مسألة بسيطة تنقضي بأخذ عينة صغيرة من الدم _ تؤخذ عادة من الأصبع _ فهذا لا يكشف إلا عن حالات الأنيميا ( نقص الحديد) الحادة (فقر الدم الشديد) ... بينما يفشل هذا الفحص في تحديد نقص الحديد البسيط الذي يتطور في الخفاء حتى يصبح مشكلة حقيقة. والأجدى أن يجري فحص دم عام في حال ظهرت بعض الأعراض غير الطبيعية، والتي تتلخص بحدوث وهن عام في الجسد، وحصول نتائج مدرسية ضعيفة إلى حد ما. والإصابة بالرشح بشكل متكرر ... فضلاً عن ن الطفل يبدو شاحب الوجه مرهقاً . وعادة ما يتحرى الفحص وجود مادة (الفيريتين) وهو بروتين يتولى تخزين الحديد في الجسم .

سوء الامتصاص:

في تقرير أصدرتة إحدى المؤسسات المعنية تبين أن كثير من نصف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السنة والسنتين، وأن حوالي 75% من الفتيات في سن المراهقة، يعانون من نقص الحجيج في أجسادهم ناتج عن سوء امتصاص هذا المعدن. بيد أن مضاعفة كميات اللحم والسمك والدجاج في جسمه إلى أربعة أضعاف ... أما إذا كان لا يتقبل اللحوم بسهولة، فثمة طرق أخرى يلجأ إليها.

زيادة فيتامين c

إن وجود أطعمة غنية بالفيتامين ج (c) جنباً إلى جنب مع الأطعمة الحاوية على الحديد قد يزيد من امتصاص هذه المادة في الجسم ... ومعلوم أن فيتامين (c) يتواجد بكثرة في الفواكه مثل الكيوي والفريز والبرتقال والغريفوت.

طهو الطعام في أواني معدنية:

ثمة أنواع من الأطعمة ذات طبيعة حامضية ( كالبندورة مثلاً ) يساعد طهوها في أواني حديدية على تفاعل الحمض فيها مع حديد أنية الطبخ، فتعطي بالتالي مادة الحديد لجسم الطفل.

التقليل من حليب البقر:

حليب البقر من المواد الفقيرة بالحديد، لا بل قد يتدخل هذا الحليب بشكل عام في عملية تمثل المعادن في الجسم، لذلك ينصح الأهل بإن لا يزيدوا كمية حليب البقر في غذاء الطفل عن نصف كأس يومياً. على أن تترافق بزيادة تناول الأطعمة الغنية بالحديد..

وقد يخطر للبعض أن تناول حبوب الحديد يعتبر مصدراً أحياناً لزيادة كميتة، لكن تلك الحبوب خطرة أحياناً نظراً لإن الجسم لا يستطيع التخلص من الحديد الزائد بسرعة، مما يجعل تراكمه ساماً، ويمكن الاستعاضة عن هذه بتناول حبوب الفيتامينات المتعددة المحتوية على الحديد، ولكن بعد استشارة الطبيب.