المواطنون غائبون عن الازدهار الاقتصادي الخليجي



أظهر الاستبيان الخاص بالرواتب الصادر عن "أريبيان بزنس" أن غالبية المواطنين غائبون عن الحصاد النقدي الناجم عن الازدهار الاقتصادي.

تشير معطيات من المسح السنوي الأول أن على الرغم من ارتفاع الأجور في مختلف أنحاء الخليج بسبب سعي الشركات لتوظيف واستبقاء الكفاءات فإن المواطنين الخليجيين ليسوا من ضمن أكبر متقاضي الرواتب.

في الحقيقة، لم تبلغ أياً من الدول الخليجية الست قائمة العشرة الأوائل في أكثر أفضل المواطنين تقاضياً للرواتب والتي تتصدرها الولايات المتحدة، تتبعها هولندا والمملكة المتحدة وبلجيكا وكندا.


مواطنو الإمارات العربية المتحدة هم الأكثر تقاضياً من بين المواطنين الخليجيين حيث أتت في المرتبة 11 من أصل 38 وذلك مع تقاضي أكثر من ربع المشاركين في الاستطلاع أكثر من 100000 دولار سنوياً.

مع ذلك، مازالت نسبة 22% تتقاضى أقل من 20000 في العام في حين مازالت الغالبية (47.26%) تتقاضى مابين 20-80 ألف دولار.

بمقارنة ذلك مع الخبراء الأمريكيين، يتقاضى أكثر من نصفهم مبلغاً يفوق 80000 دولار سنوياً في حين أن أقل من 1.79% يحصلون على أقل من 20000 دولار.

تأتي فرنسا في مرتبة واحدة أعلى من الإمارات العربية المتحدة ولديها نسبة مماثلة من عدد المواطنين الذين يتقاضون أكثر من 100000 دولار سنوياً كما في دولة الإمارات.

يمكن أن إيعاز جزء سبب وراء قلة عدد الخبراء الذين يتقاضون أقل من 20000 دولار في أمريكا الشمالية وأوروبا إلى قلة عدد العمال قليلي الأجر في هذه المناطق ممن يأتون إلى الخليج، إلا أن المعلومات تظهر وجود فجوة كبيرة بين ما يتقاضاه الخبراء الغربيون والعرب الخليجيون.

تبدو الفجوة أكثر اتساعا وبشكل كبير حين تتم مقارنتها مع مواطنين آخرين من دول مجلس التعاون الخليجي.

في دولة قطر -الدولة الخليجية التي حلت في أعلى ثاني مرتبة خليجياً وفي المرتبة 19 على القائمة - نسبة 15.38% فقط من المستطلعين يحصلون على أكثر من 100000 دولار سنوياً تتبعها الكويت (12%) ، البحرين (11.66%) المملكة العربية السعودية (9.25%) وسلطنة عمان (5%).

حتى في داخل بلادهم ، العرب الخليجيون غائبون من الشركات التي تقدم رواتب عالية لجذب الكفاءات.

في دولة قطر على سبيل المثال ، يتقاضى ثلث الخبراء الأمريكيين ونسبة 28.75% من خبراء المملكة المتحدة ممن شملهم الاستطلاع أكثر من 100000 دولار سنوياً مقارنة مع 17.64% فقط من القطريين.

و في المملكة العربية السعودية ، أكثر الدول الخليجية تعداداً ، يتقاضى 40% من المواطنين الأمريكيين وثلث المواطنين البريطانيين المشاركين في الاستطلاع أكثر من 100000 دولار سنوياً مقابل 9.79% فقط من السعوديين.

تشير المعطيات إلى أنه على الرغم من جهود حكومات مجلس التعاون الخليجي في السنوات الماضية لتحسين معايير التعليم في المنطقة وتشجيع مواطنيها على دخول منظومة العمل ، يبقى المواطنون الخليجيون يفتقدون المزايا وبصورة كبيرة مقارنة مع الخبراء الغربيين.

شارك في استطلاع الرواتب الذي أصدرته "أريبيان بزنس" حوالي 9000 شخص ينتمون إلى 121 جنسية .

تم استبعاد الدول التي قل عدد المشاركين منها عن عشرة أشخاص في قائمة أفضل الجنسيات تقاضياً للرواتب وذلك لإعطاء عرض ومقارنة أكثر عدلاً لمقدار ما تتقاضاه كل جنسية من جنسيات العاملين في الخليج.

اريبيان بزنس الاثنين, 18 فبراير 2008