دور الكليات التقنية في توطين القوى العاملة في دول الخليج العربيه
دور الكليات التقنية في توطين القوى العاملة في دول الخليج العربيه
د. عيسى بن حسن الانصاري
عميد الكلية التقنية بالدمام-السعوديه
جاء في المقدمة:
لقد كان في أستقدام العمالة والذي بدأ منذ مايزيد عن الربع قرن ضروريآ لأكمال مشاريع البنية الأساسية لدول مجلس التعاون، حيث شهدت اقطار الخليج العربي نتيجة للثراء الكبير في مواردها البترولية رواجآ كبيرآ للعمالة من كل حدب وصوب بسبب النقص الشديد للعمالة الفنية المدربة الوطنية المؤهلة (الخطيب 1993) وتعود بداية ذلك الى عملية التنمية الشاملة التي اتجهت اليها هذه الدول بخطى سريعة لبناء وتطوير البنية الأساسية واقامة المشروعات الصناعية والزراعية والخدمية، وأستقدام الملايين من العمالة الاجنبية لتعويض النقص الشديد خاصة في السنوات الاولى من سنوات التنمية وكان ذلك لسد الفجوة بين احتياجات التنمية من الايدي العاملة و المعروض منها في سوق العمل مما ادى الى تزايد نسبة العمالة الوافدة. ولكن بعد ان انتهت هذه الدول من بناء البنية التحتية والاساسية لم تغادر هذه العمالة بل ظلت على ماهي عليه ولربما اكثر عدداً. واحد اسباب ذلك هو قلة تكلفة هذه العمالة مقارنة بالمواطن الخليجي . يقول مرسي (1985:44) ان دول الخليج العربية تتجه في مسيرتها نحو ألتنمية ألشاملة التي تعني بكل جوانب ألحياة ، فأنها تولي الجانب الصناعي من تلك ألتنمية عناية كبرى ويتضح ذلك من خلال مجموعات المصانع والشركات التي بدأت مداخنها ترتفع في هواء المدن ألخليجية حيث مصانع البتروكيماويات والسماد ومواد البناء والاسمنت والصناعات البترولية الأشتقاقية وصناعات الالمنيوم والبلاستيك والحديد والصلب، كما يتضح ايضآ من بعض المشروعات التحويلية الضخمة. عليه فأنه بالأمكان القول بأن أحتياجات التنمية لربما تعني قطاع الصناعة كأهم عنصر من عناصر التنمية الشاملة التي شهدتها دول الخليج العربي من بين العناصر الاخرى كالزراعة والتجارة وغيرها .
ولكن مع تزايد أعداد المؤهلين علميآ من أبناء دول المجلس وتدني اسعار البترول وانخفاض عائداته، ازداد الاهتمام باعداد ألكوادر الوطنية لتأخذ زمام المبادرة في تشغيل المصانع الوطنية ووضع حد للأعداد ألمتزايدة من ألعمالة الوافدة. وقد آتخذت دول الخليج من أزمة الخليج الثانية عبرة في الاعتماد على سواعد ابناء الوطن ، حيث غادر الالاف من العمالة الوافدة اثناء الازمة مما تسبب في اغلاق كثير من المصانع والمؤسسات الخدمية الامر الذي كاد أن يعرض مصالح هذه الدول للخطر وبعد هذه الازمة بدأت هذه الدول بالتخطيط نحو قضية التوطين والأعتماد على سواعد ابناء الوطن .
المفضلات