الإمارات على قائمة الخمسة الكبار في تجارة الذهب عالميا



أبوظبي-الإمارات24: تعد دولة الإمارات العربية المتحدة من ضمن الخمسة الكبار في التجارة العالمية للذهب خلال الفترة بين عامي 2005 - 2009 سواء استيرادا أو تصديرا.

وقالت الوزارة في دراسة لها إن دولة الإمارات احتلت المرتبة الثالثة في جانب التصدير والثانية في الاستيراد عام 2009 مما يؤكد على استمرار التميز في هيكل التجارة الخارجية للدولة التي أصبحت أحد أهم النقاط الارتكازية لعبور التجارة الدولية بين الشرق والغرب .. مشيرة إلى تقرير التنافسية الدولية التي أكدت أن الإمارات نجحت في تنمية تجارتها الدولية بعيدا عن النفط والاستفادة من التحركات السلعية الدولية بفضل ما تملكه من رؤية منهجية نحو بناء وتحديث البنية التحتية من موانئ ومطارات ومختلف الخدمات اللوجيستية وفق أحدث النظم والممارسات العالمية.

وأضافت الدراسة أن دولة الإمارات العربية المتحدة جاءت في المرتبة الثالثة عالميا في تصدير الذهب عام 2009 بنسبة مساهمة بلغت 10 بالمائة في هيكل الصادرات العالمية وبقيمة 5ر10 مليار دولار فيما جاءت الولايات المتحدة في المركز الأول بنسبة مساهمه 5 ر11 بالمائة بقيمة 1 ر12 مليار دولار تلتها استراليا بحصة 2 ر11 بالمائة في حين جاءت هونغ كونغ في المركز الرابع بنسبة مساهمة 5 ر9 بالمائة وبقيمة 10 مليارات دولار ثم كندا بنسبة مساهمة 7 بالمائة وبقيمة 3 ر7 مليار دولار.

وبلغ إجمالي قيمة الصادرات من الذهب من الدول الخمس حوالي 52 مليار دولار وبأهمية نسبية 2 ر49 بالمائة.

واحتلت دولة الإمارات المرتبة الثانية عالميا في استيراد الذهب عام 2009 بقيمة 5ر14 مليار دولار بحصة بلغت 6ر16 من الواردات العالمية من البند بينما جاءت الهند في المرتبة الأولى بقيمة 4 ر23 مليار دولار لتستورد بمفردها ما يزيد عن 25 بالمائة من واردات دول العالم من الذهب.


ولفتت الدراسة إلى الدور الهام الذي يؤديه مركز دبي للسلع المتعددة وما يقدمه من خدمات متنوعة وعديدة لتجارة الذهب مثل التمويل والخدمات اللوجيستية والتأمين والمبادرات لتنمية قطاع الذهب بالدولة ومنها إنشاء بورصة خاصة للذهب واستحداث أسهم دبي للذهب و توفير خزائن مركز دبي للسلع المتعددة واستحداث إيصال دبي للذهب وإنشاء مجموعة دبي الاستشارية للذهب وإنشاء صناديق دبي شريعة لإدارة الأصول الإسلامية " صندوق كوثر للذهب " إذ أعطت تلك المبادرات الفرصة لتوفير عدد كبير من المزايا التي تجمع مختلف الشركات الرائدة في قطاع المعادن الثمينة تحت سقف واحد مما شجع على تنمية المبادلات وتوفير أقصى درجات الأمان والنمو في ذلك القطاع.

وبلغت قيمة الواردات الإماراتية من الذهب بما في ذلك الذهب المطلي بالبلاتين بأشكال خام أو نصف مشغولة أو بشكل مسحوق 5ر14 مليار دولار في عام 2009 بمعدل نمو 10 بالمائة مقارنة بعام 2008 وتزامن ذلك مع الزيادة في قيمة الزيادة في الكمية المستوردة التي بلغت 547 طنا في مقارنة مع 524 طنا في عام 2008 بزيادة بلغت 4 بالمائة.

وتؤكد نسب الزيادة في التجارة من الذهب في عام 2009 على المكانة الخاصة لتلك التجارة في هيكل التجارة الخارجية للدولة الذي شهد انخفاضا بنسبة 16 بالمائة عن الفترة ذاتها.

وينحصر هيكل الواردات من الذهب في الإمارات بصفة أساسية بين الواردات من السبائك الذهبية بنسبة 62 بالمائة بقيمة بلغت 1ر9 مليار دولار 366 طناً والواردات من الذهب نصف المشغول بنسبة 37 بالمائة بقيمة بلغت 4ر5 مليار دولار 180 طنا أي أن 99 بالمائة من مستوردات الذهب تتركز في هذين البندين.

وقالت الوزارة ان قيمة الواردات من السبائك الذهبية بلغت 1ر9 مليار دولار في عام 2009 لتشكل 62 بالمائة من إجمالي قيمة الواردات من الذهب بكمية بلغت 366 طنا .. لافتة الى ان هيكل الواردات من السبائك يتميز بعدم تركزه الجغرافي وتوزيعه على 87 دولة وبلغت نسبة التركز في أهم عشر دول 69 بالمائة إذ جاءت سويسرا في المركز الأول بقيمة 33ر1 مليار دولار وبأهمية نسبية 6ر14 بالمائة مما يعد تنوعا في مصادر التوريد مما يقلل مخاطر التركز الجغرافي.

وأضافت أنه على الرغم من تنوع مصادر الواردات من السبائك الذهبية إلا أن تصديرها " التصدير وإعادة التصدير" يتركز بصفة أساسية في دولتين هما الهند بقيمة 5ر5 مليار دولار بوزن نسبي 52 بالمائة وسويسرا بقيمة 2ر2 مليار دولار ووزن نسبي 21 بالمائة أي أن حصة الدولتين معا تبلغ 73 بالمائة.. لافتة الى ظهور سويسرا والهند ضمن أهم دول الاستيراد والتصدير للسبائك الذهبية مع الإمارات .

وتشير البيانات إلى تحقيق الإمارات فائضا تجاريا في تجارة الذهب مع الهند وسويسرا بقيمة 9ر5 مليار دولار مما يدل على تمكن أجهزة التصدير في الدولة في أن تكون معبرا لتجارة الذهب من الدول الإفريقية والعربية ليبيا و السودان و تنزانيا و اليمن والعراق إلى تلك الدولتين.

وحقق الميزان التجاري للتجارة في السبائك الذهبية بصفة إجمالية مع كل الدول فائضا بلغت قيمته 42 ر1 مليار دولار إذ بلغت قيمة الواردات 1ر9 مليار دولار بينما الصادرات بلغت قيمتها 5ر10 مليار دولار أي أن نسبة تغطية الصادرات للواردات تخطت حاجز 115 بالمائة مما يدل على شدة الطلب على السبائك الذهبية الإماراتية حيث من المرجح أنه تم الاستعانة بالمخزون لتغطية الطلب التصديري المتنامي.. فيما بلغت قيمة الواردات من الذهب نصف المشغول 4ر5 مليار دولار عام 2009 بنسبة 37 بالمائة من إجمالي واردات الإمارات من الذهب عام 2009.

وقالت الوزارة في دراستها انه من خلال تحليل معطيات التجارة الخارجية في الذهب نصف المشغول تركز الواردات بنسبة 96 بالمائة في دولتين فقط هما الهند بحصة 80 بالمائة وباكستان بحصة 16 بالمائة وذلك لوجود تفوق عددي لكل من الجاليات الهندية والباكستانية وما يرتبط بها من عادات وتقاليد تؤثر في قرار الاستيراد.

كما يلاحظ غياب الصادرات من الذهب نصف المشغول بينما بلغت قيمة إعادة التصدير من الذهب نصف المشغول 8 ملايين دولار بنسبة 04ر0 بالمائة من قيمة الواردات بالإضافة إلى ضخامة السوق المحلية في استيعاب كل ما يتم استيراده من الذهب نصف المشغول.. وقد يرجع ذلك إلى ارتفاع مستوى الدخول ويضاف إلى ذلك ارتفاع عدد السائحين ومشترياتهم من السوق المحلي من الذهب الذي يمتاز بالجودة المرتفعة مع عدم وجود ضرائب على المبيعات من الذهب.

ويتضح من خلال متابعة تنافسية الصادرات الإماراتية من الذهب في الأسواق العالمية ارتفاع تنافسية المنتج خلال الفترة من 2005 الى2009 إذ أظهرت قياسات مؤشر الميزة النسبية الظاهرة ان تلك الميزة في الارتفاع يعود لوجود زيادة في حجم الصادرات من الذهب سعر وكمية خلال الفترة من 2005 الى2009 ولقياس مؤشر الميزة النسبية الظاهرة تم اعتماد منهجية بالاسا والتي يتم استخدامها على نطاق واسع في حسابات مؤشرات التجارة الخارجية علاوة على استخدام مركز التجارة العالمي لتلك المنهجية.

ويعد مؤشر الميزة النسبية الظاهرة أحد أهم المؤشرات المستخدمة في اقتصاديات التجارة الخارجية لقياس الميزة التنافسية للمنتجات الصناعية إذ يقيس نسبة مساهمة المنتج محل التصدير في صادرات الدولة إلى نفس مساهمة المنتج في التجارة العالمية وله تفسير مبسط لو أن قيمة المؤشر أكبر من واحد يعني أن الدولة لها ميزة نسبية ظاهرة في هذا المنتج وأن له ميزة تنافسية في الأسواق الدولية حيث ان معدل أدائه في الصادرات المحلية يفوق معدل أداء نفس المنتج في الصادرات العالمية كما أنه يستخدم لبيان الصادرات المحتملة للدولة .

وتم احتساب الميزة النسبية الظاهرة اعتمادا على البيانات المحلية وذلك لتلافي مشاكل التصنيف بين الصادرات النفطية وغير النفطية.. وبتحليل تطور الصادرات الإماراتية من الذهب خلال الفترة 2005-2009 اتضح النمو المطرد في حجم الصادرات قيمة وكمية .

وتشير البيانات إلى تزامن النمو في كل من القيمة والكمية في الصادرات الإماراتية من الذهب وعلى الرغم من ان معدل النمو في عام 2009 يقل عن معدل النمو في عام 2008 ولكن تظل تلك المعدلات قياسية خاصة وأنها تفوق ثلاثة أضعاف معدل النمو العالمي في صادرات البند وفي ظل محددات الأزمة العالمية وأثرها على هيكل التجارة الخارجية .

كما تشير إلى استمرار تحقيق معدل النمو بالأسعار الثابتة خاصة في عام 2009 بنسبة بلغت 19بالمائة على الرغم من تحقيق الصادرات العالمية من الذهب معدل نمو سالب بلغ 8 ر1 بالمائة.

وتوضح البيانات التفوق النسبي لتجارة الذهب في الإمارات ووجود ميزة نسبية ظاهرة متزايدة فخلال الفترة 2005-2009 تضاعفت تلك الميزة النسبية 5ر2 ضعف وتتوافق تلك النتائج مع المركز الذي تحتله الإمارات على المستوى العالمي كأحد الفعالين الدوليين في التجارة الخارجية للذهب.

وبلغ إجمالي قيمة الصادرات العالمية من الذهب ومصنوعاته 2ر105 مليار دولار خلال عام 2009 بمعدل نمو 5ر9 بالمائة مقارنة بعام 2008 لكن نظراً لما طرأ على أسعار الذهب من تغيرات سعرية خاصة خلال الفترة 2005-2009 حيث بلغ سعر الأوقية بنهاية عام 2009 حوالي 4 ر972 دولار تخطى سعر الأوقية من الذهب حاجز 1400 دولار خلال شهر نوفمبر من عام 2010 بينما كان سعر الأوقية 444 دولار في عام 2005 مما يستلزم إعادة احتساب معدل النمو باستخدام الأسعار الثابتة لإزالة التضخم السعري وصولا إلى معدل النمو الحقيقي .

وتشير البيانات إلى تحقيق صادرات الذهب لمعدل نمو سالب بلغ 8ر1 بالمائة بالأسعار الحقيقية مقارنة بمعدل النمو الإيجابي 5ر9 بالمائة بالأسعار الجارية في عام 2009 وذلك مؤشر على التضخم السعري وما نتج عنه من آثار سعرية على حجم التجارة العالمية من صادرات الذهب.

وشهدت الواردات من الذهب عالميا انخفاضا بمعدل 8ر4 بالمائة في عام 2009 مقارنة بعام 2008 وجاء ذلك تزامنا مع أحداث الأزمة المالية العالمية حيث يعد الذهب من السلع ذات درجة المرونة المرتفعة بالأحداث الاقتصادية.

وقالت الدراسة بمقارنة أرقام الصادرات والواردات من الذهب عالميا خلال الفترة 2005-2008 يلاحظ وجود اختلاف فيها في الحدود المقبولة إحصائيا ولكن خلال عام 2009 بلغت نسبة الاختلاف بين أرقام التصدير والاستيراد 20 بالمائة إذ بلغت قيمة الصادرات من الذهب 2ر105 مليار دولار بينما الواردات 6ر87 مليار دولار وقد يبرر ذلك بمحاولة كثير من الدول الاستفادة من الارتفاع في سعر الذهب في تغطية التزامات تصديرية أو تغطية مراكز حسابات مكشوفة لديها .

ويعد الذهب من المعادن الثمينة التي تمتاز بعدة خصائص كمقاومته التآكل والقابلية للسحب والتشكيل وهى خصائص جعلته مناسبا لكثير من الأغراض حيث يخلط مع فلزات أخرى كالنحاس أو الفضة للحصول على سبائك أكثر متانة ومع البلاتين يدخل في صنع الألياف الصناعية.. كما ان الذهب هو المعدن المفضل في العديد من المجالات كصناعة مجوهرات الزينة وفي الطب خاصة طب الأسنان.

و يدخل الذهب في المجال الاقتصادي ضمن الاحتياطيات الرسمية للعملة لكثير من الدول فقد بلغ الاحتياطي الرسمي من الذهب عالميا 5ر30 ألف طن في عام 2009 وتأتي الولايات المتحدة الأمريكية على رأس القائمة احتفاظا بالذهب في احتياطياتها بـ 1ر8 ألف طن ثم المانيا في المركز الثاني 4 ر3 ألف طن وبالنسبة للدول العربية جاءت السعودية في المرتبة الأولى عربيا 16 عالميا بحصة 322 طنا ولبنان في المركز الثاني عربيا 18 عالميا بحصة 287 طنا.

وقد شهد حجم المعروض العالمي من الذهب عام 2009 ارتفاعا بـ 419 طنا بنسبة 12 بالمائة مقارنة بعام 2008 حيث ارتفعت الكمية المعروضة من 3605 أطنان إلى 4024 طنا ..وتعد مبيعات الذهب المستعمل من أهم مصادر الزيادة في المعروض العالمي فقد بلغت مبيعات الذهب المستعمل 1673 طنا في عام 2009 بزيادة 357 طنا عن عام 2008 وبنسبة زيادة بلغت 27 بالمائة.

وفي جانب الطلب انخفض الطلب على الذهب بنسبة 9 بالمائة من 3811 طنا في عام 2008 إلى 3480 طنا في عام 2009 ويرجع السبب في ذلك بصفة رئيسة لانخفاض استهلاك الذهب في صناعة الحلي والمجوهرات من 2193 طنا في عام 2008 إلى 1759 طنا في عام 2009 بنسبة انخفاض 20 بالمائة وذلك على الرغم من زيادة الطلب في نفس الفترة على الذهب لأغراض الاستثمار بنسبة 14 بالمائة حيث ارتفع حجم الطلب من 1179 طنا إلى 1348 طنا..

وقد يبدو ذلك عكس الأدبيات الاقتصادية حيث على الرغم من انخفاض الطلب وزيادة المعروض فإن سعر الذهب في ارتفاع ويرجع السبب في ذلك لوجود عوامل أخرى مؤثرة كالمضاربات السعرية والحماية من التضخم وتقلبات سعر الدولار أمام العملات الأخرى. (وام)
4-1-2011 9:05:15
الامارات 24
العرب اون لاين