هذا الكون

السوريون ينفقون نحو 5ر1 مليون دولار على ورود




عشية الاحتفال بعيد العشاق "فالنتاين" والمعروف بعيد الحب والذي يصادف في الرابع عشر من الشهر الجاري استنفر أصحاب المحال في دمشق لعرض هدايا هذا العيد التي يطغى عليها اللون الأحمر.
وتتصدر الوردة الجورية الحمراء اهتمام العشاق في سورية في كل مكان حيث يتضاعف سعرها في ذلك اليوم عدة مرات ليصل إلى نحو 150 ليرة سورية أي أكثر من 3 دولارات بالمفرق بينما لايتجاوز سعرها في الأيام العادية نحو عشرين ليرة ويصل انفاق السوريين على الورود في هذا العيد إلى أكثر من 75 مليون ليرة سورية 5ر1 مليون دولار وذلك وفقاً لتقديرات من واقع الاسواق.
ويؤكد منتجو الزهور ونباتات الزينة أن الإنتاج السوري تطور خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير بحيث أصبح يغطي حاجة السوق المحلية ويصدر الفائض منه في المواسم إلى الدول المجاورة مثل لبنان والأردن ودول الخليج العربي بعدما تزايد الاهتمام بإنتاج الزهور وتشجيع المنتجين على تصديرها.
وفي تصريح لنشرة سانا الاقتصادية قال رئيس لجنة أزهار القطف في غرفة زراعة دمشق عبد الرزاق الزين إنه في عيد تستهلك السوق المحلية نحو خمسمئة ألف وردة جورية حمراء تنتج منها محلياً نحو 25 بالمئة والباقي يستورد من كولومبيا والهند بسعر نحو دولار للوردة الواحدة بالجملة وتباع بنحو ثلاثة دولارات بالمفرق.
واعتبر الزين أن سورية تستطيع أن تزيد من صادراتها من زهور القطف وخصوصاً الزنبق البلدي الذي تميزه عن الزنبق الموجود في الأسواق العالمية الرائحة الزكية العبقة ورخص السعر الذي يصل إلى ثلاثين بالمئة من السعر العالمي وبالتالي فهناك إمكانية كبيرة لتتحول هذه الزراعة الى صناعة تصديرية مربحة جداً.
وطالب الزين بإقامة بورصة لأزهار القطف في سورية أسوة بالدول المجاورة لتشجيع المزارعين على زراعة هذه الازهار والتي تمكن المزارعين من بيع منتجاتهم بسعر موحد مجز في كل أيام العام بدلاً من انخفاض السعر في غير أيام المواسم.
ويقول صاحب أحد المشاتل .. إنهم يستوردون بذور الأزهار والشتلات من هولندا وفرنسا وأميركا مثل السيلوزيا والكاميليا والبيكونيا والبيتونيا والجربيرا ويصل سعر البذرة الواحدة أحيانا لبعض هذه الأنواع الى نحو 20 ليرة.
وأضاف.. أن النباتات المجذرة ممنوع استيرادها بهدف تشجيع المزارعين على تطوير زراعة الورود في البلاد والمسموح استيرادها هي الأنواع التي دون جذور لافتاً إلى أن النبتة المقزمة تطرح أزهارا اكثر من النبتة العادية بأضعاف مضاعفة لأنها مهجنة.
ولم تعد الوردة الحمراء كما كان متعارف عليه في السنوات السابقة الهدية الوحيدة في عيد الحب بل تعددت وتنوعت الهدايا كما يقول صاحب أحد محال بيع الهدايا الذي زين محله بقطعة قماشية كبيرة حمراء وحول واجهته كلها الى اللون الأحمر حيث أشار الى ان عيد الحب أهم المواسم لديه ويبدأ قبل اسبوع من الموعد اذ يتهافت العشاق على شراء الهدايا التي غالبا ماتكون دمى تأخذ عدة اشكال مؤكداً أن البضاعة الصينية من هذه الهدايا اكتسحت الأسواق لتنوعها ورخص ثمنها مقارنة بغيرها.
وبعد أن كانت البطاقة البريدية أهم الوسائل التي يتم تبادلها بين العشاق تحول العيد الى عيد الكتروني بامتياز أذ أصبح الشباب السوري قادرا علي إيصال مشاعره عن طريق الرسائل الالكترونية عبر الخلوي والبريد الالكتروني إذ أصبح لافتاً في عيد الحب أن الإقبال على شراء الهواتف الخلوية صار ظاهرة مميزة وأصبح كأحد مصادر الأرباح لشركات الخلوي في هذا العيد.
وبدأت تنتشر المشاتل المحلية الخاصة والعامة ومزارع الورود والزهور وأخذت وزارة السياحة وبالتعاون مع وزارة الزراعة العمل على تشجيع الإنتاج المحلي لتعيد للزهور الوطنية المحلية مكانتها وازداد بالفعل عدد المشاتل ومعه انتاج الزهور ونباتات الزينة إلى ما يفوق 1500 مشتل حتى عام 2009 قياساً مع 25 مشتلا عام 1972.
وبدأت تظهر مزارع الزهور الكبيرة التي تزيد مساحتها على خمسة آلاف متر مربع والصغيرة ومساحتها الف متر مربع كما ازداد عدد محال بيع وتنسيق الزهور إذ استطاعت سورية ان تصل الى انتاج نحو عشرين الف طن من الأزهار المقطوفة النضرة سنويا تقدر قيمتها بنحو 4ر2 مليار ليرة.
يشار إلى ان سورية وقبل عام 1970 كانت من الدول المستوردة لأزهار الزينة ونباتاتها من الدول العربية مثل لبنان ومصر ومن الدول الأوروبية مثل هولندا وفرنسا وصدر عام 1990 قرار يقضى بمنع استيراد الأزهار ما ساهم في زيادة الإنتاج المحلي عبر اتجاه عدد كبير من الناس الى هذه المهنة الجديدة والرابحة.
يذكر أن تسمية عيد الحب أو الفالنتاين جاءت حسب بعض المصادر من اسم فالنتاين تيمناً باسم القديس فالنتاين الذي عاش إبان حكم الإمبراطور الروماني كلاديوس الثاني في أواخر القرن الثالث الميلادي حيث لاحظ الإمبراطور أن العزاب أشد صبراً في الحرب من المتزوجين الذين يرفضون الذهاب إلى المعركة فأصدر أمراً بمنع عقد أي قران غير أن فالنتاين عارض ذلك واستمر في عقد الزواج في الكنيسة سراً حتى اكتشف أمره وتم إعدامه في هذا اليوم وكانت هذه هي بداية الاحتفال بعيد الحب إحياء لذكرى القديس الذي دافع عن حق الشباب في الزواج والحب.

سانا




الخميس 11-02-2010