أفادت دراسة طبية جديدة أن نمط نمو الدماغ خلال مرحلة التطور قد يلعب دورا أهم في موضوع الذكاء من حجم الدماغ الكلي.


وأشارت الدراسة التي أجراها فريق بحث مشترك من المعهد الوطني للصحة العقلية (الأميركي) وجامعة مكغيل الكندية، ونشرت نتائجها في العدد الحالي من مجلة "نيتشر" إلى أن حاصل ذكاء الأطفال مرتبط بديناميكية نمو أو نضوج قشرة الدماغ.


وأشار الباحثون إلى أن قشرة دماغ الأطفال الأكثر ذكاء -المسؤولة عن التفكير والوظائف العقلية العليا- تكون رقيقة نسبيا. وهذه القشرة التي تشكل الطبقة الخارجية تصبح سميكة مع بلوغ سن الـ12 قبل أن تشهد نفس التراجع في السمك المعهود أيضا لدى الأطفال المتوسطي الذكاء.



وقد تابع الباحثون حالات 307 أطفال من مختلف الأعمار على مدى فترة نموهم. وقاموا بتصوير أدمغة الأطفال بتقنية الرنين المغناطيسي، بشكل دوريثم قارنوا بين الأطفال بناء على حجم الدماغ وسمك قشرته ونتائج عدة اختبارات قياسية لحاصل الذكاء.


وأظهر الأطفال الأكثر ذكاء نمطا متميزا لتطور نمو الدماغ. فبينما بلغت قشرة دماغ الطفل المتوسط الذكاء أعلى سمك لها حوالي سن الثامنة، تأخر نمو سمك هذه القشرة لدى الأطفال الأذكى واستمر حتى المراهقة المبكرة.


وبين جميع المشاركين في الدراسة، تراجع سمك قشرة الدماغ خلال سنوات البلوغ والمراهقة، ربما بسبب تشذيب (انكماش) الخلايا العصبية لدى ارتفاع كفاءة الدماغ.ورغم أن هذا الذكاء يبدو وراثيا، فقد تلعب البيئة التي ينشأ فيها الطفل دورا أكبر وأكثر أهمية، كما يؤكد الباحثون.وقد أظهرت دراسات الدماغ التي أجريت على فئران المختبر أن سمك قشرة الدماغ لديها يعتمد على تنوع وغنى خبراتها.


ويرى الباحثون حاجة إلى إجراء مزيد من التجارب على الدماغ لتحديد الجذور الجينية (الوراثية) لحالات زيادة أو رقة سمك قشرة الدماغ، وما هي العوامل التي تضع الطفل على مسار معين لتطور ونمو الدماغ