ان الأطفال زينة الحياة الدنيا, فهم شباب المستقبل والجيل الواعد الذي تبني الأمة عليه أمانيها في التقدم والتطوّر وحمل رسالة الإسلام العظيمة, ولقد أكد الإسلام والسنة النبوية على أهمية الأطفال وتربيتهم تربية سليمة مبنية على قواعد وأسس صحيحة تضمن نشأتهم على أحسن وجه, وكان تعامل الرسول مع الأطفال خير مثال على ذلك.


قد تمثلت الرحمة والمحبة والعناية في تعامل الرسول مع الأطفال, وخير دليل على ذلك معاملته لأحفاده الحسن والحسين, حيث كان الرسول عليه الصلاة والسلام لا يغضب ولا يضجر ولا يمل منهم, فقد كانوا إذا ما سجد اعتلوا ظهره وحين يرفع رأسه يضعهما برفق على جانبه كي لا يتأذيا ويعاودان ذلك مراراً وتكراراً دون أن ينفر في وجههما أو يؤذي مشاعرهما.


فقد حرص النبي عليه الصلاة والسلام على بيان أهمية الرفق بالطفل, لأنه كائن ضعيف يختلف عن الكبار جسدياً وعقلياً وقد قضت العناية الإلهية بعدم محاسبته أو عقابه, كما أكد الرسول على أهمية إبراز العطف والحنان للطفل لما له من آثر إيجابي على نفسيته, وحرص على دعم الطفل وتوفير الفرصة له ليلعب ويلهو فذلك يؤثر على نموّه وتكوين شخصيته.


دائماً ما كان الرسول يوصي بأهمية معاملة الطفل لإبراز هويته, فإذا ما مرّ بمجموعة من الأطفال إلا وألقى التحية عليهم لأن في تجاهلهم أثر سلبي, كما كان يؤكد على أنهم بُناة الأمة والمجتمع الصالح لذا كان يحثّ على تعليمهم منذ الصغر أصول الدين والحياة ويحذرهم من الوقوع في الأخطاء.


إن تعامل الرسول مع الأطفال كان نهجاً صالحاً لبناء أمة صالحة, وإذا ما التزم المجتمع بهدي النبي ضمن جيلاً سليماً قائم على تنشئة صحيحة.


وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام (( من لا يَرحم لا يُرحم )).