عندما يجد طفلك نفسه بصحبة رفاقه من الجيران، أو في الحضانة، يكون تواصله الاجتماعي جيداً أحياناً، وغير جيد أحيانا أخرى. حتى لو سبق وتكلمت معه عن قوانين اللعب والمرافقة الجيدة تجدين أنه يضرب أحياناً، يقع إلى الوراء أو حتى يعض الآخرين.


هكذا يفكر طفلك
أنا أحب أن أقوم بأشياء خاصة مع أمي، أحد هذه الأشياء هو الذهاب إلى الحديقة العامة. أحب أن ألعب بالرمل. أحب أن ألعب وحدي هناك كي أشعر أن الألعاب والرمل هي لي وخاصتي.


أحياناً، يأتي ولد آخر، يدخل إلى منطقة الرمل التي ألعب ها، ويحاول أن يمتلك كل شيء هناك. أنا لا أحب هذا. وإذا جرب أن يمسك ألعابي أو يلعب بالرمل الذي ألعب به، فأنا أغتاظ كثيرا.


أحيانا، إذا أغاظني أحد ما، يجب أن أكون على حيز كبير من القوة كي أفهمه ألا يعيد الكرة. عندما يحدث هذا فأنا أستعمل أسناني، فيصرخ ويبكي ثم يهرب.


ما معنى هذا؟
في مرحلة تنمية الحس، "، يكشف طفلك بسرعة أنه يحب أن يحافظ عليه. بما أن حسه للذات يشمل جسده، شعوره وكل ما يخصه، فإن أي تدخل من أي كان في هذه المناطق يهدده. لا داعي للقول إن هذا هو تحد لوجوده الحقيقي.


فمن المعلوم أن لطفلك مهارات دفاعية قليلة. أقوى شيء لديه هو أسنانه. هو يكتشف بسرعة أن أسنانه تساعده على الرد السريع. هو أيضا يستطيع أن يدافع عن نفسه إذا دفع الآخر بعنف أو ضربه، مع أن مفعول هذه الأعمال يتوقف على بنيته الجسدية بالنسبة لبنية الآخر.


في هذا السن، لا يعتبر الطفل خبيثا أو مزعجا بما لهذه الكلمات من معنى. هذه صفات يعطيها الكبير للولد إذ يظنه حائزا على تقمص عاطفي والحال ليس كذلك. هكذا تقمص لا يظهر قبل سن الخامسة. وبالنسبة لطفلك الآن، إذا أوتي بأذى فهو يدافع عن نفسه.
العدوان ليس السبب الوحيد لاضطراب طفلك. إذا اضطرب عالمه لسبب ما كتغير في هندسة البيت مثلا، فإنه يضطرب. إذا أحس بالاضطراب على وجه أمه أو أبيه حتى لو لم يتلفظا بشيء فهو يقلق لقلقهما.


الأولاد عاطفيون كثيرا في هذا السن، فهم يتأثرون بشعوركم حتى لو لم تعبروا عن هذه المشاعر بوضوح. هكذا يصرفون عصبيتهم إلى الخارج.


ما يجب أن تفعليه؟
- أوقفي العدوان: تفهمي تصرف طفلك العدواني لكن لا تتغاضي عنه أو تسمحي له أن يتكرر. واجبك أن توقفي العدوان ضده. طفلك في أوج حبه لتقليدك.
فعندما تضربين تعلمينه الشيء ذاته. اهتمي بالطفل المتعدى عليه بسرعة ثم ارجعي إلى المعتدي وقولي: (لا تضرب، أعلمني إذا كان هناك أي مشكلة وأنا سأساعدك في الحفاظ على أغراضك).


- ابحثي عن سبب العدوان: قبل أن تقرري ما يجب عمله تجاه عدوان طفلك، استعلمي عن السبب كي تعالجيه بمصداقية. وقبل أن تتكلمي معه عن سلوكه، تأكدي من شعورك أنت. تذكري أن الولد يتأثر بشعورك ويتصرف حسبما يمليه عليه هذا.


- علمي طفلك مهارات الدفاع: عززي ثقته وقدرته على الدفاع عن نفسه وإذا لزم الأمر فليلجأ إليك كي تساعديه.


- علمي طفلك كيف يتفهم ويقلل من قلقه: قولي له: (عندما تتعب من كثرة الزوار، أخبرني كي نترك كل شيء).


- تابعي عواقب عدوان طفلك: العدوان يعالج بعدم العدوان. تابعي معالجة طفلك رغم الدموع والاحتجاج. يجب أن يتعلم أنك ستلاحقي عدوانه عملياً. إذا استمر في عدوانه، ربما تكون علامة لحدث خطير كصدمة قوية وعندها إلجئي إلى مرشد نفسي.


ما يجب ألا تفعليه:


- لا تستعملي العدوان كي تضبطي طفلك: إذا تعاملت مع طفلك بعدوان جسدي أو عقلي، فأنت تعلمينه العدوان حرفيا.
- لا تدعيه يراهن على هويته في سبيل إرضائك: لا تضعي طفلك وفي موضع يضحي فيه هويته كي يحصل على رضاك. أريه كيف يمكن أن يؤمن حاجاته ويرضيك. كوني واضحة حيال الموضوع. قولي له: (عندما تتكلم بلهجة عادية، أريد أن أساعدك، عندما تضرب لا أريد أن أساعدك ولن أساعدك).
- لا تسمحي لطفلك أن يستأسد على غيره: الولد قليل الانضباط والذي يستأسد على الآخرين يصبح منبوذاً عاجلاً أم آجلاً. واجبك أن تساعديه كي يتلاءم مع وجوده الاجتماعي، يمكن أن تقولي له: (إذا ضربت صديقك هو يغضب ويأبى أن يلعب معك)، ثم أوضحي له ما تريديه أن يفعل. (إذا كنت لا تحبه أن يلعب بهذه اللعبة، أعطه لعبة أخرى كي يلعب بها).
- لا تدعيه يشعر بالذنب: عندما تقصدين أن تغرسي بطفلك عقدة الذنب كي تضبطي تصرفه، فإن هذا سيؤذي شعوره تجاه نفسه. يمكن أن تنجحي في المدى القريب ولكن تقديره لنفسه سيجعله يدفع الثمن على المدى البعيد. تمهلي في تعليم طفلك كيف يمكنه أن يحصل على ما يريد ليحافظ على مستواه الذاتي.

*********************************