عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
كيف تتبلور مراحل نمو طفلك
كيف تتبلور مراحل نمو طفلك ؟
على الرغم من وجود بعض الفروقات والاختلافات البسيطة ربما يتعلق بنمو وتطور الأطفال، إلا أن هناك معايير عامة لنمو هؤلاء الصغار، فما هي مراحل نمو طفلك منذ ولادته إلى السنتين من عمره ؟
من الولادة إلى الشهر السادس
إن حياة طفلك اليومية الروتنية في الأسابيع الأولى من عمره هي عبارة عن نوم وغذاء عموماً، ولكن رغم صغر سنه، يبدأ طفلك في إدراك أنه شخص مهم، وذلك بسبب الاهتمام والحب الكبير الذي تمنحيه إياه، وكذلك استجابتك السريعة له عندما يبكي.
في الأسبوع السادس من العمر تبدأ شخصية صغيرك في التبلور حيث يحاول إيجاد طرق خاصة به للفت انتباهك عبر ابتسامته الرائعة، والأصوات الغريبة التي يصدرها، وبحسب الأبحاث المختلفة التي أجريت حول نمو الأطفال، سيبدأ صغيرك بإدراكه لذاته في نهاية الشهر الثالث من عمره، فعندما يبدأ مثلا اللعب بأصابع قدميه، فإن إحساسه بنفسه يعمل بطريقتين، عبر عملية تحريك الأصابع، والإحساس الذي يرافق هذه التجربة الجديدة الممتعة، وفي هذا الخصوص يقول الخبراء إن تعزيز الحس الجسدي الذاتي هو الخطوة الأولى في نمو طفلك وإدراكه لذاته، فسرعان ما سيدرك أن الأصابع تلك هي جزء من جسده.
من الأشهر 6- 12
في الشهر السادس من عمره، يصل صغيرك إلى مرحلة مهمة من النمو حيث يبدأ في فهم وإدراك أنه كائن منفصل بحد ذاته، إذ يصبح قادراً، على سبيل المثال، على معرفة اسمه حيث يتلفت إليك عندما تناديه، كما يبدأ احساسه بالاستقلالية في هذه المرحلة لأنه يدرك تدريجيا تأثيره على من هم حوله، أما بالنسبة لك فأنت الشخص الأهم في حياته لأنك تجعلينه يشعر بالسعادة والحب والاطمئنان، ولهذا يبدو مزعجاً جداً عندما تتركينه لأنه يعتقد بأنك لن تعودي، وهنا تفيد لعبة " الاستغماية " في جعله يفهم بأنك ستعودين.
من جانب آخر، فإن لردود أفعالك تجاه ما يفعله صغيرك تأثيراً كبيراً على نموه، فعندما يكتشف يديه مثلاً وكيف تتشابكان معاً، يساعد تشجيعك له على تعزيز ثقته بنفسه.
ويوماً بعد يوم، يبدأ طفلك في فهم البيئة المحيطة به، ويعرف تدريجياً الأشخاص الذين يراهم يومياً، ولهذا قد يشعر بالذعر والانزعاج عند رؤية الغرباء، ولذلك من المهم أن تحاولي تعزيز المهارات الاجتماعية لديه لكي يكون الأمر أكثر سهولة إذا ما كنت تعملين، وكنت مضطرة إلى وضعه يوماً ما في الحضانة.
من الأشهر 12 – 18
مع احتفالك بإكماله العام الأول من عمره، ستكونين قادرة بالطبع على التمييز بين ما يحبه وما لا يحبه صغيرك، وستتبلور شخصيته بصورة أوضح، وتزداد استقلاليته واعتماده على نفسه، كما ستتطور حركته حيث يبدو متحمساً جداً لاكتشاف ما يحيط به، وفي الشهر الخامس عشر من عمره، يستطيع أت يتعرف على نفسه في المرآة، ويصبح قادراً على التعبير عما يريده وما لا يريده، ويبدو طفلك كذلك متلهفاً للقيام ببعض الأمور بنفسه، وهنا عليك تعليمه كيف يمسك بملعقته، ويطعم نفسه بنفسه، أما محاولة وضعه أحيانا في عربته أو كرسيه فقد يكون معركة حقيقية لأنه يريد أن يستعرض مهاراته الجديدة بعد أن يكون قد بدأ – على الأرجح – في المشي.
في هذه المرحلة يبدأ صغيرك أيضا بلفظ بعض الكلمات، لكنه قد لا يستخدمها كلها دفعة واحدة، ومع تعلمه الكلام، تصبح تصرفاته منظمة أكثر، كما أنه يتعلم باستمرار من خلال تقليده لك في أعمالك في المنزل مثلاً، وهنا عليك تشجيعه حتى يكون طفلاً متعاوناً.
من الشهر 18 وما فوق
عندما يقترب ذكرى ميلاد طفلك الثاني، فإنه سيتعرف بشكل فعلي على نفسه، ويدرك أن الصغير الذي يراه في المرآة إنما هو نفسه، من جانب آخر، ورغم أن مشاعر التعاطف تبدأ في التطور لديه إلا أنه لا يفهم بصورة كاملة كيف تؤثر تصرفاته على الآخرين، فعندما لا يستطيع أن يشعر بالألم مثلاً إذا ما ضربك بالكرة، فقد يعتقد أنك كذلك لا تشعرين بالألم، وقد يصاب بخيبة الأمل والإحباط إن أراد أن يفعل شيئاً ما ولم يستطع، لكن كل هذا سيتطور تدريجياً مع تزايد استقلاليته واعتماده أكثر فأكثر على نفسه.
بعد السنة الثانية من عمره، قد يصبح طفلك قادراً على الذهاب إلى المرحاض، وغسل يديه بنفسه، وكذلك التواصل بشكل أفضل مع الآخرين، ولذلك فإن التشجيع مهم جداً لأنه يساعده على تطوير مهاراته الذاتية والاجتماعية.
إن فهم طفلك لنفسه يستمر في التغير والتطور حيث يصبح قادراً على التعرف على الفروقات بينه وبين الآخرين، لكنه يبقى في حاجة إلى حبك ودعمك حتى تتطور ثقته بنفسه بصورة سليمة حيث يستطيع الاعتماد جيداً فيما بعد على إمكانياته وقدراته.
المفضلات