يعتبر ارتفاع درجة حرارة الجسم ردة فعل طبيعية عند محاربة المرض، ودلالة على أن جسم الطفل في حالة مقاومة للعدوى من الجراثيم (بكتيرية أو فيروسية). فيما تعرف الحمى بوصول درجة حرارة الجسم إلى 38 درجة وأكثر، وعادة ما يكون سببها عدوى فيروسية وأحيانا بكتيرية، وعليه لا تتطلب دائما العلاج بالمضادات الحيوية، بل الانتظار فقط.
من الطبيعي ان تصبح اطراف الاطفال الصغار باردة عندما يعانون من ارتفاع كبير في درجة حرارة الجسم، وقد يشعرون بالرعشة والبرودة. فجسم الطفل يكون في حالة دفاع قوية ضد المرض ويشعر بالتعب، وكل ما يحتاجه هو التبريد من خلال نزع الملابس ووضع الكمادات الباردة والتهوية وليس التغطية وتحفيز التعرق. فردة فعل الأهل الخاطئة، هي الاعتقاد أن الطفل يعاني من نوع داخلي من الحرارة، كما يسمونه "الحرارة الداخلية"، فيبدأون بتغطيته بشكل كبير لتحفيز التعرق، وهو اعتقاد خاطئ يشكل خطورة على صحته. فقد يسبب ارتفاع درجة حرارته إلى درجات عالية خطرا على صحته، وخاصة على دماغه.
متى تصبح المراجعة ضرورية؟
عند ملاحظة ارتفاع درجة حرارة جسم الطفل تصبح المراجعة الطبية ضرورية، وبشكل سريع، في الحالات التالية:
إذا ارتفعت حرارة طفل لم يتجاوز عمره 4 اشهر، ينصح بأخذه إلى الطبيب فورا. وغالبا ما سيحتاج لدخول المستشفى للبقاء تحت الملاحظة والمتابعة الطبية لان جهازه المناعي ليس ناضجا او قويا للدفاع ضد العدوى.
لو أصبح الطفل المصاب خاملا يتجنب اللعب وقليل الحركة ويشعر بالإعياء والتعب، فذلك دليل على تأثير الحرارة (حتى لو كانت بسيطة) على جسمه. وهنا ينصح الأهل بإعطائه مخفض حرارة والسوائل والكمادات الباردة مع مراقبة أعراضه، والذهاب به للطبيب ان ظهرت عليه أعراض أخرى مثل اعراض نزلة البرد او التهاب الاذن.
إذا تعدت درجة حرارته 38 سيليزية، تعد الحالة خطرة وتستوجب الذهاب للطبيب.

لكن إن كان الطفل يلعب بنشاط ويأكل بشكل طبيعي رغما عن ارتفاع حرارته، فذلك دليل على ان جسمه يقاوم المرض ولا حاجة للقلق، وكل ما يحتاجه هو تناول مخفض الحرارة.
طريقة قياس الحرارة السليمة
يوصى بعدم اخذ الحرارة من خلال لمس الجبين باليد، فهي طريقة شخصية تعتمد على حرارة يد الأم. اما الطريقة الصحيحة فهي باستخدام الأدوات، كميزان حرارة الأذن أو تحت اللسان أو الإبط. وبالنسبة للإبط يجب زيادة رقم مؤشر الحرارة 0.5 درجة دائما للحصول على القياس الصحيح.
العلاج
يعالج ارتفاع درجة الحرارة عموما بتناول العقار المخفض للحرارة، سواء من خلال الشراب أو التحاميل أو النقاط. وتعتمد جرعة مخفض الحرارة الكافية على درجة حرارة الطفل وعمره ووزنه.
ومن المفيد ان يشطف جسم الطفل، ولو نصف جسمه السفلي، بماء يكون ذا درجة حرارة مريحة وليست باردة جدا ولا يجب ابدا استخدام الثلج. بل يجب ان تكون حرارة الماء بحوالي درجتين سليزية أقل من درجة حرارة الطفل. على سبيل المثال، لو كانت حرارته 28، فإن حرارة الماء المناسبة لتبريد جسمه بالاستحمام تكون 26 سيليزية.
كما يساهم وضع كمادات ماء باردة في تخفيض آلام وحرارة الطفل. ويجب ان تكون درجة حرارة الغرفة غير مرتفعة وان تتوفر تهوية للطفل.
ومن المهم أيضا، عدم هلع الوالدين حتى لو تعدت درجة الحرارة 38 سيليزية، بل ان يقومون بالخطوات الاولية وهي شطف الطفل بالماء وإعطاءه مخفض حرارة ثم أخذه للطبيب.

م"ن