عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 33
زیارة الطفل الأولی لعیادة الأسنان
ما بین 3 و 4 سنوات، هو العمر الأمثل لکي تصطحبي طفلك إلی طبیب الأسنان ونظراؤهم أطباء الأطفال،
الذین ینصحون بإجراء تلك الخطوة حتی و إن لم یکن في أسنان الطفل، ظاهریاً، ما یدعو إلی القلق
. فمن حسنات تلك الزیارة الأولی، تعویده علی «جو» عیادة طب الأسنان، وما فیها من أجهزة وآلات تجعل
التوجس یدبٌ في النفوس، حتی لدی الکبار، و ذلك أفضل من الذهاب إلی العیادة في حالة استعجال،
عندما تکون ثمة ضرورة فعلیة مُلحّة، مثلاً إثر تسوس یستلزم علاجاً سریعاً. في تلك الحال، یکون الطفل
غیر مستعد لتحمل طبیب الأسنان، ما قد یؤدي إلی رهبته منه طوال حیاته.
و بخلاف ما یعتقد کثیرون، فإن الأسنان اللبنیة غیر معصومة من التسوس، هي ایضاً، لا سیما
بسبب ما یسمی «داء الرّضاعة»، أو «داء البیبرون» الذي یصیب نسبة من الصغار. هذا یعني أن
احتمال اصطحاب طفل في سن مبکرة (أقل من 5 سنوات) إلی طبیب أسنان یظل وارداً لعلاج ضروري،
ولیس فقط لتعوید الطفل علی خصوصیة طب الأسنان، وما قد یثیره من «هلع». إلی ذلك، تعین
تلك الاستشارة الطبیة الأولی (في عمر 3 إلی 4 سنوات) علی تشخیص أي حالة تسوس تشخیصاً مبکراً،
ما یسهم في القضاء علیه قبل استفحاله.
معلومات ثم فحص
یجمع الأخصائیون علی أن طمأنة الطفل هي الأساس لتهیئته لزیارة طبیب الأسنان. فابدئي إذن بتبدید قلقه،
واشرحی له ما سیراه، من دون تهویل، لکن أیضاً من دون إعطاء تفاصیل کثیرة، قد تثیر رعبه، قولي له:
«هناک سید یرتدي صدریة بیضاء، سیری أسنانك لکي یتأکد من أنها جیدة، وأنك عندما ستکبر ستأکل کالرجال»
(إذا کان ولداً)، أو «ستکونین عروساً حلوة» (إذا کانت بنتاً). أضیفي: «لا تخف (أو لا تخافي)
عندما یسلط ضوءاً قویاً. فهذا طبیعي لکي یری أسنانك جیداً». و تفادي التعبیر عن خوفك من طبیب الأسنان
(إن کان عندك ذلك الخوف) أمام طفلك، کأن تقولي لأحد ما: «أنا أتوجس من طبیب الأسنان أکثر من طفلي».
وانبذي الابتزاز والتهدید والوعید، علی غرار «إن لم تکن عاقلاً، سیحقنك الطبیب إبرة».
إذا تکون أسهمت في طمأنة الطفل، وإشعاره بأن الأمر لیس في ذلك التعقید، ولیس ثمة ألم،
ما یشکل عاملاً مهماً في الاستعداد للزیارات التالیة.
طبیب الأسرة هو الافضل
أول ما یتطرق إلیه الطبیب هو عادات الطفل الغذائیة. و قد یغتنم الفرصة لکي یحذره من الأکل بین الوجبات،
وتناول الحلوی والسکاکر، حاولي، أنت أیضاً، عقب الزیارة، إفهام طفلك أن من مصلحته التخفیف من الحلوی إن
أراد عدم تکرار الزیارة والقدوم مجدداً مراراً. فتوعیة الطفل تشکل إحدی الفوائد المعنویة لتلك الاستشارة.
إذ عندما یری طبیباً بصدریة بیضاء، ممرضة، وآلات معقدة، یدرك أهمیة صحة الأسنان أکثر من ألف خطاب تربوي،
و یبدأ، في لاوعیه، بربط سلامة أسنانه بذلك «الجو» الطبي، الذي یظل لا یحبّذه علی
الرغم من کل الاحتیاطات المتخذة لجعله یتقبّله.
کما یسأل الطبیب عن العادات الصحیة الأخری، ویشدد علی ضرورة البدء بتفریش الأسنان 3 مرات في الیوم،
عقب کل وجبة، أو علی الأقل في المساء کحد أدنی. إذ یفضي وجود سکر متبقٍّ في تجویف الفم، لیلاً إلی مضاعفة
خطر التسوس أضعافاً. ویستحسن استخدام فرشاة ناعمة، صغیرة الحجم، ملائمة لأسنان الصغیر، ومعجون
أسنان خاص للصغار. ولا یندر أن یلقن الطبیب الطفل تقنیة سهلة لتنظیف أسنانه، تنصب عادة،
حتی سن 6 سنوات، علی التفریش بشکل أفقي، ذهاباً و رجوعاً.
حذار من الـ«فلیور»
هل من الأفضل زیارة طبیب الأسنان متخصص في الأطفال، أم طبیب الأسنان عام؟ یجب القول إن صفة
«طبیب أسنان متخصص في الأطفال» غیر موجودة مهنیاً، إنما ثمة أطباء أسنان معتادون علی
الأطفال أکثر من غیرهم. و عموماً، فإنهم ندرة، ولا یمارسون مهنتهم سوی في المدن الکبری.
لذا، لیس ضروریاً الإصرار علی إیجاد طبیب أسنان متخصص في الأطفال. فلطبیب الوالدین القدرة
علی متابعة أفراد الأسرة جمیعاً. المهم أن تشعر الأسرة بالراحة معه، و تقتنع بکفاءته.
وفي الأحوال کلها، تنفع تلك الزیارة الأولی في طمأنة الطفل و تعویده علی عیادة الأسنان،
مع أمل ألا یضطر إلی تکرار الزیارة کثیراً.
إضافة الـ«فلیور» إلی حلیب الطفل أو طعامه، أو إعطاؤه حبات «فلیور»، بهدف تقویة أسنانه، فکرة خاطئة سادت عقوداً.
وثمة أطفال أکثر عرضة للتسوس من غیرهم، لأسباب مختلفة، وراثیة أو فیزیولوجیة أو تخص الهرمونات و القدرة
علی امتصاص المعادن و تمثلها، بما فیها الفیلور، الذي یلعب دوراً حاسماً في «مَعدَنة» الأسنان، وحمایتها
من التسوس، و طبعاً، الأهم من ذلک کله: العادات الغذائیة. هکذا، في إمکان الطبیب، بحسب حالة طفلک،
أن ینصح بال«فلیور»، أم علی العکس یمنعه. فـ«الفلیور» دواء و ینبغي التعامل معه علی ذلك الأساس،
بالتالي اتخاذ الاحتیاطات الاعتیادیة اللازمة لتناول الأدویة.
داء الرّضاعة
مثلما ذکرنا، فإن أسنان الصغار اللبنیة لیست في مأمن من التسوس، الذي یشکل «داء الرّضاعة» (أو الـ«بیبرون»)
أهم مسبباته، بدءاً من سن 3 سنوات، وفي أحیان نادرة حتی مع رُضّع. ویصیب بشکل خاص الأسنان الأمامیة، بین النابین،
في کلا الکفین العلوي والسفلي. في المراحل الأولی، لا یمکن کشفه سوی من جانب طبیب أسنان. أما لاحقاً، فیمکن
للوالدین أیضاً تشخیصه بسهولة من خلال إشارة واضحة: ظهور بقع بنیة اللون علی الأسنان الأمامیة، التي تصبح
أیضاً هشة و ضعیفة. و السبب الأساسي لـ«داء الرّضاعة».. هو طبعاً الرّضاعة، التي یؤدي تلامس الأسنان الأمامیة
معها إلی التسوس. إذ لا ینبغي إغفال أن الحلیب یضم سکراً، وأن المشروبات الأخری، کالعصائر المعطاة للطفل
عبر الرّضاعة، تضم نسبة عالیة من السکر، فضلاً عن الأحماض. والتقاء السکر مع الأحماض له أسوأ مفعول علی الأسنان.
وما یحصل، مع الأسف، من أجل تهدئة الطفل، لا یندر أن تلجأ أمهات إلی ملء الرّضاعة بالحلیب،
أو بالعصیر ما، و إعطائها إلی الصغیر قبیل نومه، فتظل بین شفتیه ساعات. و هنا یکمن الخطر.
إذ تمنع الرّضاعة اللعاب من لعب دوره في «معدنة» الأسنان، لوقایتها من التسوس.
هکذا، تتعرض الأسنان لهجوم السکریات، مضافاً إلیها الحموضة (في حال شرب عصیر).
وما یُفاقم الأمر: إفراز اللعاب، أصلاً، ینخفض طبیعیاً لیلاً و أثناء النوم. هکذا، مع وجود
رضاعة في فم الطفل و هو نائم، تتضاعف احتمالات تسوس أسنانه 10 مرات، لذا، ینبغي إدراك
أن الرّضاعة لیست «لهّایة»، أو «مصّاصة»، نعني تلك القطعة المطاطیة التي یضعها الطفل في
فمه من دون تناول حلیب أو عصیر. و یجب الامتناع عن إعطاء الطفل رضاعة لحضه علی النوم،
ثم ترکها بین شفتیه ساعات، بل یجب رفعها من فمه حالما ینهي وجبته.
__________________
life is either bold adventure or nothing at all
المفضلات