[SIZE=أكاديمي]أهمية استضافة أولادنا لأصدقائهم .. ؟؟





[/SIZE]
[SIZE=أكاديمي]للوقوف على حقيقة أصدقاء أولادنا ينبغي لنا أن نراهم عن قرب ونتيح لأولادنا فرص معايشة أولادنا تحت أعيننا وأبصارنا، ومن وسائل ذلك:
1- السماح لأولادنا باستضافة أصدقائهم في بيوتنا، وتشجيعهم على ذلك، والترحيب بأصدقاء أولادنا.
2- دعوة أصدقاء أولادنا للخروج معنا في نزهاتنا ورحلاتنا وإكرامهم والترحيب بهم، والتحاور معهم لمعرفة طبائعهم وقناعاتهم وأخلاقياتهم.
3- دعوة آباء أصدقاء أولادنا وأُمّهاتهم في بيوتنا ورحلاتنا لمعرفة الأسر التي انحدر منها أصدقاء أولادنا، لمساعدة أولادنا على اتخاذ القرار الخاص بصداقتهم وإرشادهم، وحبذا أن نسعى للتغيير الإيجابي في أهل هؤلاء الأصدقاء.
4- الاستعانة ببعض أصدقاء أولادنا – وخاصة الإيجابيين منهم والمتميزين خلقياً وفكرياً – لإصلاح بعض السلوكيات السلبية لأولادنا.
5- إيجاد روابط بيننا وبين أصدقاء أولادنا؛ بحيث نكون موضع ثقتهم، ويكونون أيضاً موضع ثقتنا، بغية التعاون في ترقية أولادنا وأصدقائهم.
أذكر ذات يوم أني اختلفت مع ابني في موقف، فقلت له: مادمنا لم نتفق، ولم يقتنع أحدنا برأي الآخر فلنحتكم إلى من يحسم الأمر ويحكم بيننا، وطلبت منه أن يختار من يرضى بحكمه، فرفض تماماً أن يحكم أشخاص آخرون بيني وبينه، ولكني رأيت أن في التحكيم فوائد كثيرة، فلما رفض أن يسمي أحداً قلت له: اختر من بين هؤلاء، وذكرت له أسماء بعض الأشخاص الذين يحبهم ويثق بهم، على أن يختار هو منهم من يشاء، فرفض أيضاً. فقلت له: إذن سأحكّم أصدقاءك، وسميت له ثلاثة من أعز أصدقائه، فوافق، وجاؤوا وحكموا بخطئه، واستجاب لهم، ولم أفلح في إقناعه وعدوله عن رأيه وممارسته إلا بعد أن تدخل أصدقاؤه، وكانوا هم أفضل مَن يقنعه.

- فراغ يجب أن يُملأ:
إنّ ثمة حاجة ملحة لأولادنا في الأصدقاء، وخاصة في سن المراهقة، وكثير من الآباء لا يستطيع أن يضبط الصداقة لدى أبنائهم، وفي المقابل كثير من الآباء يستطيع أن يصادق أولاده، فيسد بذلك فراغاً عاطفياً كبيراً، كان من الممكن أن يملأ خطاً بصديقات السوء.
صحيح الإنسان بطبعه اجتماعي، ويحتاج إلى أصدقاء، وصداقتنا لأولادنا لا تكفيهم، ذلك أنهم يحتاجون إلى مصادقة مَن هم في سنهم، ولكننا عندما نصادق أولادنا نشبع جزءاً كبيراً من هذه الرغبة لديهم، ونسد فراغاً عاطفياً ينبغي أن يُملأ، كما أننا عندما نصادق أولادنا يقتربون منا، ويثقون بنا، ويستجيبون لنصحنا، بل يبادرون بطلب النصح منا، ويأمنوننا ويأتمنوننا على أسرارهم، وتقوم علاقتنا بهم على أساس من الشفافية والصدق والمصارحة، وفي ذلك خير كثير.

- الطريق إلى كسب أولادنا:
ثمة عدة وسائل ينبغي أن نأخذ بها لنصل من خلالها إلى قلوب أولادنا وعقولهم، ومن أهم هذه الوسائل:
1- الالتقاء دائماً وباستمرار على العبادة:
فالتقاؤنا دائماً مع أولادنا على عبادة الله وطاعته يحقق لنا ولهم: صفاء القلب، ونقاء الصدر، وشفافية الروح، وتحل الملائكة في البيت، وتخرج الشياطين من البيت كله.
فنحن إذا أرضينا الله رضي عنا، وأرضى الناس عنا: لأنّ القلوب بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، ولأنّ الله وحده هو مؤلف القلوب، قال تعالى مخاطباً نبيه (ص): (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ) (الأنفال/ 63).
فما أحوجنا إلى أن نقوم مع أولادنا الليل، وندعو الله عزّ وجلّ أن يبارك لنا فيهم، فقد علمنا القرآن الكريم أنّ الإصلاح الأسري يأتي ثمرة الدعاء والمسارعة إلى فعل الخيرات، قال تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) (الأنبياء/ 90).
فما أحوجنا للدعاء معاً نحن وأولادنا والمسارعة في الخيرات، وقيام الليل، وتلاوة الورد القرآني معهم، وقراءة الأذكار معهم، والصوم والإفطار معاً.
2- البسمة الرقيقة:
فالبسمة الرقيقة في وجه أولادك تولد الحب، وتنميه بينك وبينهم، وتدخل عليهم السرور، وتستل منك ومنهم الأحزان، وتكفر عنك وعنهم السيِّئات، وتجعل قلوبهم متعلقة بك.
3- الكلمة الطيبة:
فالكلمة الطيبة صدقة، وهي تشعر أولادك بالراحة والسعادة، وتشوقهم دائماً لرؤياك والائتناس بلقياك، ومن ثمّ تكون لديهم مسموع الكلمة مطاع الأمر، ومن ثم تسهل عليك تربيتهم.
كما أنّ الكلمة الطيبة تستل أحزانهم، وتشعرهم برقي أبيهم، فيقتدرون بك، وتجني أنت ثمرة ذلك.
فاحرص مع أولادك على الكلمة الطيبة في أول النهار، وفي وسطه وآخره، وفي كل لحظة، ومع كل لقاء، ومع كل طعام تجتمعون عليه، فهي غذاء القلب والروح والجسد.
قال تعالى: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا) (الإسراء/ 53).
ومن الوسائل العملية بخصوص الكلمة الطيبة أن تحدد مع أولادك أسبوع الكلمة الطيبة كنوع من التدريب عليها لممارستها وتثبيتها.
4- العناق والاحتضان:
فالعناق تقارب ومودة وحب وتعميق للحب القلبي، فلذلك تأثير عظيم في نفوس الأولاد.
5- القُبلة:
فالقُبلة تُشعر أولادك بالأمان والحنان، والدفء العاطفي الأبوي، وتشعرهم بالفرح والسرور، وثمة قُبلة الرضا، وقبلة الحب الأبوي، وقبلة التقدير.
6- حسن الاستماع:
فأولادنا كثيراً ما يحتاجون إلى من يستمع إليهم، ففي استماعنا إليهم إشعار لهم باهتمامنا بهم، وذلك أمر مهم في أشد الحاجة إليه، وقد كان من هدي النبي (ص) أن يصغي لكل من يتحدث إليه.[/SIZE]