عيب خلقي في الدماغ وراء موت الأطفال المفاجئ توصل باحثون في دراسة حديثة إلى أن الأطفال الرضع الذين يموتون أثناء النوم دون سبب واضح، غالبا ما يكون لديهم عيوب في مناطق الدماغ المسؤولة عن تنظيم التنفس وضربات القلب والاستيقاظ. وتقدم نتائج البحث المنشور في مجلة (أمريكان ميديكال إسوسيشن) الطبية أقوى دليل حتى الآن على وجود عيب خلقي جسدي، ربما يكون جينيا في الأساس، قد يساعد في شرح ما كان حتى وقت قريب موضع تكهنات العلماء وقلق الآباء والأمهات الحديثين، وخلصت إلى أن السبب متلازمة موت الأطفال الرضع المفاجئ. وتؤكد الدراسة الحديثة أن السبب الأهم في حدوث هذه المتلازمة يكمن في وجود عيب في طريقة تعامل الوحدات العصبية (النيوترونات) مع مادة السيروتونين الكيميائية الموجودة في الدماغ والمرتبطة مع المزاج والاستيقاظ لدى الإنسان. وقام فريق البحث، الذي قاده أطباء من مستشفى بوسطن للأطفال في الولايات المتحدة، بمقارنة أنسجة دماغية لـ 31 طفلا رضيعا كانوا قد ماتوا بسبب متلازمة موت الأطفال المفاجئ بين عامي 1997 ـ 2005، مع نماذج أنسجة دماغية لـ 10 أطفال آخرين ماتوا لأسباب أخرى. وركز الباحثون اهتمامهم على المنطقة الدماغية المسؤولة عن تنظيم التنفس ودورة النوم والاستيقاظ وبعض الوظائف الهامة الأخرى لدى الإنسان. ووجد الباحثون أن الخلايا الدماغية لدى الأطفال الذين قضوا بسبب متلازمة موت الأطفال المفاجئ كانت أقل حساسية بشكل ملحوظ من الخلايا الدماغية المماثلة عند الأطفال الآخرين. وتدعم المنطقة الدماغية قيد الدرس الجهاز العصبي الاستقلالي الذي يوقظ الأشخاص النائمين في حال كانوا يتنفسون كميات قليلة من الأوكسجين، وتساعد مادة السيروتونين هذا النظام على المحافظة على استجابته بشكل فعال. وكانت العيوب بارزة بشكل أكبر في أدمغة الذكور، ويقول الأطباء إن هذا قد يفسر كون الأطفال الذكور أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة الموت المفاجئ من الإناث. ويقول الأطباء إن نتائج هذا البحث يمكن أن تساعدهم على تطوير اختبار تشخيصي ينبئ بوجود مخاطر لإصابة بعض الأطفال بهذه المتلازمة في وقت مبكر، وربما تساعدهم أيضا على اختراع علاج وقائي أيضا. وكانت دراسات سابقة قد أشارت إلى إمكانية وجود مثل هذه العيوب الدماغية، لكن البحث الجديد نجح في تحديد مكان هذه العيوب بدقة، وقال الأطباء إن حدوث هذا العيب الدماغي ربما كان يعود إلى مرحلة تطور الدماغ لدى الجنين قبل الولادة. ولا تقتصر نتائج هذه الدراسة على إعطاء أمل للأهالي بقرب إيجاد علاج مناسب لهذه المتلازمة فحسب، بل إنها تساعد أيضا على إراحة نفوس أولئك الذين يلومون أنفسهم ويعتقدون أن إهمالهم لأطفالهم ربما كان سبب وفاتهم. فوجود سبب عضوي واضح ومؤكد لحدوث هذه المتلازمة يريح كاهل الأهالي من عبء الإحساس بالذنب.