أين يذاكر ابنك؟ سؤال ربما يبدو بسيط، لكنه يحمل بعض التساؤلات المهمة عن كيفية اختيار المكان الأنسب للمذاكرة، والذي يؤثر بلا شك علي شخصية وأداء ومستوي ابنك، لربما كان المكان الأنسب بالنسبة لكِ هو مائدة السفرة أو مائدة تطوي وتفرد، وقد يكون المكان المناسب هو زاوية صغيرة في مطبخك أو جزء من مكتب زوجك المخصص لمتابعة العمل من المنزل، أينما كان المكان الذي تختاريه.. فإذا استوفي النصائح التالية.. فثقي أنه المكان المناسب!
القواعد الأولية:
لا يكون الوقت متأخر أبداً لاتباع الطرق الصحيحة في التربية وفي الحياة عامة، لكن الأفضل دائماً أن نبدأ مع أبنائنا مبكراً في تعويدهم علي روتين ونظام وقواعد محددة، فكلما كان الطفل أصغر كلما كانت الاستجابة أسرع والتعود أسهل، لذا حددي وقت للتحدث مع أبنائك، واتفقوا معاً علي نظام محدد للمذاكرة، ووقتها والمكان المحدد لكل طفل، ومتي يمكنك أن تساعدي ومتي ينبغي عليهم الاعتماد علي أنفسهم، وأوقات الراحة المسموح بها.
كوني قدوة.. فلا تطالبي أبنائك بالنظام والترتيب واتباع القواعد وهم يرونك تخالفينها مراراً وتكراراً.
عودي أبنائك علي الاستقلالية وتحمل المسئولية، وحاولي قدر المستطاع أن يكون دورك في الأمور البسيطة التي يقومون بها هو الإشراف والمتابعة والتنظيم فقط.. وبدون أن تتدخلي، ذكريهم من وقت لآخر بالقيام بمسئولياتهم، ولا تستمعي لمن يقول لكي «حرام هم صغار»، لأنهم قد يتعبون قليلاً وهم صغار، لكنهم سيجنون الكثير حينما يكبرون ويواجهون الحياة وصعوباتها.
احرصي دوماً علي تأمين كتب المدرسة والأدوات المدرسية بعيداً تماماً عن أيدي الأطفال.
إذا كان لديكِ أكثر من طفل في المدرسة، فخصصي لكل منهم مكاناً منفصلا، أما إذا كانوا يحسنون التصرف ويمكنهم الجلوس معاً بدون تشتيت بعضهم البعض، فيمكنك السماح بذلك، لكن تابعيهم من بعيد، أو يمكنك تخصيص أوقات مختلفة للمذاكرة لتفادي الاحتكاكات والمشاكسات.
اجعلي المكان الذي يذاكر فيه طفلك مكاناً مميزاً يدفعه للإبداع والتفكير، يمكنك تزيين مكان المذاكرة ببعض اللوح الفنية، أو تعليق بعض اللوح التي رسمها الطفل بنفسه، أو إحدي ألعابه المفضلة، ويمكنك كذلك استعمال مفرش مبهج أو وضع بعض الورود والزيوت المعطرة بالمكان.. لخلق جو هادئ مميز، اختاري دوماً أدوات مدرسية ملونة ومبهجة، وعلقي علي الحائط لوح مغناطيسي لتعليق الملحوظات وتاريخ مقابلة معلمات الفصل وأوقات التدريب في النادي.
اكتبي اسم طفلك علي مكتبه، فهذا سيشعره أنه يملك المكان، وأنه شخص مميز ومهم.
المكان:
لا تصدقي كلام ابنك حينما يحاول إقناعك أنه لن يتمكن من المذاكرة في هدوء وينبغي عليه أن يذاكر بجوار التلفاز أو الهاتف! فمعظم الأشخاص لا يمكنهم التركيز والاستيعاب إلا في جو هادئ.
اختاري مكان بعيد عن التلفاز والهاتف والموبايل والكومبيوتر، وعن باقي الأشياء التي قد تشتت الانتباه.
اختيار المقعد المناسب:
احرصي علي اختيار المقعد المناسب لطفلك وعمره وطوله، فينبغي أن يكون ظهر الطفل دائما مستقيماً وقدماه تصلان للأرض، حتي لا يكون هناك ضغط أو تحميل علي عموده الفقري، أو فقرات الرقبة أثناء الجلوس الخاطئ، والذي يسبب الآلام لطفلك مع الوقت والجلوس لساعات طويلة.
امنعي تماماً المذاكرة في السرير أو علي الكنبة، لأن الأمر سينتهي معه للنوم وليس للمذاكرة.
الإضاءة المناسبة:
من المفيد أن تختاري مكان المذاكرة بجانب النافذة، مما يتيح لطفلك إضاءة طبيعية كافية خلال ساعات النهار، أما في الليل فيمكنك الاختيار ما بين الإضاءة «النيون»، التي يمكن تعليقها علي الحائط فوق المكتب أو الأباجورات الصغيرة المخصصة للمكاتب، والتي تنحني بالاتجاة المطلوب حسب احتياج طفلك، إذا كان المكتب أو المائدة شديدة الازدحام.. يمكنك الاعتماد علي الأباجورات الأرضية الطويلة التي توضع علي الأرض، ويمكن تعديل اتجاهها أيضاً.
إذا كان ابنك يستخدم الكومبيوتر في المذاكرة، فضعي الكومبيوتر بزاوية 90 درجة علي الشباك، حتي لا ينعكس الضوء الخارجي علي الشاشة ويؤذي عين الطفل، احرصي دوماً علي تأمين الإضاءة المناسبة، وابتعدي تماماً عن الإضاءات الخافتة التي توحي للطفل بالنعاس والرغبة في النوم!
حقيبة المدرسة والكتب والأدوات المكتبية:
اتفقي مع أبنائك علي روتين المدرسة، والذي يشمل مكاناً محدداً ثابتاً لوضع أو تعليق حقيبة المدرسة، كي لا يكون مصيرها هو أن تلقي أمام مدخل الشقة كل يوم!
خصصي لكل ابن من أبنائك مكان خاص لأدواته، وإن لم يتوفر لكي المكان الكافي.. فقسمي كتب وأدوات كل منهم في علب مكتوب عليها اسم كل طفل والمادة الخاصة بكل صندوق، قسمي أوراق المراجعة والمذاكرة والامتحانات والشهادات في ملفات شفافة، واكتبي عليها اسم الطفل ونوع الملفات المحفوظة بداخله.
يمكنك أيضا الاستعانة بالـ«magazine holders»، وهي أوعية بلاستيكية مخصصة لوضع المجلات وتباع في المكتبات الكبيرة، أو الجرادل القديمة.. عن طريق تغليفها بالقماش وعمل جيوب مختلفة للأغراض المختلفة، أو الصناديق الملونة أو الجيوب التي تعلق خلف أبواب الغرف، وتنقسم لجيوب صغيرة يمكن استغلالها لتقسم الأشياء وكتابة اسم كل طفل في المكان المخصص له، كذلك إذا لم يكن المكتب المخصص للمذاكرة واسعا بما يكفي.. فيمكن تعليق بعض الرفوف الخشبية أعلي المكتب وتنظيم أغراض الطفل عليها.
تساعدك تلك الأغراض المتنقلة في إيجاد الأشياء بسرعة وتعويد الأطفال علي استعمال الأغراض ثم إعادتها إلي أماكنها مرة أخري، كما تسهل عليكِ حملها من مكان لمكان إذا لم يكن لطفلك مكان ثابت للمذاكرة.
أخيراً.. كوني مرنة.. فالتقيد بالروتين والقوانين معظم الوقت شيء هام ومفيد لكي ولهم، لكن من الواقعي أن تتقبلي حدوث بعض الأخطاء بعض الوقت، لذا فلا مانع أبداً أن تسمحي لابنك بأن يذاكر وهو مستلقي علي وسادة علي الأرض أحياناً إذا ما شعر ببعض الممل والتعب، فأحيانا كسر بعض القيود - في حدود المقبول - يساعدنا بالفعل علي الالتزام بها باقي الوقت، ولا تنسي أن تشاركينا بالمكان الذي ترينه مناسبا للمذاكرة في بيتك ولماذا؟