عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 23
كيف تقولين الأشياء المهمة لصغيرك؟
هل لاحظت يومًا كيف يستمع إليك طفلك بإنصات وفي أحيانٍ أخرى لا يفعل؟ ما هو الفارق؟ هل تستمع طفلتك إليك أكثر عندما تصرخين عاليًا أم عندما تتكلمين بهدوء؟ كيف يمكن أن يبدو عليك الجد وأنت تتكلمين مع طفلك حول شيء بالغ الأهمية؟ كيفي يمكنك تجنب رد فعل طفلك على ضحكك وأنت تخبرينه ألا يقفز فوق الأريكة؟
إن اكتشاف كيفية الحديث مع طفلك بالطريقة المناسبة سيجعل من العالم حولك مختلفًا. لحسن الحظ، هناك بعض الأدوات الإيجابية التي يمكنكِ استخدامها عند الحديث مع طفلك والتي يمكنها أن تساعدك في التقليل من الصراع والتوتر.
إليك بعض النصائح التي يمكنها أن تساعدك على التواصل بشكل إيجابي مع طفلك، وبالتالي فإنها تساعدك على التقليل من حجم التوترات وتهيئة بيئة منزلية مريحة.
- انزلي لمستوى نظر الصغير "التواصل البصري".
تُعد أهمية لغة الجسد عند الحديث مع طفلك بالقدر نفسه من الأهمية بالنسبة للغة اللفظية. تأكدي من النظر في عيني طفلك وحافظي على التواصل البصري معه بالنزول لمستواه. تأكدي أن الأطفال سيكونون أكثر قدرة على الاستماع إذا ما صاحب الحديث تواصل بصري جيد أكثر بكثير من ارتفاع الأصوات والصراخ الذي قد يفزع الصغير أو يخيفه. والحديث مع التواصل البصري يمكن أن يساعد في توصيل الجدية في صوتك وملامحك للصغير فيأخذ كلامك أو تنبيهاتك على محمل الجد.
. الصراخ يأتي عادة بسبب الغضب الذي قد يسبب فترة من التفكير اللاعقلاني والتلفظ بألفاظ قد يندم قائلها عليها فيما بعد. تذكري أنك تقدمين لطفلك نموذجًا للسلوك الذي تودين منه اتباعه والاحترام الذي ترغبين فيه أن يتعلمه.
إذا كان طفلك آمنًا وليس على وشك إيذاء نفسه أو غيره، فيمكنك أن تتحملي قليلًا وتمنحي نفسك ثواني معدودة قبل اتخاذ رد الفعل المناسب. وهذه الثواني المعدودة يمكنها أن تساعدك في الهدوء والتفكير حيال رد الفعل المناسب. حافظي على نبرة صوتك هادئة لكن اجعليها حازمة عند التحدث مع طفلك حيال سلوكه غير المناسب. عليكِ ألا تكوني لئيمة أو عدوانية ولا ترفعي صوتك وتجنبي السب أو نعته بأسماء الحيوانات فهذا السلوك خطير ويجب عليك معالجته بالطريقة المناسبة ليتلقى صغيرك الرسالة التربوية السليمة.
إن قول "لا" أكثر من اللازم يفقدك مصداقيتك ويفقد الكلمة معناها وفاعليتها، وبعد فترة من الوقت لن يولي طفلك الكلمة الاهتمام اللازم وربما يتفاقم الأمر ويؤدي إلى الصراخ والعدوانية في التأكيد على الأمر. إن الحفاظ على تنفيذ الرفض وكلمة "لا" يجب أن يكون لقليل من القواعد المهمة التي لها علاقة بالسلامة المنزلية أو الشخصية مثل لمس الفرن مثلًا.
وبدلًا من تكرار كلمة "لا"، تعودي أن تستخدمي جملًا إيجابية توجهه لما ينبغي فعله. ابدأي جملتك بعبارة إيجابية ودعي طفلك يعرف معنى أن تكوني مستاءة أو غير ذلك ومن المهم جدًا أن تعيدي توجيهه للأنشطة المقبولة والمرغوب فيها. فبدلًا من "توقف عن العبث في أوراقي"، جربي مثلًا "لا أستطيع القراءة وأنت تعبث في أوراقي، ما رأيك لو قرأت هذه القصة حتي أنتهي أنا أيضًا من القراءة ثم نلعب معًا."
من المهم أن تحترمي رغبات طفلك واحتياجاته الشخصية لكن في بعض الأحيان اسأليه واطلبي منه التصرف لتعرفي منه مقدار قبوله لرفضك أو لإجابتك. إذا كانت صياغتك للعبارة في شكل سؤال فإن طفلك يمتلك الحق في الرفض. لا تجبريه لكن يمكنك صياغة العبارة في شكل جملة أو اختيارات. امنحيه اختيارات عادلة له ومقبولة لك، وبدلًا من "هل يمكن أن تتوقف عن النقر على الطاولة يا حبيبي؟" قولي "حبيبي أنت تنقر على الطاولة بصوت مرتفع يؤذي أذن ماما. يمكنك أن تتوقف عن ذلك أو يمكننا الذهاب الآن." أعيدي توجيه طفلك للسلوك المرغوب، وتذكري عدم الإفراط في استخدام تلك الطريقة حتى لا تصبح تلك طريقتك في إرشاد طفلك على الدوام.
على الرغم من غضبك الذي قد يظهر بسبب بعض السلوكيات غير المرغوبة من طفلك، لا ينبغي أن تظهري له أنك لا تحبينه أبدًا. يبدأ الصغير بالشعور بالذنب وقد يخاف من فقدان حبك بعد أي مشادة، وهو ما قد يؤدي إلى ضعف ثقته بنفسه أو قد يؤدي به لإساءة السلوك أكثر لفتًا لانتباهك.
دعي طفلك يعلم كم تحبينه وتعتني به، حتى تجاه سلوك سيء صدر منه. اسمحي له بالتعبير عن غضبه وشعوره بالاستياء والإيذاء. افصلي سلوكه السيء عن شخصه، ولا تكرري عبارات تسيء له هو كأن تقولي "أنت غير مطيع توقف عن ذلك" فهي تعبر عن شخصه السيء وليس سلوكه السيء.
استمعي لطريقته في حكي القصة أو الموقف الذي بدا منه فيه سلوك سيء. لا تعاقبي فورًا دون روية. من المهم فهم دوافق السلوك السيء وأن تسمحي له بشرح ما حدث. وتلك الطريقة تساعده في المواقف المشابهة في المستقبل وتدع طفلك يعلم كيف يواجه مشاعره..
بدلًا من فرض عواقب عليه، ساعديه في التوصل لنتيجة تؤكد له لم يُعد هذا سلوكًا غير مناسب وغير جيد. وكيف يشعر إذا ما تعرض هو لذلك؟ وماذا كان عليه أن يفعل بدلًا من السلوك السيء؟
تذكري أنه من المهم معرفة طفلك ورأيه واحترامهما. اعملي على إرضاء جميع الأطراف. ويجب أن يكون الهدف بناء علاقة محترمة مشتركة بينك وبين طفلك تعززين فيها استقلاله الشخصي عنك وثقته في نفسه.
أتمنى أن تكون تلك النصائح قد لاقت منك القبول وساعدتك على رسم علاقة إيجابية لك مع طفلك.
المفضلات