كونك "أم" فإن ذلك يعني أنكِ تحصلين دائما علي الشيء ونقيضة، كأم وزوجة تفشلين أحياناً وتنجحين أحياناً أخري، تجيدين أموراً وتتقنين أموراً وتفشلين في أمور أخرى، تشعرين بالنشاط والقوة أحيانا، و بالضعف والإرهاق والملل أحيانا أخرى، فالأمومة هي أصعب مهنة علي وجة الأرض، كأم تواجهين الكثير من التحديات والمتطلبات بشكل يومي، قد تفوق أحيانا مقدرتك علي التحمل والاستيعاب، لكي تحافظي علي رباطة جأشك وتماسكك بدون أن تصابي بالجنون أو التوتر، حاولي اتباع تلك النصائح.. لعل وعسى!


اكسري الروتين


كزوجة وأم.. أكبر التحديات التي تواجهك هي أن كل يوم يعتبر نسخة من اليوم الذي قبله، تستيقظين ثم تجهزين الإفطار وترتبين المنزل وتجهزين الغداء، ثم رحلة مع غسيل الصحون، ثم المذاكرة أو الخروج لشراء طلبات المنزل، ثم تحضير العشاء، ثم معركة النوم اليومية، يتخلل كل هذا مئات المعارك والأسئلة والطلبات والتحديات والمشاكل والأعباء، ياله من روتين يومي ممل! إذن فالحل الوحيد لهذا الملل هو تغيير الروتين.

افعلي الأشياء بطريقة مختلفة ولو لبعض الوقت،غيري طريقتك في تنسيق أثاث المنزل ،جربي اصطحاب أسرتك إلي أماكن ونزهات مختلفة لم تقوموا بها من قبل،اذهبوا معا للتمشية وقت المغرب،شجعي زوجك وأبنائك علي المشاركة في مهام المنزل معكِ مقابل أن تقضي معهم وقتا أطول،لا تطبخي كل يوم، ولكن اطبخي طعاماً يكفي ليومين أو بكميات كبيرة، واحفظيها في الفريزر للأيام التي تشعرين فيها بالإرهاق أو الملل،استغلي انشغال أبنائك في بعض الألعاب، وتمتعي بقيلولة قصيرة أو وقتاً للاسترخاء في حوض الاستحمام مع بعض العطور والشموع، أو وقتاً لقراءة كتاب ممتع،اتركي أبنائك مع جدتهم واذهبي مع زوجك لعشاء هادئ في مطعمك المفضل.

حاولي التجديد من شكلك وعمل نيولوك جديد كل فترة، المهم فكري في أي فكرة مجنونة لتغيير الوضع الحالي، ولو قليلاً حتي ينكسر بداخلك هذا الإحساس الدائم بالروتين والتكرار.

لا تستغني عن المساعدات إن توفرت

إذا أردتي فعلا الابقاء علي شبابك وسعادتك والمحافظة علي اتزانك، فلا ترفضي أبدا أي عرض لتقديم المساعدة، ولا تعتبريه تقليلاً من أهميتك أو قدرتك علي القيام بدورك ومهامك كما ينبغي:

إذا كانت والدتك أو حماتك قادرة علي العناية بأطفالك، فلا مانع من مشاركتها تحمل المسئولية أحيانا من باب التخفيف عنكِ، ولكن بشرط ألا تخالف طريقتها في التربية طريقتك، لكي لا يحدث تخبط عند الأطفال.

إذا كان زوجك متعاونا، فشجعيه دائما واطلبي منه أن يقوم بمهام محددة، وحددي له وقتاً محدداً، مثلا أنكِ تحتاجين منه أن يصطحب الأولاد للنادي الساعة الخامسة ويرجع بهم للمنزل قبل التاسعة، أو اكتبي له قائمة المشتريات، مع نصائح جانبية عن جودة المنتجات أو الماركات التي تفضلينها، حتي لا تلوميه فيما بعد عندما يعود، المهم أن تجعلي طلباتك دائما ممكنه بالنسبة له ومحدده بالوقت والكيفية.
إذا توفرت لكِ الإمكانيات المادية، فاستعيني بمساعدة أسبوعية مرة أو مرتين أسبوعياً لتنظيف المنزل، وبذلك تبقي لكي المهام اليومية البسيطة، وتكونين أكثر هدوءاً وراحة، كذلك لا تعتبري غسالة الصحون رفاهية، فهي بالتأكيد تخفف من حمل المواعين المتراكمة، وخصوصاً لو كانت أسرتك كبيرة، أو إذا كنتِ تستضيفين الضيوف وترتبين العزائم بشكل دائم في منزلك.
لا مانع أيضاً من أن تتفقي مع مجموعة من صديقاتك أو قريباتك الموثوق بهن أن تجالس كل منكن أطفال الأسرة يوماً واحداً في الأسبوع، علي أن تتبادلون الأدوار كل مرة، وبهذا يكون لكِ يوماً تستطيعين فيه الذهاب لتصفيف شعرك، أو الاستمتاع ببعض الوقت الهادئ.


اجعلي لنفسك حياة

من الأشياء السلبية عند بعض الأمهات أنهن يعتبرن أن أساس حياتهن هي أبنائهن، صحيح أنهم هم أهم ما في الحياة، ولكن هذا لا يتعارض مع ضرورة أن تجعلي لنفسك حياة، حتي بدون زوجك وأبنائك:

حافظي علي علاقتك بأقاربك وصديقاتك، حتي ولو بأقل القليل، وحسب الوقت المتوفر، اخرجي مع صديقاتك ولو مرة شهرياً إلي أحد الحدائق أو المطاعم، ستكون فرصة جيدة لمشاركة هموم وتجارب الأمومة، وأن يصبح أبنائكم أيضا أصدقاءتعرفي علي أصدقاء جدد من العمل أو النادي أو عبر مجموعات الأمهات المتنوعة علي الـ«فيس بوك»اهتمي بنفسك وبصحتك ورشاقتك قدر المستطاع، فهذا سيجعلك أكثر قوة وقدرة علي التحمل والتماسكلا تفقدي رغبتك في التعلم وجمع المعلومات، حددي المجالات التي تهتمين بها، وحاولي دائما أن تتابعي الجديد فيها، وتقرأي وتتعلمي فيها أكثر وأكثرمارسي هواياتك المفضلة ولو مرة كل أسبوع، سواء إن كانت هوايتك هي المشي أو القراءة أو الكتابة أو التصوير أو التريكو، فممارستها ولو مرة أو أثنين أسبوعياً ستمنحك شعوراً أفضل. حاولي التسجيل في إحدي الجمعيات الخيرية والتطوع في النشاطات الإنسانية والخيرية فيها، فهذا له أطيب الأثر علي نفس الإنساندللي نفسك من وقت لأخر بحقيبة مميزة أو وجبة في المطعم التي تحبينه، أو رحلة مع زوجك بدون الأولاد ولو ليوم أو يومين.


منزل خالي من القواعد هو منزل ممل!



قد تبدو القواعد مملة في كثير من الأحيان، ولكن الواقع أنه في ظل كل تلك المهام الكثيرة والمتلاحقة والضغوطات التي لا تنتهي، فإن الحفاظ علي قواعد معينة لإدارة المنزل وتخطيط وجبات الأسبوع ومواعيد التدريب والقراءة والمراجعة والكارتون واللعب والخروجات، تعطيكِ إحساس بالقدرة علي السيطرة علي الأمور، وتعطي لأبنائك شعوراً حقيقياً بالأمان، لأنهم يعرفون واجباتهم وحقوقهم، ويشعرون بقيمة الوقت، وبأهمية تحمل المسئولية. إليك بعض النصائح:

من الضروري أن يفهم كل فرد في الأسرة أن العائلة هي خلية صغيرة يكون لكل فرد فيها حقوق وواجبات، فمن أخل بواجباته فينبغي أن يعلم أن الآخرون سيخلون بحقوقة أيضاً، لذا حددي مهام يومية وأسبوعية بسيطة لأبنائك، وزيدي منها تدريجيا حينما تشعرين أنهم مستعدين للانتقال للمستوي التالي.



كوني متفهمة أو تنازلي أحيانا إن شعرتي منهم بالملل أو بعض الضيق، علي أن لا يكون هذا أمراً متكرراً، اصري علي أن يقوم كل منهم بما يستطيع، فإذا تمكن ابنك من ربط حذائة أو طي الغسيل الخاص به، أو تمكنت ابنتك من تصفيف شعرها بنفسها، فلا تعرضي مساعدتك واصري علي أن يقوم كل منهم بما يستطيع أن يفعله بنفسه.


حددي مهامك وأهدافك السنوية والشهرية والأسبوعية واليومية في أجندة خاصة، رتبي المهام حسب الأهم فالمهم، بحيث تتمكني من التضحية ببعض المهام الثانوية إذا لم يتوفر الوقت أو الجهد المطلوب لفعله.


اجعلي في كل يوم وقتاً مميزاً تقضينه معهم، فهو مهم وضروري لتقوية وتحسين العلاقة، ويعني هذا ألا يكون الوقت كله طلبات وبكاء ونوبات غضب وصراخ، ولكن أن يكون هناك وقتاً مميزاً تقضيه الأسرة كلها معاً.


بعض الأفكار:
من الممكن أن يكون هذا الوقت هو وقت تناول وجبة الغداء، حيث يمكنكم جميعاً التحدث بود كأسرة.
اجلسي مع صغارك لتلعبي معهم.
قومي معهم بعمل شيء فني أو عرض مسرحي.
اخبزوا معا بعض البسكويت.
احكي عليهم قصة مميزة وقت النوم.
اشتركوا معا بعض الذكريات هذا الوقت المميز وما يصاحبه من شعور بالسعادة ومن الكثير من القبلات والضم قد يكون قصير، ولكنه سيشعرك بأن كل التعب الذي تشعرين به يستحق بالفعل!


علميهم أن يعاملوكي كأنسانة



لا تقبلي أبدا أن يعاملك زوجك أو أبنائك بطريقة أقل مما تستحقين، عودي زوجك وعودي أبنائك منذ اليوم الأول علي أن يظهر كل منكم مشاعر الحب والعرفان والتقدير والشكر دائما وأبداً، انشري بينهم ثقافة الاهتمام وإيثار الأخر، وتقديم المساعدة دائما والرغبة الحقيقية في التخفيف عن الأخرين.

اكدي لهم علي حقك في الاستمتاع بوقتك، أو الخلود للنوم في هدوء، أو الحديث علي الهاتف بدون صراخ، أو متابعة برنامج ممتع بدون طلبات وأسئلة، وضحي لهم أنكِ إنسان يستحق أن يكون له الاحترام، وأن نشعر به إذا كان متعباً، وأنكِ ستكونين أقدر بكثير علي القيام بمتطلباتهم إذا أحسنوا التعامل معكِ واحترام رغباتك وخصوصياتك، لا تجعليهم كائنات أنانية تريد تحقيق طلباتها فقط ثم تقضي بقيه الوقت في الاستمتاع، بغض النظر عن مشاعر أو متاعب الطرف الآخر.

تبادلوا معاً الهدايا والرسائل الرقيقة، لكي يتعود الجميع أن التعبير عن الحب والاهتمام ليس ضعفا بحال من الأحوال!

نصائح أخيرة



اهتمي بصحتك لأن حفاظك على صحتك أمر ضروري، لتتمكني من تحمل الأعباء الكثيرة الملقاه فوق عاتقك، لا تهملي أبدا زيارات الطبيب إذا كنتِ تعانين من أي مشكلة، حتي لا تتفاقم المشكلة وتعيقك عن أداء واجباتك.


تخلي عن شعورك بالندم والتقصير علي أخطاء سابقة في إدارة المنزل أو تربية الأبناء، فكلنا نخطأ، ولكن المهم أن الوقت سيظل متاحا لتصحيح الخطأ.


توقفي عن مقارنة نفسك بالأمهات الأخريات أو بظروف نساء أخريات، فكل منهم قد تبدو بخلاف الحقيقية والواقع حتي ولو لم تظهر، والحقيقة أن لا أحد يخلو من العيوب والمشاكل، ولكن البعض يجيد التجمل أو إظهار الأمور علي عكس ما هي في الواقع، لا تجعلي كلام أحد يؤثر عليكِ، ولكن كوني مؤمنة بقدراتك وبظروفك وبقدرتك علي التعامل مع تلك الظروف ومع المشاكل واحداً تلو الأخر.


قومي بالمهام في وقتها ولا تؤجلي عمل اليوم للغد، فالقيام بالمهام في وقتها المحدد أو التعامل مع المشاكل وقت حدوثها، لا يجعل المهام تتراكم ولا المشاكل تتحول إلي مشاكل أكثر تعقيداً، فطي الملابس فور تجميعها أسهل وأسرع من تركها لتتراكم وتتجعد عده أيام، والتحدث مع أبنائك عن سلوكياتهم الخاطئة وتقويمهم فيها فوراً، لا يجعلها تتطور إلي عادات سيئة أو عيوب يصعب علاجها.