أثبتت دراسة فرنسية حديثة أن الحد الأقصى المسموح به للأطفال للجلوس أمام التليفزيون دون أي تأثير سلبي هو 50 دقيقة يوميا وإلا أثر ذلك على قدراتهم العقلية

وكشفت الدراسة التي أجراها البروفيسور (مارسيل لوثر) أستاذ الطب النفسي للأطفال بجامعة مارسيليا أن هناك علاقة مباشرة بين التعثر الدراسي وضعف القدرة على التركيز عند الأطفال وبين فترة جلوسهم يوميا أمام شاشة التليفزيون ويؤكد البروفيسور روثو في أبحاثه المتضمنة من خلال إحصائيات ورسوم بيانية بلورتها تلك الدراسات أن التلاميذ المتفوقين في المدارس لا تزيد فترة جلوسهم أمام الشاشة الصغيرة على ساعة يوميا في الوقت الذي اتضح فيه أن التلاميذ الذين يعانون من التعثر الدراسي ويحصلون على أضعف الدرجات هم الذين يقضون أمام التليفزيون فترات كبيرة من الوقت تزيد على ساعتين أو ثلاث ساعات يوميا



حيث أوضحت الدراسة أن أكثر من 15% من الأطفال من سن 6ــ14 عاما قد صرحوا بمشاهدة التليفزيون أكثر من ساعتين يوميا وقد لاحظ البروفيسور روثو بعد وضع مجموعة من الأطفال لعدة أشهر تحت مجهر المراقبة أن التعثر الدراسي يعد أثرا من آثار الإفراط في مشاهدة التليفزيون فضلا عن ذلك أن الطفل لا يتمتع بمتسع من الوقت لقراءة وإطلاق العنان لخياله واحلامه والتحدث إلى أهله ورفاقه أو النوم وأداء الواجبات المدرسية في هدوء بدون تسرع بسبب الإسراف في مشاهدة التليفزيون بدون حسيب أو رقيب ولكن الأخطر من كل هذا هو أن مشاهدة التليفزيون فتراة طويلة تؤدي إلى حدة عصبية الطفل بشكل واضح وذلك بعد أن وضع البروفيسور روثو سلما قياسيا للتعرف على درجة عصبية الأطفال إتضح منه أن الأطفال الذين يشاهدون التليفزيون لمدة خمسين دقيقة لا تتعدى درجة عصبيتهم الصفر وفقا لمعايير معقدة وضعها البروفيسور الفرنسي. أما من تزيد فترة مشاهدتهم على ستين دقيقة فتصل درجة عصبيتهم إلى1 في حين ترتفع هذه الدرجة إلى اثنين بعد 90 دقيقة وإلى 3 بعد 120 دقيقة


وأثبت البروفيسور روثو أن الاطفال الذين يظلون مشدودين أمام الشاشة لفترات طويلة لا يتعرفون إلا على خمسة رموز من عشرين رمزا طبقا للإختبار المعروف باسم (اختبار راي) في حين أن الأطفال الآخرين يتعرفون على جميع الرموز التي تعرض عليهم وتخلص الدراسة إلى أن التليفزيون مفيد للأطفال ويزيد من حب المعرفة لديهم طالما أن فترة مشاهدتهم لا تزيد على 50 دقيقة أو ساعة يوميا على أكثر تقدير خلال الايام الدراسية.


المصدر :منتديات الحياة