الجينات والمدرسة تُحدّد مدى تعلّم الطلاب



تشير نتائج دراسة نشرت مؤخراً في مجلة plos one إلى أن القياسات التي تستخدم في الحكم على مدى فاعلية المدرسة في تعلّم الطلاب، تتأثر جزئياً بالعوامل الوراثية عندهم.
الدراسة الممولة من مجلس البحث الطبي في المملكة المتحدة، والتي أجراها باحثون من عدة مؤسسات وجامعات، استخدمت بيانات من دراسة التطور المبكر للتوائم لباحثين من معهد علم النفس في كنغز كوليج لندن.
الافتراض السائد فيما يتعلق بقياس مدى فاعلية المدرسة ان تحسن اداء الطلاب مع الزمن يمكن ربطه بنوعية البيئة المدرسية، وبالتالي فإنه يمكن قياس نوعية التعلم بالتحسن في المستوى الأكاديمي للطلاب.
باستخدام بيانات عن أداء المدرسة مع الزمن، اعتمدت على أداء 400 زوج من التوائم كانت شملتهم دراسة التطور المبكر للتوائم، وجد الباحثون أن المعايير التي استخدمت وتستخدم حالياً في الحكم على نوعية المدرسة غير كافية، وأن للعوامل الجينية لدى الطلاب دور مؤثر في ذلك.
وتبعاً لما تقوله د. كلاري هاورث، من معهد علم النفس المشار إليه ورئيسة فريق البحث، فإن النتائج لا تعني أن نوعية التعليم غير مهمة، لكن العوامل البيئية في المدرسة لها الأهمية نفسها التي للعوامل الجينية. وتقول إن الأمر يتضح جيداً، عند النظر إلى صف مليء بالطلاب يدرّسهم المدرس نفسه، حيث يلاحظ أن مستوى تحصيل بعضهم يكون أفضل من الآخرين، بالرغم من أن التجربة التربوية التي يعيشونها في المدرسة هي نفسها.
وتقول إن البحوث اللاحقة ستهدف إلى تحديد خصائص الأطفال التي تؤثر في الفروق بينهم في مستوى التحصيل. وتقول إن من أبرز العوامل التي يراها العلماء في هذا الدافعية والمثابرة والضبط الذاتي، وهي عوامل يعرف بأنها ترتبط بالجينات وبالبيئة في الوقت نفسه.
وتضيف هاورث، أن دور العامل الجيني في عملية التعلّم يقترح ضرورة الانتقال من اعتبار أن الطلاب متلقون سلبيون للمعرفة في غرفة الصف وفي المدرسة إلى كونهم يختارون ما يتعلمونه ويعدلون فيه ويطورونه، وحتى يبتكرون نمط تعلّمهم إنطلاقاً من خصائصهم الجينية، وبالتالي فإن نتائج الدراسة تدعم التوجه نحو اعتماد اسلوب تفريد التعليم للأطفال بما يُراعي جوانب القوة والضعف لدى كلٍ منهم.

جريدة الرأي أبواب