67% من الأبناء يستخدمون الإنترنت دون رقابة


في ظلّ انتشار المواقع الإباحية على شبكة الإنترنت والتي يزيد عددها على 12 مليون موقع، أجرى د. شريف درويش (خبير الإنترنت وأستاذ الإعلام الإلكتروني في جامعة القاهرة) دراسة حديثة بيّنت أن هذه المواقع قنبلة موقوتة تهدد المجتمع لأنها تنشر قيماً سلبية لا تتفق مع ثقافتنا أو تقاليدنا العربية، إضافة إلى أنها تشجّع المراهقين على اللجوء الى التحرّش الجنسي وهو ما ظهر بوضوح في مصر أخيراً.
ولفتت الدراسة الى أنه، وفي ظل غياب رقابة الأهل، تنتهك هذه المواقع براءة الأطفال وتحوّلهم إلى مرضى نفسيين وغير فاعلين اجتماعياً.
أشار درويش في دراسته «المخاطر المتعلقة بالإباحية الإلكترونية على الشباب المصري وآليات مكافحتها» إلى أن حجب المواقع الإباحية عن شبكة الإنترنت سيساهم في منع المراهقين من متابعتها، مؤكداً أن هذه الخطوة ضرورية لحماية أطفالنا. وأشار إلى أن تنفيذ الحجب سيكون صعباً في الدول التي تعتمد على القمر الاصطناعي من دون المرور بشبكات الدولة الخاصة، مشدداً على أن الشركات التي تقوم بتزويد الأفراد بخدمة الإنترنت لا بد من أن تقوم بدور رقابي في منع وصول هذه المواقع لمشتركيها.
أكد درويش أن ثقافة الحجب مرفوضة في وطننا العربي، لذا لا بد من إنشاء هيئة مهمّتها الأساسية متابعة المواقع الإلكترونية وحجب الإباحية منها فحسب وليس أي مواقع بسبب مضمونها السياسي أو الثقافي، فالولايات المتحدة التي تتمتع بقدر كبير من الديموقراطية شرّعت قوانين عدة من شأنها منع المراهقين من متابعة مواقع تحمل في طياتها قيماً تؤثر سلباً عليهم وتشجّعهم على القيام بأعمال منحرفة.
رقابه أسرية
أضاف درويش: ثمة جهات عدة يمكنها مراقبة هذه الظاهرة والحدّ منها، في مقدِّمها الحكومات العربية بسنّها قوانين تحجب تلك المواقع، بالإضافة إلى دور الأسرة الرقابي ومتابعة أبنائها من خلال معرفة المواقع التي يزورونها وعدم السماح لهم باستخدام الإنترنت بمفردهم، وضرورة توعية الآباء أبناءهم بمخاطر هذه المواقع، وبدور استخدام الإنترنت الإيجابي. تابع درويش: «الدراسة التي قمت بها أثبتت أن 60% من الآباء لا يعرفون كيف يستخدم أبناؤهم الإنترنت وأن 76% منهم يستخدمونها من دون رقابة. بالإضافة الى أن الدرسات الحديثة أثبتت أن الدول التي تمارس رقابة صارمة على المواقع الإباحية تنخفض فيها جرائم الاغتصاب والقتل بشكل ملحوظ».
أوضح درويش أن انتشار مقاهي الإنترنت ساهم في هروب الشباب من الرقابة الأسرية، وأتاح أمامهم تصفّح المواقع الإباحية بسهولة ما ساهم كثيراً في انتشار الأعمال الشاذة، إذ أشار إلى أن التحرش الجنسي من أكثر الجرائم التي تُرتكب عقب متابعة الأفلام الإباحية بنسبة 51% مقابل 23% بالنسبة الى الاغتصاب.
أمراض جنسيّة
أكد درويش أن زيارة هذه المواقع قد تكون أحد الأسباب الرئيسة في عدم تمكّن الفرد من إقامة علاقة جنسية سوية بعد الزواج، بسبب اعتياده على مشاهدة ممارسات شاذة، وفي الإصابة بعدد كبير من الأمراض الجنسية، أبرزها الضعف الجنسي. وذكر أن ثمة 56 مليون فرد حول العالم مصابون بأمراض جنسية معدية نتيجة تلك المواقع.
لفت درويش الى أن تصميم المواقع الإباحية أصبح صناعة مربحة جداً في ظل تردّد المراهقين والأطفال الدائم عليها، موضحاً أن تلك المواقع تستدرج الشباب من خلال توفير خدمة التصفّح المجاني ثم السماح لهم بتحميل ما تحتويه من صور وأفلام مقابل مبلغ مالي، إذ بلغت عائدات هذه الخدمة 8% من حجم التجارة الإلكترونية حول العالم. وأضاف درويش أن هذه الصناعة تحقق أرباحاً تفوق البليون دولار سنوياً وتوقّع أن ترتفع إلى خمسة بلايين دولار خلال العامين المقبلين.
واعتبر درويش أن درجة اقتناع كل شخص بخطورة هذه المواقع تختلف بحسب الظروف المحيطة به، إذ أثبتت الدراسة أن 42% من الشباب يعتقدون أن تأثيرها بسيط عليهم وقوي على الآخرين، بينما يعترف 18% منهم بتأثيرها الكبير جداً عليهم
all4syria
منوعات
all4syria
20/ 05/ 2009