يدعوه الخبراء بالداء “الصامت”. ذلك لأن حوالى 4 ملايين شخص يحملون الفيروس إلاّ أن كثيراً منهم لا يدركون ذلك.
هل من الممكن أن تكون مصاباً بالتهاب في الكبد من دون أن تعلم؟ أم عليك أن تقلق من إمكانية التقاط المرض؟
إن كنت في مجموعة معرّضة للإصابة، عليك أن تخضع للفحص. والواقع أن العلاجات محدودة، إلاّ أنه ثمة أمور يمكن القيام بها لتدبّر أسلوب المعيشة والتعايش مع الفيروس. أما إن كنت غير مصاب بالتهاب الكبد ج، فخطر التقاطه عبر الاحتكاك العرضي ضئيل. ويكمن الخطر الأكبر في الاحتكاك بدم مصاب بالفيروس.
ما هو التهاب الكبد ج؟


التهاب الكبد ج هو عبارة عن فيروس يسبب، على غرار التهاب الكبد أ وب، التهاباً في الكبد. ويعتبر هذا النوع من الالتهاب المسؤول الأول مع الإدمان على الكحول عن اعتلال الكبد المزمن وتشمع الكبد، كما أنه السبب الأول المؤدي إلى زراعة الكبد في الولايات المتحدة.
ويعتبر الكبد أحد أكبر أعضاء الجسد. وهو يشكل مصنعاً كيميائياً فعلياً، يتم فيه تصنيع المغذيات الحيوية وإبطال مفعول السموم.
وبصورة عامة، ينتقل التهاب الكبد ج من خلال التعرض للدم الملوّث بالفيروس. وفي حالات نادرة يتم انتقاله عبر العلاقات الجنسية. والواقع أن كثيراً من الأشخاص الذين يحملون الفيروس، تعرّضوا له عبر نقل للدم أجري قبل عام 1992 (قبل توفر وسائل اختبار متقدمة لكشف تلوث الدم) أو عبر مشاطرة حقن ملوثة أثناء الاستعمال غير المشروع للمخدرات. وما من لقاح يمكنه مع التهاب الكبد ج (بعكس التهاب الكبد أ وب).
فإن كنت مصاباً بالتهاب الكبد ج، من الممكن ألاّ تكون قد لاحظت أي أعراض. فمعظم الأشخاص لا يعانون من أعراض لسنوات أو حتى لعقود. وفي حال أُصبت بأعراض مبكرة، من الممكن أن تكون قد تجاهلتها ظناً منك بأنها حالة أنفلونـزا بسيطة. فكثير من المصابين يكتشفون المرض بمحض الصدفة أثناء إجراء اختبار روتيني للدم.
فيروس يهاجم الكبد


حوالى 40 بالمئة من المصابين بالتهاب الكبد ج يقاومون المرض بأنفسهم من دون تعرض الكبد للتلف. أما بالنسبة إلى الباقين، فإن الفيروس يستقر ويأخذ بمهاجمة الكبد ببطء. وبشكل عام، يعاني 5 إلى 25 بالمئة من المصابين بالتهاب مزمن في الكبد من تشمّع في الكبد (ندوب) وذلك خلال العقدين الأولين بعد التقاط الإصابة عادة. وفي النهاية، ينتج سرطان الكبد أو فشل الكبد لدى حوالى المصابين بالتشمّع الكبدي.
هل يجب أن تخضع للفحص؟


بما أنه من المحتمل أن تكون مصاباً بالتهاب الكبد ج قبل سنوات من ظهور الأعراض، عليك الخضوع لفحص إن كنت قد:
= تلقّيت نقلاً للدم قبل عام 1992.
= استعملت مخدرات غير مشروعة عبر الشرايين أو الأنف (ولو لمرة واحدة).
= خضعت لزراعة عضوية قبل عام 1992.
= تعرّضت لدم أشخاص آخرين.
= خضعت للديلزة بسبب فشل كلوي.
= تلقيت رُكازات عامل تخثّر قبل عام 1987.
= صنعت ثقباً في الجسد أو الأذن، أو أجريت وشماً أو وخزاً بالإبر بمعدات غير معقّمة.
= أصبت بوخزة إبرة عرضية وأنت تعتني بمريض.
= أتت نتائج تحليل وظيفة الكبد ج طبيعية.
وفي حال كنت تعتقد بأنك معرض لخطر الإصابة بالتهاب الكبد ج، ناقش حالتك مع الطبيب.
العناية الذاتية


إن أظهر التشخيص إصابتك بالتهاب الكبد ج، تتم إحالتك إلى مختص بأمراض الكبد. وتتضمن التغييرات الحياتية التي يوصى بها عادة على:
= الامتناع عن استهلاك الكحول: من الملاحظ أن تعاطي الكحول يسرّع تقدّم مرض الكبد.


= تجنّب العقاقير التي تشتمل على خطر إتلاف الكبد: يعلمك الطبيب بما تتضمنه هذه اللائحة.
= اعتماد أسلوب معيشي صحي: بما في ذلك التغذية السليمة وممارسة التمارين الرياضية والحصول على قسط وافٍ من الراحة.
= التحصّن ضد التهاب الكبد أ وب: فهذا الأمر يقلّص من خطر تلف الكبد بسبب هذين المرضين.
عليك أيضاً أن تحول دون تعرّض الآخرين لدمك. ضمّد جروحك ولا تشاطر فرشاة أسنانك أو شفرات الحلاقة التي تستعملها مع أحد، وأعلم العاملين بالصحة بأنك تحمل الفيروس. إضافة إلى ذلك، لا تتبرّع بالدم أو تهب أعضاءً من جسدك أو أنسجة أو أحياء منوية. وينصح بعض الأطباء باتباع ممارسات جنسية آمنة.
العون الطبي


يعتبر العلاج المبكر بمجموعة من الأدوية هو السلاح الأفضل لمكافحة التهاب الكبد ج. وغالباً ما يصف الأطباء الإنترفرون ألفا، وهو عقار يمنع عودة الفيروس مع مضاد فيروسي آخر مثل ريبافيرين.
ولا يزال البحث جارياً حول أشكال أخرى للإنتيرفيرون ومضادات فيروسية أخرى لتحسين فاعلية هذه الأدوية في علاج التهاب الكبد ج