الشخير يؤثر على القدرة الذهنية والجنسية


أثبتت مجموعة من التقارير والدراسات البريطانية الحديثة أن الشخير ليس مجرد تلك المشكلة التي يعاني فيها الأشخاص من الاستماع إلى الضجيج والصوت المزعج، بل إنه يشمل مضامين عدة عميقة تؤثر على رفاهية الأشخاص الذين يعانون من الشخير، فقد اتضح أنه يؤثر على حياة الأشخاص الجنسية بالإضافة لتزايد احتمالات الاستسلام للموت المبكر كنتيجة للتعرض لأزمة قلبية أو سكتة دماغية.

وقال الباحثون أنه حتى في الحالات الخفيفة، يمكن للشخير أن يكون مدمرًا للغاية. وبحسب ما أوضحته الدراسات المسحية الحديثة، فإن ما يصل إلى 60 % من الأشخاص الذين يشخرون يهبطون إلى الغرفة الخالية، مع التداعيات التي يمكن التنبؤ بها عن حياتهم الجنسية – كما اعترف نصف الأزواج التي تمت مقابلتهم بأنهم لم يقدموا على إقامة العلاقة الزوجية فيما بينهم سوى مرة واحدة فحسب في الشهر.

وهذا هو الجانب شديد الخطورة الذي بدأ يثير قلق الأطباء خلال السنوات الأخيرة. واتضح أيضًا أن الأشخاص الذين يشخرون بصورة كبيرة يجدون مشقة في التقاط أنفاسهم عندما يكونوا نائمين، كما تنخفض لديهم معدلات الأوكسجين المستهلكة.

ويؤدي هذا النقص إلى إثارة ما يطلق عليه "استجابة البقاء" التي توقظهم لفترة وجيزة من أجل منع خطر تعرضهم للاختناق – وهي العملية التي تشبه الحلقة المفرغة التي من الممكن أن تتكرر مئات المرات خلال الليلة الواحدة.

وهو ما يعرض مثل هؤلاء الأشخاص لمجموعة من المشكلات الصحية، التي تشمل ارتفاع في ضغط الدم، والأزمات القلبية.

كما أن قلة الحصول على قدر كاف من النوم مع الاستيقاظ أثناء الليل بصورة متكررة، أمر يجعل الشخص يشعر بالميل إلى النوم طيلة النهار، وهو ما يجعلهم مهتاجين وغير قادرين على الحكم على الأشياء والإخلال بقدرتهم على القيام بالمهام اليومية التقليدية مثل القيادة.

وبحسب التقديرات الإحصائية لمجموعة من التقارير، فإن ما يصل إلى سٌدس سائقي الشاحنات الكبرى يعانون من أرق انقطاع النفس أثناء النوم (Sleep Apnoea ) وهو أكثر الأعراض وضوحًا في هذه الحالة، هو الشخير بصوت عال.

وهو ما يؤدي إلى إصابتهم بحالة من الإجهاد، الذي سيحل بدوره على باقي سائقي المركبات الطويلة مثل هؤلاء الأشخاص الذين يشربون ويقودون.

ويعد هذا العرض المرضي واحدًا من أشهر الأعراض التي يصاب بها الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 35 عام، ويكونون من زائدي الوزن ومدخنين، لكن سائقي المركبات البدناء لن يكونوا الوحيدين. وهى الحالة التي يجب فحصها على الفور حتى تعالج بالصورة الصحيحة والمناسبة أيضا.

وأشار الباحثون في النهاية إلى أن علاج هذا العرض هو ذاته نفس علاج الشخير البسيط – الذي يحتوي على تدابير ذاتية الصنع، ومن ثم جراحة الفم والشظايا – وهى التدابير التي يمكنها معالجة المشكلة في عدد قليل من الحالات، لكن كثيرين يكونوا بحاجة لأحد أجهزة التنفس الاصطناعية عند النوم.

الرافدين
الاثنين, 21 ديسمبر 2009 12:38


الحلوة