محيط الخصر وإن لغير البدينات أساس الصحة




ابواب - يعتبر محيط الخصر، مقياسا جماليا ساد العصر الحديث , واصبح معيارا للعمل في مهن كثيرة واشهرها بالطبع عروض الازياء . وتشدد دراسة امريكية حديثة على اهمية الحفاظ على الوزن الصحي بوصفه حجر الزاوية لتجنب الامراض المزمنة وبنفس الدرجة، الحفاظ على حجم الخصر «لأسباب طبية» واهمها منع حدوث سمنة البطن.
ولهذا الغرض فقد ابتكر الأطباء حساب الدهون باحتساب نسبة الخصر الى محيط الأرداف,والنسبة تقارن بين أضعف منطقة في البطن وأعرض منطقة بين الخصر والفخذ.
وهي تدل على المكان الذي تتركز فيه الدهون, فالناس الذين يخزنون الدهون اما ان تكون على شكل تفاحة( حين تتركز في منطقة البطن)، أو على شكل دب ( حين تتركز في الأفخاذ).
والأكثر عرضة للأمراض هم الناس الذين تتخزن دهونهم في منطقة البطن. وتحسب نسبة الخصر الى محيط الادراف بقسمة محيط الخصر على محيط الأرداف.
إذا كانت نتيجة القسمة أكبر من 0.8 للمرأة و 1.0 للرجل فذلك يدل على شكل التفاحة، وهذا يعني زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض. وتخلص الدراسة وهي طويلة المدى واجريت على 44600 ممرضة, ان محيط الخصر أكثر اهمية بكثير لصحة النساء من الوزن.
وذكرت الدراسة التي نشرت في مجلة “سيركوليشن” لأبحاث الدورة الدموية، ان زيادة محيط خصر النساء- حتى وإن لم يكنّ من البدينات- قد يزيد من معدلات وفاتهن مقارنة بأقرانهن من ذوات الخصر النحيف. واشارت الدراسة الى ان الحفاظ على الوزن في نطاقه الطبيعي، مسألة اقل أهمية مقارنة بأهمية وجود محيط خصر يقل عن 34.6 بوصة (نحو 88 سم).
وقال الباحثون بقيادة كولين زهانغ الباحث في المعهد الوطني لصحة الطفل والنمو البشري، انه على الرغم من ضرورة الحفاظ على الوزن الصحي بوصفه حجر الزاوية في درء الامراض المزمنة والموت المبكر، فان من المهم بنفس الدرجة، الحفاظ على حجم الخصر ومنع حدوث سمنة البطن. وعندما كانت الممرضات في أعمار تراوحت بين 40 و65 سنة، تم قياس طول محيطي الخصر والحوض لديهن، لأغراض الدراسة. ولم ترصد لدى أي منهن حالات لأمراض القلب او السرطان. وبعد كل سنتين، جدد العلماء بيانات الحالة الصحية ونمط الحياة لكل ممرضة مشاركة، منها بيانات عن النشاط البدني، التدخين، الكحول، والوصول الى مرحلة سن اليأس من المحيض. وتمت مراقبة المشاركات على مدى 16 سنة، توفيت خلالها 3507 ممرضة، 751 منهن بامراض القلب، و 1748 بالسرطان. وبغض النظر عن العوامل الاخرى، ومن ضمنها مؤشر كتلة الجسم (الذي يربط بين الوزن والطول)، فان معدل الوفيات لشتى الاسباب، كان اكثر بين النساء من ذوات الخصر الكبير واللواتي كانت لديهن نسبة اعلى عند قسمة طول الخصر على طول الحوض.
والغريب ان دراسة اخرى اظهرت أن تسعة من أصل عشرة أوروبيين غير مدركين للمخاطر الناجمة عن الدهون الزائدة حول الخصر.
وكشفت الدراسة التي أجريت على 12 ألفا من الأوروبيين أن الأغلبية تجهل أن الخصر السمين علامة على تكون صنف خطير من الدهون على عدد من الأعضاء الداخلية. وجاء في تقرير جلاكسوسميثكلاين –الشركة التي طورت عقارا للتخلص من الوزن- أن «دهون الأحشاء» على علاقة قوية بالصنف الثاني من داء السكري وبالأزمة القلبية. وأظهر التقرير أن التخلص من الوزن الزائد يبدأ عندما يُدرك الشخص هذا النوع من المخاطر.
وقال مؤلف التقرير تري ماجواير المحاضر الشرفي في جامعة كوينز ببلفاست إن الناس غير واعين بأن دهون الأحشاء التي لا ترى كما لا يمكن تلمسها والتي تتكون في منطقة البطن، هي أساس الداء. ويعتقدُ أن خطر دهون الأحشاء يكمن في قدرتها على فرز بروتينات وهرمونات التي يمكن أن تتسبب في التهاب قد يتسبب بدوره في إلحاق الضرر بالأوعية الدموية والتسرب إلى الكبد، والتأثير بالتالي على قدرة الجسد على تفتيت السكر والدهون. وقال ماجواير: «إن أغلب من يعانون من البدانة يعتبرون أن الأمر لا يتعدى نظرة خارجية إلى شكل الجسم، لكن عليهم أن يدركوا أن منافع التخلص من الوزن الزائد صحية وجمالية»,وأظهرت الدراسة أن محيط الخصر علامة هامة على كمية دهون الأحشاء.


جريدة الرأي
أبواب