مشرف
- معدل تقييم المستوى
- 35
دراسة امريكية:الحياة المعاصرة تصيب أدمغتنا باكتظاظ معلوماتي
الحياة المعاصرة تصيب أدمغتنا باكتظاظ معلوماتي
توصلت دراسة حديثة الى أن الثراء المعلوماتي في الحياة المعاصرة يتسبب في اكتظاظ عقل الفرد العادي بحمولة زائدة من المعلومات تكفي لملء كمبيوتر.
أشرف أبوجلالة من القاهرة: وجدت دراسة أميركية حديثة أن الثراء الذي تحظى به وسائل الإعلام في الحياة المعاصرة يتسبب بصفة يومية في اكتظاظ عقل الفرد العادي بحمولة زائدة من المعلومات تكفي لملء كمبيوتر محمول. وطبقًا للنتائج التي توصل إليها الباحثون عبر دراستهم التي أجروها أخيرًا بجامعة سان دييغو في كاليفورنيا بالولايات المتحدة، فإنه وعن طريق البريد الإلكتروني والإنترنت والتلفزيون وغيرها من وسائل الإعلام، يتدفق إلى الأشخاص حوالي 100500 كلمة يوميًا، أي ما يعادل 23 كلمة في الثانية الواحدة.
ويشير الباحثون كذلك إلى أن ذلك الحمل الزائد من المعلومات ربما يحظى بتأثير ضار على أدمغتنا. وزعموا أن الإجهاد الذي ينتج عن معالجة قدر كبير من المعلومات أمر يعني انفصالنا عن باقي الأشخاص وتراجع قدراتنا الخاصة بالانتباه. وفي هذا الإطار، تنقل صحيفة التلغراف البريطانية عن روغر بون، المؤلف المشارك في الدراسة، قوله :"أعتقد أن هناك أمرًا واضحًا، وهو أن انتباهنا يُقسم إلى فواصل أقصر في المدى الزمني، وهو ما قد لا يكون جيدًا على الأرجح بالنسبة للتفكير في الأفكار الأكثر عمقًا".
في حين قال إدوارد هالويل، طبيب نفسي من نيويورك وكاتب متخصص في اضطراب نقص الانتباه :" لم يسبق مطلقًا لعقولنا على مدار تاريخ البشرية أن تعاملت مع قدر كبير من المعلومات كما هو الحال معها اليوم. فنحن لدينا الآن جيل من الناس أطلق عليهم "مصاصي الحواسيب" لأنهم يقضون وقتًا طويلا ً أمام شاشات الكمبيوتر أو هواتفهم الجوالة أو أجهزة البلاكبيري. فهم ينشغلون تمامًا في معالجة المعلومات من جميع الاتجاهات، لذا يفقدون الميل إلى التفكير والشعور. فمعظم ما يتعرضون له هي أمور سطحية. ويكون الثمن الذي يدفعه الناس مقابل ذلك هو افتقادهم للشعور والقدرة على التفكير بعمق، كما أنهم يصبحون منعزلين ومنفصلين عن باقي الأشخاص".
هذا وقد وجدت الدراسة أن الجرعة التي نتلقاها يوميًا من الكلمات تعادل 34 غيغابايت من المعلومات – وهو القدر الذي يكفي لملء إحدى أجهزة الكمبيوتر المحمولة في غضون أسبوع. وهنا، تشير الصحيفة إلى أن تلك التقديرات قد تم الخلوص إليها استنادًا إلى قراءة المعلومات، مثل تلك الموجودة في رسائل البريد الإلكتروني، والرسائل النصية، وعلى شبكة الإنترنت، أو في المنشورات، وكذلك ما نراه ونستمع إليه عبر الإذاعة والتلفزيون. وقد قدَّرت الدراسة أن الكمية الإجمالية للكلمات "المستهلكة" في الولايات المتحدة قد زادت إلى أكثر من الضعف، من 4500 تريليون كلمة عام 1980 إلى 10845 تريليون كلمة عام 2008. وتلفت الصحيفة إلى أن تلك التقديرات لم تتضمن على الكلمات التي استخدمها الناس في محادثاتهم مع بعضهم البعض.
كما تبين – وفقًا للتقديرات التي خلصت إليها الدراسة – أن الاستهلاك الإجمالي للمعلومات من التلفزيونات والحواسيب وغيرها من وسائل الإعلام قد قدر بـ 3.6 زيتابايت أو ما يقدر بـ ( 3.6 مليون غيغابايت ) خلال عام 2008. كما وجد الباحثون أن وسائل الإعلام التقليدية، متمثلة ً في الإذاعة والتلفزيون، لازالت تهيمن على استهلاكنا اليومي من المعلومات، بمعدل إجمالي قدره 60 % من عدد الساعات. كما يعتقد الخبراء أن حمل المعلومات الزائد يمكنه أن يدفع بأدمغتنا لتتطور بطريقة جديدة.
وفي الختام، تنقل صحيفة "التايمز" اللندنية عن كولين بلاكمور، أستاذ علم الأعصاب في جامعتي أوكسفورد ووارويك، قوله :" إن واحدة من الأشياء التي تعلمناها على مدار العشرين عامًا المنقضية هي أن الدماغ يمتلك القدرة على النمو والزيادة في الحجم اعتمادًا على الطريقة التي يُستَخدم من خلالها". ويردف في سياق حديثه بالقول :" ربما تتسبب التجربة الشخصية التي تقضي بالتعامل مع كل هذا السيل من المعلومات، في ولادة خلايا عصبية جديدة وتكوين وصلات عصبية جديدة في الدماغ".
GMT 6:02:00 2009 الثلائاء 15 ديسمبر
أشرف أبو جلالة
ايلاف
الصحة النفسية
Accept the pain and get ready for success
المفضلات