حياة بلا أمل تساوي مستقبلاً أكثر سعادة !




أفاد تقرير طبي بأن الحياة من دون أمل تعني مستقبلاً أكثر سعادة وهو قد يبدو مفاجئًا للكثيرين الذين يعتبرون ان العكس هو الصحيح.






أشرف أبوجلالة من القاهرة: في واحدة من الكشوفات التي ستبدو مفاجئة لكثيرين، تنشر صحيفة التلغراف البريطانية تقريرًا يشمل على نتائج بحثية عدة تفيد بأن الإنسان يمكنه أن يكون أكثر سعادة إن عاش حياته بلا أمل ! بداية ً تعترف الصحيفة بأن هناك نوعين من المواقف الأساسية التي يمكن انتهاجها للتعامل مع الشدائد، أوضحهما الفيلسوف الألماني فردريك نيتشه والممثل الأميركي كريستوفر ريف صاحب شخصية "سوبر مان"، الذي أصيب بالشلل بدءًا من الرقبة وحتى أسفل الجسد، لكنه رفض الاستسلام والخضوع لليأس، ومن أشهر أقواله :" بمجرد أن تختار الأمل، يمكنك تحقيق أي شيء". وتشير الصحيفة إلى أنه توفى بعد ذلك بتسع سنوات، وهو لا يزال مصابًا بالشلل.

أما نيتشه، فقد كان يفضل مواجهة المستقبل بما يطلق عليها "الواقعية الباردة". وكان يرى أن " الأمل هو أسوأ الشرور، لأنه يطيل عذابات الإنسان". وتقول الصحيفة إنه توفى هو الآخر في الخمسينات من عمره، وهو مشلول نتيجة إصابته بسلسلة من السكتات الدماغية. وتمضي الصحيفة في سياق حديثها لتؤكد أن قيمة التفكير الايجابي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الشعبية حتى تشك في أنه قد يجعلك تبدو هادمًا للذات. وفي الوقت الذي ينظر فيه إلى التشاؤم على أنه عامل انهزامي وكذلك خطر، إلا أن دراسة مسحية حديثة رجحت أن يكون العكس هو الصحيح.

فمن بين مجموعة من الأميركيين الذين خضعوا لعملية جراحية في القولون، أُخبِر نصفهم بأن أمعاءهم يمكن أن يُعاد توصيلها في نهاية المطاف، أما الباقون فقد عرفوا أنهم سيكونون بحاجة إلى كيس تفميم القولون بقية حياتهم. وقد تبين أن الأشخاص الذين تلقوا الأخبار السيئة – واستفادوا من مواجهة اليقين – كانوا أكثر سعادة على مدار الأشهر الستة المقبلة مقارنة ً بهؤلاء الذين مازالوا يتشبثون بأمل الخضوع للجراحة. وفي هذا الإطار، يقول الباحثون :" قد يكون هناك جانب مظلم للأمل" – وهو الرأي الذي يؤكد ما سبق وإن قاله الفيلسوف الراحل نيتشه قبل قرن من الزمن.


Gmt 5:57:00 2009 الثلائاء 10 نوفمبر

أشرف أبو جلالة

ايلاف
صحة نفسية