موقوف
- معدل تقييم المستوى
- 0
تأثير المكان على الصحة لا يجب الاستهانة به…..
الجلوس و النوم بالقرب من أركان الغرف يضر بصحتنا* !
تأثير المكان على الصحة لا يجب الاستهانة به…..
د. ياسر عباس محجوب
"كيف استطاع الناس منذ آلاف السنين الانتباه الى وجود مناطق ذات تأثير سلبي واضح على صحة و نشاط من يسكن فيها، ومناطق أخرى ذات تأثير "ايجابي" يمكن أن يحيى فيها الإنسان و يكون خلاقا و مبدعا ؟ و لماذا كان الأطباء قديما يختارون بدقة أنسب الأماكن لبناء مستشفياتهم؟ و لماذا يرتبط ظهور أمراض معينة دون سواها مقتصرا على مناطق محددة على سطح الكرة الأرضية؟ و لماذا تكثر حوادث الطرق في مناطق معروفة من العالم حتى في وضح النهار مسببة الإعاقة و المعاناة لدى الكثيرين ؟
تكمن الإجابة ببساطة في انه حتى المكان يلعب دورا مهما في التأثير على صحة الناس بشكل مباشر، سواء اكان ذلك التأثير سلبا أو ايجابا.
فالمناطق السلبية الضارة هي عبارة عن مناطق موجودة فوق سطح الأرض، تتميز بتأثيرها السلبي على صحة الإنسان والكائنات المختلفة ومن ضمن هذه المناطق يمكن ذكر تلك الأماكن التي تحدث فيها تصدعات ، وانشقا قات، بصورة متكررة ، دون ان تكون هنالك اسباب مادية واضحة تفسر لنا لماذا تحدث هذه الظواهر؟ . إن السواد الأعظم من الناس لا يشعرون بوجود هذه المناطق (ظهورها أو تواجدها). ولكن الناس الذين لديهم طاقة حسية عالية ( xtra-sense) فانهم يشعرون بالتأثير السلبي لهذه المناطق، والتي يميزها أيضا أن الإشعاعات الضارة فيها تؤثر على الناس يشكل واضح ، و يكون عادة تركيزها عالي في تلك المناطق. و من ناحية أخرى، لقد كان تطور الحضارة، والاستخدام الكثيف للتقنيات المختلفة سببا في ظهور مثل هذه المناطق وهي ليست فقط في مناطق الصناعات المختلفة أو في مناطق النفايات ذات التاثير الضار على صحة الناس و البيئة المحيطة، ، ولكن يمكن أن توجد في مناطق أو مساحات صغيرة ، وحتى على مستوى الأبنية التي نسكن فيها ، او نعمل بها ( المكتب، المصنع، المطعم، المدرسة…. الخ).
أين يكمن الخطر؟
مما لاشك فيه أن شكل وتصميم الأبنية لها تأثير مباشر على صحة الإنسان. وبالأخص إذا كانت موجودة في نطاق المناطق ذات التأثير السلبي الضار، المتكونة بتأثير العوامل البيئية ، أو تلك التي يوجدها الإنسان بنشاطاته الصناعية المختلفة. من هنا يمكن الحديث عن التأثير المباشر لهذه المناطق على الوضع النفسي والصحي العام بالنسبة للإنسان. ان الخطر الحقيقي يكمن في أننا تقضي معظم فترات حياتنا في مساحات ضيقة، ومحدودة ، ولا تدري كيف تؤثر على وضعنا العام.
لقد أجريت العديد من التجارب والأبحاث التي تؤكد تأثير "المناطق السلبية" ومقدرتها على إحداث التغييرات في تركيبة الجهاز العصبي المركزي و تقلل وتحدث خللا في عدد خفقان القلب وتغيير في التركيبة المورفولوجية لمكونات الدم والغدد الصماء وكما تدمر أنسجة المخ، و قد اكدت الكثير من الدراسات الطبية على تأثر الكثير من اجهزة الجسم و تفاعلها المباشر مع طبيعة المكان الذي نسكن و نعمل فيه و خصوصا الجهاز العصبي، و التنفسي، و السمعي، و لم يعد خافيا بأن المناطق التى تتميز بالضوضاء العالية يكون معظم الذين يسكنون فيها عرضة للاصابة بمشاكل ضغط الدم،و مشاكل في الأجهزة السمعية، و حتى اضطرابات في عمليات الهضم ( السكن بالقرب من المطارات). اما السكن في المناطق التى تتميز بالتلوث الهوائي العالي (المدن الكبرى) فمن من يسكنوها هم عرضه للأصابة بمشاكل في الجهاز التنفسي و الأجهزة التناسلية كنتيجة مباشرة لتسرب المواد السامة الى داخل الجسم مما يؤدي الى ارباك وظائفه و بالتالي ظهور الأمراض المختلفة.
ولعل من أخطر الأشياء هو ان نبني أماكن الراحة ، والعمل ، وأماكن لعب الأطفال، في هذه "الأماكن السلبية الخطرة". وفي دراسة أجرتها الباحثة النمساوية المعروفة ك. بخلار حيث قامت برصد (3000) بناية ، في 14 دولة ، وقامت بتوجيه الأسئلة على 11 ألف شخص، ووصلت إلى حقيقة مفادها ان نجاح الأطفال في التحصيل والتفوق يعتمد إلى حد بعيد على الأماكن التي يجلسون فيها أثناء الدروس ، وأثبتت أنه في 482 حالة سرطان من 500 حالة كان السبب فيها يرجع إلى وجود هؤلاء المرضى لفترات طويلة في ظل هذه "المناطق السلبية" وتنادي الباحثة بخلار الأباء والأمهات بالانتباه وملاحظة الأماكن التي ينام فيها أطفالهم وبالأخص إذا كانوا قليلي النوم وكثيري المرض. يجب التوضيح هنا إلى أن تأثير هذه "المناطق السلبية" بإشعاعاتها، يختلف عن تأثير المجالات أو الإشعاعات والذرية ، والتي يمكن أن تؤثر في مساحات واسعة من الأرض. بينما المناطق ذات التأثير السلبي عادة تؤثر في مساحات صغيرة وضيقة وعليه فإن مجرد تحويلنا للأماكن التي ننام بها، أو تعمل فيها، يمكن أن يكون كافيا تماما لحمايتنا وبالأخص إذا كنا نشعر بتأثير المكان سلبا على صحتنا ومزاجنا. و مما يجدر لفت النظر اليه الى أن الجلوس أو النوم بالقرب من أركان الغرف ضار بالصحة ، و ذلك لان تركيز المجالات ذات التركيز السلبي على صحة الإنسان يكون عاليا جدا كلما اقتربنا من الأركان. و قد قمنا بتجربة فريدة من نوعها في داخل الدولة (الامارات)، و قد اعتمدت التجربة على استخدام اجهزة خاصة بتسجيل الذبذبات الأرضية في مناطق مختلفة من الغرف و المكاتب ، ووجدنا بأنه كلما اقتربنا من الاركان فان تركيز الذبذبات السلبية فيها يزيد لدرجة انه يمكن سماع اصواتها بشكل واضح ، و كلما ابتعدنا من الأركان نحو وسط الغرف فان اصوات هذه الذبذبات يبدأ تدريجيا في التلاشي حتى الاختفاء.
تظهر هذه التجربة بجلاء بأن المكان ، و حتى شكله الهندسي يلعبان دورا مهما في التاثير على صحة الانسان بشكل مباشر. فالمكان بمفهومه الشمولي هو مصير الانسان ، و صحته، و عافيته ، و قدرته على الابداع، و خصوصا اذا كان هذا المكان مرتبطا بمكان السكن و العمل و الدراسة.
المفضلات