والإنسان حينما يبتلى بالتدخين، وحينما تضعف إرادته عن أن يقلع عنه، ألا يرحم زوجته؟ ألا يرحم أولاده؟ ألا يرحم من يلوذ به؟ والصحة تأتي في الأهمية بعد الهداية، فأول نعمة على الإطلاق أن تعرف الله، وأن تعرف منهجه، وأن تحمل نفسك على طاعته، والنعمة الثانية أن تكون صحيحاً معافى في بدنك، والصحة رأس مال الإنسان، ورأس ماله الأوحد، وهي وعاء عمله، وهي سبب استقامته، وهي سبب توفيقه في طلب الآخرة، إن كانت الصحة موفورة. أيها الإخوة الكرام، الذين يتعرضون للتدخين السلبي يأخذون إجازات من وظائفهم ضعف الإجازات الصحية التي يأخذها زملاؤهم ممن لا يتعرض للتدخين السلبي. هذه الحقائق المرّة، ينبغي أن تكون معلومة عند الإخوة المؤمنين، فلا شك أن الذين يرتادون المساجد معظمهم لا يدخنون، ولكن هذه المعلومات يجب أن ينشروها في أوساط من حولهم، فلعل هذه الحقائق المرة تكون رادعاً لهم ورادعاً لغيرهم عن ممارسة التدخين. أيها الإخوة الكرام، إلى النصوص الشرعية: يقول الله عز وجل: ﴿ وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾ [ سورة البقرة : 195] هذا الذي يدخن أليس يلقي بيديه إلى التهلكة؟ أليس ينتحر انتحاراً بطيئاً؟ ولا أروع من ذلك الإعلان الذي رسم رصاصة، وكتب تحتها: انتحار سريع، ثم رسم دخينةً، وكتب تحتها انتحار بطيء. الرصاصة قتل سريع، والدخينة قتل بطيء. الله عز وجل يقول: ﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [ سورة البقرة : 195]