دراسة: المدارس الدولية في مصر تغسل عقول الأطفال!

أعداد: د.بثينة عبد الرءوف رمضان مدرس أصول التربية بمعهد البحوث والدراسات التربوية بجامعة القاهرة

حذرت دراسة علمية من انتشار المدارس الأجنبية في مصر ، وتأثيرها على القيم والعادات والسلوكيات الخاصة بتلاميذها من الأطفال المصريين الذين يلتحقون بهذا النوع من التعليم ، مشيرة الى إلى الإختلاف بين نظام التعليم الأمريكي والانجليزي والألماني والتعليم المصري من حيث مرجعية الأهداف، وبين النسق القيمي للمجتمع المصري والقيم السائدة بمناهج التعليم الأجنبي مما يؤدي إلى اختلاف الشخصية المستهدفة لكل من النظامين على اعتبار أنها نتاج العملية التعليمية.

وقالت الدراسة التي أعدتها د.بثينة عبد الرؤوف رمضان مدرس أصول التربية بمعهد البحوث والدراسات التربوية بجامعة القاهرة، وحصلت عنها على درجة الدكتوراة حول "التعليم الأجنبى واثره على النسق القيمى للمجتمع المصرى": إن هذه المدارس تعمل بشكل منفصل تماماً عن المجتمع المصري ولا تقع تحت طائلة أي قانون وإن كان هناك إشراف على المرحلة الثانوية فهو إشراف صوري، وتخضع هذه المدارس لإشراف هيئات أمريكية تطبق عليها مقياسها وأهدافها مما يمثل مظهراً من مظاهر التدخل الأجنبي في شئون داخلية للدولة، وهو ما كان سائداً قبل ثورة 23 يوليو إبان الاحتلال الإنجليزي لمصر.

وأضافت أن الأطفال يصلون إليها صغاراً جداً لم يستطيعوا بعد أن يخضعوا للهوية الثقافية لآبائهم ومجتمعهم، ويدخلون إلى منظومة المدرسة، ليتعلموا من خلالها معايير وقيم المجتمع الأمريكي الذي يختلف بشكل أو بآخر عن المنظومة الثقافية للأسرة والمجتمع الذي ينتمون إليه، مما يؤدي إلى صراع داخل الفرد لتشكيل الهوية، وعادة ما يرفض الأطفال في هذه الفترة الانتقالية ثقافة آبائهم والمجتمع الذي يعيشون فيه ويعتنقون ثقافة المجتمع المضيف.

وأكدت أن المدارس الأمريكية والدولية تسهم في تنمية أنماط اجتماعية جديدة تتميز بدرجة عالية من المرونة في أساليب التفكير والاتجاهات بما تتلاءم مع متطلبات العصر الحديث ومتغيراته، ولكن هذه الكفاءات من النوعية المطلوبة للسوق الدولي أو للبلد الأم، بدلاً من إنتاج كفاءات تتواءم مع الاحتياجات والموارد المتاحة للاقتصاد المصري، والذي يختلف تماماً عن الاقتصاد الأمريكي.

وأشارت إلى أن المدرسة الأمريكية تقوم بنقل ثقافة المجتمع الأمريكي، مما يؤدي إلى تكوين فئات من الشباب ترتبط ارتباطا وثيقا بثقافة وافدة ويعمل ذلك على عدم وجود وحدة فى الفكر والعمل بين فئات المجتمع، مما يسهم في قلة التفاعل الاجتماعي وضعف تماسك أفراد المجتمع وارتباطهم، و يؤدي ذلك إلى تفكك النسيج الاجتماعي.

كما تسهم المناهج الأمريكية بطريقة مباشرة وطريقة غير مباشرة فى نقل وتدعيم القيم المتفق عليها في المجتمع الأمريكي، كما تؤكد على قيم الولاء والانتماء للولايات المتحدة الأمريكية مما يؤدى إلى ضعف الانتماء والولاء للمجتمع المصرى وخلق جيل من الشباب فى حالة من الضياع الثقافى فلا هم ينتمون إلى مصادر الثقافة الأمريكية التى تشربوها فى تعليمهم ولاهم قادرون على استيعاب منابع الثقافة العربية الإسلامية المصرية ، ويؤدى ذلك إلى شعور هؤلاء الطلاب بالاغتراب عن بيئتهم ومجتمعهم،و الرغبة فى الهجرة إلى مجتمعات أخرى أو الشعور بالإحباط نتيجة لعدم القدرة على حدوث ما يريده من تغيير أو عدم القدرة على التكيف مع بيئته ومجتمعه من جهة أخرى.وينطبق ذلك على جميع المدارس الدولية ( انجليزية –المانية – كندية )

وتسهم المناهج الأمريكية فى تكوين طبقة متشربة بالقيم الفردية والمادية التى تميز النظام الرأسمالي الأمريكي دون الالتزام بأي قيم أخلاقية أو دينية مما يؤدى إلى انصراف هذه الطبقة لتدعيم مكانتها ومكاسبها المادية وعدم الشعور بالمسئولية تجاه المجتمع.

وقالت الدراسة إن ارتفاع مصروفات هذه المدارس يسمح لأبناء طبقة محددة من فئات المجتمع المصرى للالتحاق بهذه المدارس وهى طبقة رجال المال والأعمال والسياسة وكبار المسئولين فى السلطة، وتمثل هذه الفئات الطبقة العليا فى المجتمع ونظراً لطبيعة المجتمع المصرى فى توارث وتبادل المراكز القيادية فى كافة المجالات بين أفراد العائلة الواحدة والصحبة والشلة .. الخ، فإن أبناء هذه الطبقة من المفترض أن يكونوا قادة المستقبل فهم الصفوة المسيطرة على الأمور السياسية والاقتصادية والإعلامية مما يؤدى إلى تكريس التبعية فى ظل المتغيرات العالمية ومحاولة الهيمنة الأمريكية على دول المنطقة





استمر...... دراسة الدكتورة بثينة عبد الرءوف رمضان

معهد البحوث التربوية بجامعة القاهرة

كشفت الباحثة الدكتوره بثينة عبد الرؤوف رمضان عن أن المدارس الأمريكية في مصر من المدارس الموجهة والتي بدأت في مصر كمدارس تبشيرية لنشر المذهب البروتستانتي، كما أوضحت أن تلك المدارس تعمل بشكل منفصل تماماً عن المجتمع المصري ولا تقع تحت طائلة أي قانون مصري، وإن كان هناك إشراف على المرحلة الثانوية فهو إشراف صوري، وأن هذه المدارس تخضع لإشراف هيئات أمريكية تطبق عليها مقايسها وأهدافها مما يمثل مظهراً من مظاهر التدخل الأجنبي في شئون داخلية للدولة وهو ما كان سائداً قبل ثورة يوليو إبان الاحتلال الانجليزي بحسب الدراسة.

وأشارت الدراسة إلى أن تقييم كتب تلك المدارس في مصر من قبل إدارة المعادلات المصرية هو تقييم ذاتي حيث لا توجد معايير أو مقاييس مكتوبة يمكن الرجوع إليها، بل يعتمد في المقام الأول على ( ثقافة وضمير الخبير المراجع للكتب)، وأنه لا يتم أي متابعة من قبل وزارة التربية والتعليم لمدى التزام هذه المدارس بما تم حذفه أو ما طلب من تغيير، وأوضحت الدراسة أن مرحلة التعليم الأساسي من الصف الأول حضانة حتى الثالث الإعدادي لا تخضع لأي إشراف وزاري أو إداري، وكشفت رسالة الدكتوراه عن أن مدير المدرسة الأمريكية أو مساعديه عادة ما يكونوا من الأجانب وتتباهى هذه المدارس بالإدارة الأمريكية أو أن معظم المدرسين من الأجانب.

وقد قامت صاحبة رسالة الدكتوراه بتحليل محتوى بعض مناهج المدارس الأمريكية في مصر وخرجت بنتائج خطيرة حول ما يدرسه أبناؤنا من أهداف غربية وتنصيرية، وتحقيرية للعرب كما جاء في إحدى القصص المقررة على تلاميذ المرحلة الابتدائية والتي توضح تفوق الإبل على العرب وكيف أن قيادة الإبل للعرب أفضل من قيادة العرب لأنفسهم وأن العرب إذا ساروا خلف الإبل فسيصلون إلى نتائج أفضل من التي يخططون لها.