الريجيم يقود الأشخاص إلى السلوك العدواني






بعض الأنظمة التي تستخدم لإنقاص الوزن تشكل خطورة على الصحة العامة وتزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، بالإضافة إلى خلل في الجهاز المناعي، وفي هذا الصدد، حذرت دراسة حديثة، من أن اتباع نظام الحمية الغذائية ''الريجيم''، يجعل الشخص أكثر عُرضة للشعور بالعدوانية والانفعال والغضب بسرعة.

وأشارت الدراسة التي أجريت في جامعة نورثويسترن في شيكاجو وجامعة كاليفورنيا، إلى أربع تجارب أجريت على متطوعين، وكشفت أن الجهد المبذول في ممارسة ضبط النفس عند الأكل، يمكن أن يؤدي إلى ميل عدواني للذهن، بل حتى تفضيل أفلام العنف.

وقال معدو الدراسة طبقاً لما ورد بصحيفة ''ديلي تلجراف'' البريطانية، إنهم شرعوا في دراسة إذا ما كانت ممارسة ضبط النفس يمكن أن تؤدي فعلاً إلى مجموعة كبيرة من السلوكات الغاضبة والأفضليات في وقت لاحق، حتى في المواقف التي تكون فيها هذه السلوكات بالغة الرقة.

وبيّن البحث أن ممارسة ضبط النفس تجعل الناس أكثر ميلاً إلى التصرف بعدوانية تجاه الآخرين. والأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية يكونون أكثر انفعالية وسريعي الغضب.

وأكد الباحثون أن صُناع السياسة العامة في حاجة إلى أن يكونوا أكثر إدراكا للعواطف السلبية المحتملة الناجمة عن تشجيع العامة على بذل مزيد من ضبط النفس في الاختيارات اليومية.

كما حذرت دراسة طبية من أن إتباع نظام غذائي لفترات طويلة قد يسهم فى إفراز عدد من العناصر الكيميائية الصناعية الملوثة مرتبطة برفع مخاطر الإصابة بمرض السكر وضغط الدم المرتفع وإلتهابات المفاصل والروماتويد والكوليسترول.

وأشارت الباحثة "دوك هي لي" من جامعة كيونج بوك الوطنية في دايجو بكوريا الجنوبية، إلى أن هذه المركبات الكيميائية غالباً ما يتم تخزينها بصورة طبيعية فى الأنسجة الدهنية بالجسم، إلا أنه عند تفتت هذه الدهون من خلال آلية فقدان الوزن تذهب هذه المركبات الضارة والسامة إلى الدم.

ويرى الباحثون أن العالم كثيراً ما يسجن ذاته فى إعتقاد راسخ أن فقدان الوزن والرشاقة هى الصحة الحقيقة المليئة بالفوائد الصحية وأن البدانة هى المتهم الأول والرئيسي وراء كل الأمراض والأضرار التي تهدد صحة الإنسان، إلا أنه مع تزايد مستوى الملوثات في الدم نتيجة آلية عملية فقدان الوزن يؤثر سلباً وبصورة خطيرة على صحة الإنسان فى صور شتى.

وكان الباحثون قد أجروا أبحاثهم على مايقرب من 1099 شخص حيث تم قياس تركيز المواد الكيميائية الضارة فى أجسامهم. وقد لوحظ أنه بمجرد وصول هذه المركبات والمواد الكيميائية الضارة إلى الدم تصل بصورة سريعة جداً إلى الأجهزة والأعضاء الحيوية فى جسم الإنسان.

وشدد الباحثون على أن الاشخاص الذين فقدوا أغلب الوزن الزائد على مدى عشرة أعوام كانوا الأكثر معاناة من ارتفاع مستوى هذه المركبات الضارة والتي تعرف بإسم "بى.أو.بى" بالمقارنة بالأشخاص الذين أكتسبوا مزيداً من الوزن أوأحتفظوا بوزنهم مستقر.

وحذرت الابحاث أن مركب"بى.أو.بى" غير آمن على صحة الإنسان لأنة يزيد من فرص الإصابة بمرض السكر وضغط الدم المرتفع وإرتفاع مستوى الكوليسترول فى الدم وعدد من الأمراض الموسمية.




كما أكدت الدكتورة شيرين السماوى خبيرة التغذية، أن ممارسه الرجيم بشكل غير منتظم يؤدى إلى تحول الخلايا إلى خلايا مسرطنة، ففى حالة السمنة تكون الخلية مشبعة الدهون وعند ممارسة الرجيم يتقلص حجم الخلية نتيجة إذابة الدهون العالقة بالخلية وتصبح فى حجم أصغر من حجمها الطبيعى، ولكن عندما تتم عمليه الرجيم بشكل متقطع ذلك إلى حدوث خلل فى جدار الخلية يؤثر على وظيفتها وبالتبعية يؤدى ذلك إلى حدوث اضطرابات هرمونية التى تفضى لتحول الخلية إلى خلية مسرطنة.

وأوضحت السماوى أنه لا يقف ضرر الرجيم المتقطع عند هذا الحد، ولكن يؤدى أيضاً إلى إصابة الفرد ببعض الاضطرابات السلوكية، حيث يصبح الفرد أكثر حساسية ويميل إلى الانطواء والعزلة ويصبح أكثر توتراً وميلاً إلى الاكتئاب.

وأشارت السماوي إلى أفضل أنظمة الرجيم هى تلك التى تتماشى مع طبيعة كل مجتمع وليس لمجرد أن نظام رجيم معين يلقى نجاحاً فى مجتمع أنه بالضرورة سوف ينجح فى مجتمعاتنا لأن مراكز الإحساس بالمخ تحفظ شكل الجسد بحالته البدينة، ويعتبر أفضل رجيم يأتى بنتائجه بعد أول 6 أشهر من اتباعه بالإضافة لضرورة المتابعة مع طبيب تغذية بصفة دورية.

وأوضحت السماوي أن أفضل أنواع الرجيم التى تتناسب مع مجتمعاتنا العربية هى التى نحرص فيها على تناول النشويات والعيش والأرز بكميات متناسبة والبعد تماماً عن السمن وشرب على الأقل 3:2 لتر ماء يومياً.

ونصح خبراء الصحة بفقدان الوزن بشكل بطيء وتدريجي لتفادي استعادة الكيلوجرامات غير المرغوب فيها في وقت أسرع مما استغرقته خسارتها.


مـحـيـط ـ مــروة رزق
علوم