آسف " كلمة صعبة على الكثيرين فهي تعني لدي البعض إنتقاص من الكرامة والقيمة ، وتعني لدي البعض الآخر نوع من الإذلال والقهر ناتج من موقف سخيف يعتبر نفسه وضع فيه حين يردد هذه الكلمة على مسمع أحد , خاصة بين الزوجين ، حتي لو جاءت بعد طول خصام وعناد , رغم أن لهذه الكلمة في بعض الأحيان مفعول السحر فهي تشبه الأستيكة تمحو كل الأخطاء , لكن أيهما أصعب في الإعتراف بالخطأ وترديد " آسف" الرجل أم المرأة .

وجديراً بالذكر أن الإعتذار تقويم لسلوك سلبي يظهر من خلاله مدى شجاعة الفرد على مواجهة الواقع, وعلى الرغم من أن هذه الثقافة غائبة لدى أغلب أفراد مجتمعاتنا العربية ,حيث يعتبر الشخص المخطأ أن الإعتذار تقليل شأن بينما العكس صحيح, فالإعتذار قوة شخصية , وإتزان التفكير والقدرة على مواجهة الحياة.

وينقسم الناس في إدراكهم لثقافة الإعتذار إلى 3 أصناف , فالأول هو السريع ويوصف بأنه مراجعة النفس مباشرة عند وقوع الخطأ الغير مقصود والسلوك السلبي عند حالة الغضب, والثاني هو الإعتذار بعد مراجعة النفس و يأتي متأخراً نوعاً ما , بعد أن يقضي المخطأ حالة مراجعة للموقف ومحاكاة النفس.

حيث ينتابه حالة تأنيب الضمير وقد يبدى إعتذاراً رسمياً أو يدبر موقفاً غير مباشر, ليبين رغبته في تصحيح سلوكه, والثالث هو ما نعانيه في مجتمعاتنا , وهنا الشخص يكون مدرك تماماً لحجم أخطاءه , لكنه يكابر و يمتنع عن الإعتذار ويطالب الناس أن تتقبله كما هو ,وبلا شك أن النوع الثالث من الناس يعاني من ضعف الشخصية ,وعدم القدرة على مواجهة المواقف وكذلك يمكن أن يوصف بالغرور