تمرّ جميع العائلات بإصابات وأوجاع تتفاوت حدّتها بحسب الضربة التي يتلقاها الجسم. لا شكّ في أنّ لدى كلّ أسرة أطفالاً اضطّرت يوماً للهروع إلى الطبيب أو قسم الطوارئ في المستشفى بعد وقوع
حادث أو سقوط مفاجئ. يؤذي الكبار والصغار أنفسهم لأسخف الأسباب فيلوون أقدامهم خلال السير أو التنزّه، أو أثناء مباراة كرة قدم مثلاً! ما العمل لمعالجة هذه الحالات؟
ثمة أنواع عدة من الصدمات التي يواجهها أعضاء الجسم، تكون في معظمها حميدة، لكنها تؤثر طبعاً على الحياة اليومية.
التواء المفاصل
هو إحدى أكثر الحالات شيوعاً، إذ يكفي أن يلتوي الكاحل أو الركبة لإحداث هذا الخلل. لكن تتفاوت حدة الإصابات من شخص إلى آخر. تطال الإصابة بشكل أساسي الأربطة، تحديداً في القدم والركبة، والمعصم أحياناً، لكن لا تتحرك العظام أو الغضاريف من مكانها.
مع قليل من الحظ، تكون الإصابة طفيفة لكنها تترافق مع الألم في جميع الأحوال عند التواء الأربطة. في الواقع، ينجم الألم عن تمدّد العضل أو انفصامه بطريقة غير طبيعية. بعدها يبدأ مكان الإصابة بالانتفاخ، ما يستلزم الذهاب إلى المستشفى. في انتظار استعادة القدرة على التنقّل مجدداً، يجب الحرص على عدم تحريك المفصل، ووضعه تحت الماء الباردة أو وضع الثلج عليه للحد من التورّم. أخيراً، يمكن وضع ضمادة على الإصابة شرط عدم شدّها أكثر من اللزوم.
دور الرباط
يصل الرباط بين عظمة وأخرى مروراً بالمفصل. وهو المسؤول عن تحريك الكاحل، الركبة، والمعصم من دون مشكلة.
العلاج
يقضي العلاج التقليدي بتجبير مكان الإصابة طوال أسبوعين على الأقلّ، أو ثلاثة أسابيع أحياناً، ما يجبر الفرد المصاب على عدم تحريك المفصل. يمكن تجنّب التجبير في بعض الحالات إذا كانت الإصابة خفيفة، وتجميد حركة المفاصل عن طريق التضميد. بعد نزع قالب التجبير، يمكن العودة إلى السير لكن تدريجياً. تكفي ممارسة بعض التمارين الرياضية من دون الحاجة إلى إعادة التأهيل.
لكن قد يكون التواء المفاصل خطيراً في بعض الحالات، تحديداً لدى الرياضيين المعرّضين لإصابات عنيفة، وقد تصل خطورة الإصابة إلى حدّ تمزّق الأربطة. يرتفع مستوى الألم في هذه الحالة ويُضطرّ المصاب إلى عدم تحريك المفصل لفترة أطول تتراوح بين شهر وستة أسابيع. في بعض الحالات، قد يقرر
الطبيب إجراء جراحة، لا سيّما إذا كان المصاب رياضياً محترفاً. في الواقع، تتعدد حالات التواء المفاصل لدى الرياضيين الذين يمارسون التزلّج أو رياضة جماعية. ولا ننسَ أهمية الخضوع لإعادة تأهيل بعد الإصابة.
ننصح في جميع الأحوال باستشارة الطبيب حتى لو كانت الإصابة طفيفة، لأنّ الالتواء قد يخفي كسوراً حادة. وفقاً لأطباء قسم الطوارئ، يعاني 15% من المرضى الذين يأتون إلى المستشفى لمعالجة التواء بسيط من كسور أكثر خطورة. على صعيد آخر، قد يؤدي التواء المفاصل إلى مضاعفات إذا لم يُعالج بالطريقة المناسبة. يسترجع عدد كبير من المصابين الأوجاع نفسها أو ينتفخ مكان الإصابة في كلّ مرة يتعرض فيها المفصل للإجهاد أو مع تغيّر الطقس.
ماهيّة التضميد
يقضي التضميد بوضع ضمادات مطّاطة لحماية الرباط، مع إمكان تغييرها والقيام ببعض الحركات. لكن يجب أن يقوم اختصاصيّ بعملية التضميد وينبغي أن تتغير الضمادة بشكل متكرر. ليست هذه العملية حلاً يحترم معايير النظافة الشخصية. اليوم، نميل إلى استعمال مفصل اصطناعي على القدم تحديداً.
إذا كان خفيفاً...
لحسن الحظ، قد يصاب الفرد بالتواء كاحل بسيط. في هذه الحالة، يكفي وضع الثلج على الكاحل وإراحته لبضعة أيام. قد يصف الطبيب مسكّناً للألم أيضاً.