لا تبك ولا تحزن.. ولا تبتئس .. بل ارفع رأسك .. وابتسم للحياة .. وامض حقبا نحو الأفق الأجمل والأروع .. ثق بنفسك .. فالمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف .. انظر حواليك .. عظماء الإنسانية لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه بالبكاء على الأطلال .. بل حفروا حياتهم ومستقبلهم بأظافرهم في الصخر .. وفي الجبال ليصلوا إلى المجد والشهر ... وكي يكونوا نافعين ضحوا بحياتهم بذلا وعطاء ومحبة وأملا .. ذابوا كالشمعة كي يضيئوا لغيرهم طريق الحياة .. وطريق الأمل وطريق الحب ..

لا تقل إنك لم تواصل تعليمك .. وأن الطريق مسدودة أمامك .. انظر إلى مشاهير العالم .. انهم لم يصلوا إلى السنة السادسة ابتدائي في تعليمهم .فوماس إديسون ... و هنري فورد .... ومكسيم جوركي .. وعباس محمود العقاد ومصطفى صادق الرافعي وبرنارد شو ... وشارلز ديكنز .. صاحب رائعة أوليفر تويست .. كلهم لم يصلوا الى السادسة ابتدائي .. وهذا ما لا يعرفه العامة.. ومع ذلك طالعوا وثابروا ووسعوا معلوماتهم ومداركهم .. وبذلوا وضحوا .. وواصلوا الدرب .. درب الأحزان .. درب العلم .. درب الفكر .. درب الثقافة .. أدمنوا المطالعة .. لم يخالطوا الصعاليك .. بل انقطعوا لأنفسهم .. وانقطعوا عن العالم .. نسوا أنفسهم وملذاتهم . إلا لغة البذل والعطاء .. حتى غدوا شموعا .. شموسا .. جبالا شامخة في عالم الأدب والفكر في العالم .. دون محسوبية ولا مال .. إلا جهدهم ومحبة للحياة وللأمل ..

كذا هو درب الشهرة .. ودرب الخلود ... ودرب الإيجابية.. فالحياة التي نحياها قصيرة مهما طالت وقليلة مهما كثرت .. وعلينا أن نسأل أنفسنا ماذا قدمنا وماذا أخرنا فيها ؟؟

إن الإبداع لا يأتي من عدم .. وإن العظمة لا تأتي صدفة .. خذ لك مثلا : ابن خلدون .. لقد أسس علما كاملا .. اسمه علم الإجتماع .. قبل أن يصل إليه علماء العصور المتأخرة وبز فيه العلماء المتقدمين والمتأخرين .

لا بد من الصبر والتضحية .. ولذلك عليك أن تبلغ الأمانة .. أمانة العلم والأخلاق بحسن المعاملة والمحبة والرحمة والتسامح .. وأن تكون قدوة .. ومن الطرائف في هذا الباب أن أبا حامد الغزالي صاحب كتاب إحياء علوم الدين كان يسير في بعض الطريق .. فاعترضه بعض اللصوص .. وافتكوا له جرابه الحاوي كتبه ومؤلفاته .. فما كان منه إلا أن لحق بهم .. وقال لهم :

- ردوا إلى جرابي ومخلاة كتبي وسأعطيكم كل مالي الذي أخفيته عنكم ..
وفعلا أعطاهم كل ماله .. ليفوز باسترجاع كتبه ومؤلفاته التي بقيت ذخرا للأمة .. وانتهى ماله .. وبقيت كتبه .. و علمه و تاريخه


منقول بتصرف من موقع حلول للإستشارات