بين الكتب هناك من ينتظر

على مكتبي الكثير من الكتب والكتب النائمة والحالمة التي تنتظر مني أن أوقظها لأشرب معها فنجان من القهوة كما تحب أو كما أحب وتبدأ بالكلام والبوح المحبوس فيها منذ سنين ..
عندما أبدأ بفتح الكتاب أشعر بصعوبة بفتح الموضوع مع الكاتب ويبدأ هو كمندوب مبيعات فرح لأني أعطيته من وقتي لكي اسمعه فيبدأ فورا بدون لف ودوران بالدخول في الموضوع أحاول الاستماع والقراءة أصطنع الاهتمام في ملامحي كأي ممثل مغمور يمثل أمام المرآة لكي يشحن طاقته خوفا عليها من النضوب ، ويبدأ الكاتب بعمله الذي يتقنه أكثر من الكتابة وهو التنويم المغنطيسي وبالفعل ينجح معي هذه المرة وكل مرة وأنسجم وأتأمل ما يقول ومن ثم أرتفع درجة أخرى إلى درجة الاستماع نعم أبدأ أسمع صوت الكاتب وهو يفضفض ويتودد ويقنع ودائما يحتج ودائما أمثل الشخص الذي يحسن الاستماع له وبذلك تتبدل الأدوار ويصبح هو الذي على كرسي الاعتراف وأنا من يسأل ويستجوب ويحلل وهو يهذي ويقرر ويفضفض وأنا أطأطأ رأسي بعلامة تدل على أني أفهمه وأني الوحيد القادر على ذلك مما يعطيه الشعور بالثقة أكثر ويسهل عليه أن يبحر ويغوص أكثر فيما يقول ويشرح ويفضفض .
وفي الأخير أغلق الكتاب وأحبس النفس والصوت الصادر منه إلى لقاء آخر ..

أنمـــار خـــــريص